لايختلف إثنان على ان الامية هي الاخطر بين المخاطر التي تهدد الشعوب والدول كالكوارث الطبيعية والامراض الفتاكة والحشيش والحروب وغيرها من المخاطر وربما توازي الارهاب الذي يضرب الان مختلف دول العالم ومنها العراق الذي يعاني من خطر الارهاب الذي يحتل مناطق واسعة من العراق بل حصد ارواح ابرياء من المواطنين الآمنين والعزل غالبيتهم من النساء والاطفال الى جانب التهجير القسري ونشر الفقر والامراض والفساد وكل مظاهر التخلف كذلك المخاطر التي يزرعها الارهاب كالحالات النفسية والعقائدية والدينية . نعم الامية هي توازي خطر الارهاب عندما تتفشى بين الاطفال فتنمو وتكبر لتصبح حالة تخلف سائدة بين الشعوب والامم .
في العراق ولاننكر ان النظام السابق ولا اريد هنا الولوج بتفاصيل دقيقة اضطر العودة الى النظام السابق كي لا اتهم بانني من انصار النظام الذي كان سببا رئيسيا بما نحن عليه اليوم عندما مهد للمحتل ان يصول ويجول في بلد الانبياء والاوصياء وينهب خيراته وممتلكاته ويطمس تاريخ دولة عريقة بل ويمهد لمجاميع من الحثالات ان يأتوا مع المحتل ليسيطروا على المنافذ السياسية والاجتماعية وبمباركة وتوجيهات المحتل لنصل اليوم الى نفق ليس فيه بصيص ضوء او امل فقط ننتظر رحمته تعالى بانقاذ العراق والعراقيين من خطر انساني كبير .
نعم في زمن النظام السابق اعلن عن خلو العراق من الامية بعد جهود حثيثه اصرت على محو الامية في بلد انتشرت فيه الامية حد العظم . نعم واليوم وبعد سنوات وسنوات العراق المنغمسة بالديمقراطية الكاذبة مهدت بعودة الامية الى اطفال العراق وهو الخطر الاقوى الذي يهدد العراق بل ويزيد من كوارثه التي تقودنا الى ان نكون بلداً يستجدي المساعدات بكل انواعه بلد هجر منه مثقفوه ومبدعوه وفنانوه وعلماؤه وشبابـه الواعي ليبقى تحت سيطرة التخلف والامية مدعوما من الارهاب الذي يريد مسح مقومات دولة كان لها الشان بين دول العالم المتحظر.
نعم الامية خطر جديد وارهاب اجدد يهددنا بعد ان كشفت منظمات عربية وعالمية اعداد الاميين بين جيل اطفال العراق والاسباب عديدة ومازالت تتضاعف منها العزوف عن المدارس واغلاق ابواب العشرات من المدارس وهجرة الكوادر التدريسية وانعدام الخدمات وانتشار الفقر والامراض الذي يمهد للعائلة العراقية من تهجير اطفالهم للمدارس وبالتالي تتفشى الامية بين اجيال الاطفال التي ننتظر ان تكون شباب ورجال المستقبل. والتحذيرات تتضاعف عندما حذرت منظمات اجتماعية وانسانية من خطورة زيادة نسبة الامية في العراق داعية الى توفير الظروف والاجواء التي تسهم بالقضاء على اسبابها.
مؤكدة وفي احصاءات مدروسة أن نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما تمثل اكثر من 42 بالمئة من نسبة السكان حيث تبلغ نسبة الشباب بين صفوف المجتمع 62 بالمئة، ومعظم الإحصاءات المتوفرة حول نسبة محو الامية مبنية على بيانات عمرها يزيد على خمسة عشر سنة .
مشيرة الى ان الانعكاسات الاقتصادية هي التي أدت الى تسرب عدد كبير من الطلبة ونزولهم لقطاع العمل في الشوارع والمحال التجارية وتحت ظروف قاهرة لأعمار مثل أعمارهم . واكد ان الظروف لم تتوفر على مايبدو من اجل القضاء على الامية المتفشية في المجتمع العراقي والتي تعد مشكلة كبيرة لا تنفع معها الحلول الترقيعية، كإقامة دورات هنا وهناك لتقليصها، بل ان الموضوع بحاجة الى تشريعات فاعلة والى ميزانية كبيرة للقضاء على الامية.
من جانبها حذرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف من تداعيات خطيرة إزاء انتشار الامية بشكل واسع، مؤكدة ان خطر هذه الظاهرة كخطر الإرهاب في العراق، في حين اشار إلى ان عدد الاميين في العراق بلغ من 6 – 5 ملايين.
نعم اذن خطر الامية لايقل عن خطر الارهاب اذا مايكون اقوى منه في بلد يتخبط فيه مسؤولوه . في بلد يتصدر الفساد المالي والاداري . في بلد احترق فيه الاخضر مع اليابس . في بلد مازال يعاني من سوء الخدمات البدائية كتصريف مياه الامطار التي امتزجت مع المياه الآسنة. في بلد ياكل اكثر مماينتج .
في بلد لايحترم قادته اقوال مرجعياته الدينية بل يضرب اصوات ومناشدات مواطنيه عرض الحائط في بلد لايستطيع الاعتماد بموارده الا على النفط . وفي بلد يخلط مابين الدين والسياسة.
في بلد يتناحر ويتصارع قادته على المناصب والكراسي . نعم الامية خطر مقبل وارهاب جديد يضربنا لامحال اذا ماظهر لنا منقذ.
فهل من منقذ؟
لا اعتقد . والله الساتر .
مقالات اخرى للكاتب