يشكل وقت فراغ اغلب شبابنا كابوساً يهدد أحلامهم وهو سيف ذو حدين إما الانجرار وراء إعمال غير نافعة ومضرة له ولمجتمعه وبالتالي يصبح سلوكه منحرفاً او ضياع سنوات من عمره في تسلية غير نافعة وبلده ومجتمعه بأمس الحاجة لإمكانياته وهذه أوقات الفراغ بحد ذاتها تجعل الشباب في حالة من الضجر والملل نتيجة لوجود العديد من الأسباب والمشاكل التي ترافق مسيرة حياتهم فبعض هذه الأمور لها علاقة وثيقة بفرص العمل فالأعم الأغلب اليوم من هذه الفئة وخصوصاً الخريجين الذين يعانون من أوقات فراغ طويلة ورحلة شاقة للبحث عن فرصة عمل توفر له العيش الرغيد اولاً وتخلصه من أيام وأشهر وسنوات يقضي فيها عن هذه الأوقات الفارغة في حياته فهو يعمل على التنقل بين البيت والشارع والأصدقاء دون وجود حاجة فعلية تنهي حياتهم من هذا الوقت القاتل الذي لا ينتهي الى اجل مسمى فيصبح عند أغلبية هؤلاء الفئة من الشباب حالة من الكسل والخمول والحالة النفسية بسبب الروتين الحاصل في حياتهم لعدم وجود مهنة او ارتباط بشيء ينسيهم او يجعل منهم حاجة ثمينة يمكن للدولة الاعتماد عليها في بناء الوطن اغلب الشباب بصورة العامة يقومون بالعديد من الأفعال والتي يعتبرونها الحل الوحيد للقضاء على أوقات الفراغ ومنها على سبيل المثال الخلود الى النوم لساعات طويلة مشاهدة التلفاز وما تعرضه الشاشة الصغيرة من مسلسلات وأفلام وبرامج مختلفة متابعة الرياضة عن طريق مشاهدة الدوريات الأوربية الذهاب الى المول والحدائق العامة والمتنزهات قضاء أوقات في المقاهي لشرب الشاي والقهوة والناركيلة والتعرف على أصدقاء جدد العمل على الشبكة العنكبوتية لساعات والتواصل عبر عدة مواقع مع الأصدقاء وغيره من الأمور الأخرى هنالك بعض الحلول الوقتية يمكن للشباب الاعتماد عليها بعض الشيء على اقل تقدير منها التوجه للعبادة قضاء وقت للقراءة والاطلاع على مختلف العلوم والمعارف قضاء حاجات البيت ممارسة الرياضة لكن لا يمكن ان تكون سبباً لإنهاء المشكلة لان الشباب هو من يصنع مستقبل البلدان وهم عماد الأوطان ويعتبر وقت الفراغ لدى الشباب هي رحلة شاقة ترهق تطلعاتهم ومن جانب أخر فان البطالة قلنا هي السبب الرئيسي في الضياع تلك الفئة وعليه لابد من وجود حلول آنية من خلال استثماره والاستفادة من قدراته من خلال التوجيه الصحيح وهذا بدوره يقع على عاتق الدولة اولاً ومنظمات المجتمع المدني والإعلام وكل من له علاقة او صلة بهذا الموضوع وهذا بدوره يعتمد على خطط مستقبلية وعلى رؤى واضحة من خلال إيجاد فرص عمل لكل الشباب بمختلف مستوياتهم العلمية والثقافية وتنمية قدراتهم الذهنية حتى نضمن عدم انحرافهم عن جادة الصواب .
مقالات اخرى للكاتب