أزعجتني تغطية البي بي سي البارحة لرحيل الشاعر المصري الكبير احمد فؤاد نجم لأنها غطته بنفس فوقي حين قالت ( رحيل شاعر العامية المصري ) لا ادري ماذا قصدوا بشاعر العامية ؟ هل يعني انه الرجل الموهوب الغير مثقف ؟ ام الرجل المثقف الذي ينتمي الى ثقافة سكند هاند .. اليمنية كرمان ام حلگ حصلت على جائزة نوبل لمجرد نشاط تدويني على الشبكة واحمد نجم مبتكر الثورة القصائدية وليس القصائد الثورية يسمونه رجل العامية ...
العالم المتحضر يقيم مبدعيه على أسس امتداد تأثيراتهم الثقافية التغييرية والعالم العربي المتخلف يقيم الطاقات الابداعية على أسس شكلية .. محمد عبدة فنان العرب لانه يرتدي عگال خامط الحرمين وفؤاد نجم ( حشاش العرب ) لانه يرتدي دشداشة الفلاحين الفقراء ، فطبيعي جدا ان يكون شاعر عامية وليس شاعر الحرية ...
اعترف اني من الكتاب الذين انتقدوا الشعر المصري واعتبروه شعرا نمطيا بسيطا ولكني حين اطلعت على تجارب احمد نجم أيقنت ان القصيدة المصرية بت ستين كلب ، اللغة المصرية اختزالية خطيرة تختزل بكلمات شوراعية بسيطة أصناف من المبتكرات الصورية الشعر المصري الشعبي ( شعر خارج دائرة الزمان ) لا يمكن للناقد ان يمرحل تجارب هذا الشعر لان بيرم التونسي وصلاح چاهين ونجم والابنودي وصلاح عبدالله تشعر انهم ينتمون بقصائدهم لزمن واحد ... بينما الشعر الشعبي العراقي شعر مراحلي سهل جدا ان تستمع للقصيدة وتعرف باي زمن ومكان كتبت .. لشيخ زاير ام لزامل سعيد ، للنواب ام للكاطع ..ثلاثيني ام ستيني .. سبعيني ام تسعيني .. البعض يعتبر الموضوع تطويرا وانا اعتبره تطهيرا ..لأننا ركزنا على الأساليب ولم نحافظ على هوية المفردة اللغوية لذلك وصل الشعر الشعبي الى حالة الانحطاط التي نشهدها .. جثث شعرية ناطقة بلا فكر ولا هوية ..
مصر فقدت نجما لكن العراق بلا نجوم شعرية !! قصيدة( العنبرة) التي مزج بها احمد فؤاد نجم بين التراث الخطابي الشعبي المصري والخيال الصوفي المتاجج ، بساطة المفردة وعمق المعنى ، جنونية السبك الشعرية وثورية الرؤية كانت مسحا تصويريا اختزل تاريخ مصر من الفراعنة الى يومنا هذا ، هل لدينا قصائد شعبية بهذا العمق السوريالي الابداعي .. شعرت وانا استمع للقصيدة اني اشكل طوابق الزنزانة مع احمد نجم واعيش حتى مع صراصرها وحشراتها .
في المقابل استمعت لقصائد نجم من نجوم التهريج الشعري العراقي اسمه رياض الوادي فعلمت ان الشعر الشعبي العراقي يمر بمرحلة عهر ثقافي ممتاز يقوده عاهرون طائفيون يضحكون الناس على انفسهم ويغيبون افكارهم ويسطحون أذواقهم بطرق مبتكرة .. فأين احمد فؤاد نجم العراقي ؟؟ الجواب لا يوجد ..... نحتاج ان نفكر كثيرا او نعيد استنساخ التجربة الشيوعية السياسية علها تنجب لنا نواب او گاطع جديد يعيد لنا ثقتنا بذوقنا الشعري العراقي ....
والسلام..