بعد ان شييع 25 شهيدا من ابناء شعبنا من قرية صورية والتي تعرضت الى مذبحة بشعة من قبل النظام البعثي الشوفيني عام 1969، وبحظور شعبي ورسمي كبيرين, فرحنا لاعادة رفات هؤلاء الشهداء الى مثواهم والى ارضهم التي ذبحوا من اجلها، لانهم ابناء هذا الارض واحفاد الحضارة الاشورية منذ الاف السنين وابناء الكنيسة الكاثوليكية منذ قرون.
ولكن بعد ان شاهدنا صور هذه المراسيم المنشورة على صفحات الانترنت, ذهلنا عجبا بلف هؤلاء الشهداء باعلام لاتمت لهم بصلة، فاعلام الاقليم لا تمثل الا قوما كرديا في الاقليم، لانه اذا اعتبرنا اننا لازال العراق عراقا وشماله شمالا، اذا كان اقليما او محافظة او قرية، فحق الوطن على الجميع ورفع علم الدولة والعلم الاشوري الذي ينتمي له الشهداء، وليس علم كردي غير معترف به بل انه ليس باقل شوفينية من الذين قتل هؤلاء الشهداء، لانه اقر علما دون الرجوع الى القوميات الاخرى في المنطقة بل فرض كاي علم محتل.
وهنا نسأل الاخوة في الاقليم الم يبقى شيء للسرقة الا شهداء امة قدمت لمنطقة اولا وللعراق ثانيا من تضحيات مالم يقدمه شعب لوطنه، وكرم هذا الشعب بالقتل والتهجير والتجاوز على ارضه وقراه وحتى اثار اجداده سرقت وسميت مدن باسماء جديدة لمحو كل مايشير الى هويته، وحرمه من الوظيفة لانه غير منتمي للاحزاب الحاكمة، وحتى عندما يعتدى عليه فيخرج المعتدي صاحب حق ويبقى طليقا، كقتل النائب في البرلمان فرنسيس شابو، والذي هو محسوب على الحكومة قبل ان يكون محسوبا على الاشوريين، الا يستطيع حتى قتلانا ان يتمتع بتشييع يليق به كابن بار لامة قدمت للبشرية الكثير، الا يستاهل هذا الشهيد ان تكتب تعزية بلغة امه، او بصلوات ودعاء او كلمة اشادة بما قدموه بلغة ابائم واجدادهم وبلغة كتبهم المقدسة، او على الاقل بلغة وطنهم الرسمية ليفهم اهل العراق والكثيرين في العالم، عن موضوع التشييع، بدلا من ان يعاملوا بالاهانة بحصرهم بعلم قومي لايعود له وبكتابات بلغة لا تربط شهدائنا الابرار بها سوى انها لغة جار لي.
الاكثر عجيب من هذا الامر انه تشييع رسمي اي تمثيل من حكومة الاقليم، والمفروض ان حكومة الاقليم والتي تناضل من اجل ان يحصلوا على حقوهم من المركز، ولا زالوا يتهموا البعض بالشوفينية العربية، وكما قال رئيس الاقليم مسعود البرزاني، انه ليس مسئلة الاكثرية او الاقلية بل على الحكومة المركزية ان تعرف ان الاكراد هية القومية الثانية في العراق وهذا هو الاهم.
وهنا نقول لرئيس الاقليم اليس الشعب الكلدو اشوري السرياني هي القومية الثانية في الاقليم، بعد ان كانت الاولى قبل قرن؟ واذا كان الاكراد قد تقاسموا المناصب في المركز كقومية ثانية من رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء والوزارات المهمة والمناصب الامنية الاخرى، فماذا حصلت القومية الثانية في الاقليم، علما ان االدم الكردي لم يسال في بغداد، بل ان الدم الاشوري سار بغزارة في الاقليم وعلى مر القرون ومنها سال للدفاع عن القضية الكردية وهذا معروف للجميع, فماذا جنى هذا الشعب من كل هذه المنجزات ام اننا شركاء عندما يسال دم وفرقاء ومتنافسين عندما يسيل المال، اليس من حق القومية الثانية في الاقليم بمنصب رئيس الاقليم كما هو في المركز؟ او وزارات او نواب للرئاسات، ام ان الشوفينية محصورة على العرب فقط, وهية مرادفة تطلق فقط على الذين يقولون لا للسياسة الكردية؟
وبعد هذا وذاك نرى ان السكين وصل العظم يا جاري الكردي، فصحيح ان ديننا لايسمح بالتفخيخ, الا اننا اشداء في الدفاع عن حقنا وهذا مايشهد له الشيوخ في الاقليم. كما اننا ندين هذا التشييع المهين لابناء شعبنا، ندين ايضا كل من شارك من ابناء شعبنا في هذا التشييع والمشاركة في اهانة شهدائنا الابرار، ونطلب ان يدينوا ويشجبوا هذا العمل فاذا كان الاكراد بحاجة الى شهداء فاليعلنوا عن شغر وظائف شهداء في الاقليم، اما المس بشهدائنا فهذا تجاوز، واذا كانت الكنيسة وحتى القرية متفقين على تسمية هؤلاء الشهداء بشهداء اكراد بلفهم بهذا العلم، فانا اقول لهم ان الشهيد هو ليس ملك احد بل هو ابن البار للامة، وحقه يكفله التاريخ وليس لاحد الحق بالكلام نيابة عنه، ولهاذا اقول ان صوريا قرية اشورية عبر التاريخ، واهلها هم من اشوريين المنتمين الى الكنيسة الكاثوليكة المقدسة، وهذا الحق وهذه الهوية لا يستطيع ان يغيرها احد لا حكومة الاقليم ولا من يمشون خلفهم من الذين لا يعرفون الى اين ينتمون.
تحية اكبار لكل قطرة دم كلدواشورية سريانية سقطت على ارض اجدادهم، والخزي والعار لمن ينكر حق الاحياء وحق الشهداء من هذه الامة، وويل الذين يبيعون دم هذا الشعب من غضب التاريخ..
z_odisho@yahoo.com