مجرد وقفة سريعة وتساؤل بسيط ونحن نعيش لحظات اربعينية ابي الشهداء الامام العظيم الذي قدم على الشهادة وهو عارف بتبعاتها التي عاشها والتي ستعقب حياته الزكية . لقد شاهد العالم كله على مدى الاعوام السابقة تواجد الملايين من الزائرين الذين لم يقل عددهم عن العشرة وربما اصبح الضعف هذا العام وهنالك الغالبية العظمى منهم من يؤدي هذه الزيارة مشياً على الاقدام لعدة ايام رغم الظروف الامنية الصعبة التي يعيشها العراق.
فهي بغض النظر عن كل ابعادها الاخرى انما يعنينا هنا في هذه الوقفة انها تعتبر ممارسة تحدي لنظام الكيان السعودي الذي يتمتع بكل ما من شأنه ادارة موسم الحج بكل نجاح وراحة بال وسلام من اموال وسعة الارض وتعاون العالم وتكنولوجيا حديثة وامان وعدم وجود لاي نوع من انواع الارهاب الذي هم رعاته الاوائل والعدد الذي لايتعدى عن الثلاثة ملايين ولكننا مع الاسف لم نشاهد موسماً من مواسم الحج دون حوادث وازهاق لارواح العديد منهم وقد كان حج هذا العام اكثر مأساوية من الاعوام السابقة حيث ذهب اكثر من الفي حاج ضحية لسوء ادارة أل سعود عبر حادثتين مؤسفتين.
ورغم ذلك نرى نظام آل سعود يتبجح بثقله السياسي في العالمين الاقليمي والدولي ويحاول تصنع قيادة العالم العربي وينتقد العراقيين والحكومة العراقية لسوء ادارتها بل وربما يعتبرها في الدرك الاسفل من الجهل والتخبط.
اقول هل ادرك هذا النظام مدى عنجهيته الفارغة وهو يشاهد مدى مقدرة وحكمة العراقيين في ادارة هذه الزيارة الضخمة رغم كل ما يحيطها من صعوبات وعدم توفر مايتوفر للسعوديين من امكانات، وهل ادرك السعوديون مدى غبائهم وفشلهم المتكرر حتى في ادارة موسم الحج الذي لايتعدى ضيوفه ربع ما يتحمله العراق في موسم الاربعينية ؟.
والعجيب ان مساحة السعودية اكبر بكثير من مدينة صغيرة كمدينة كربلاء فكيف تسع هذه المدينة هذا العدد الهائل بكل سلاسة ودون حوادث كارثية كما يحصل في كنف الكيان السعودي؟ سؤال فيه تأمل للعالم الاسلامي اكثر مما هو لحكام آل سعود.
وحتماً على الكيان السعودي دراستها والتمعن فيها ليعرفوا مدى " ذكائهم " المزعوم ويعوا حجمهم الحقيقي الضحل ومدى تفاهة قوتهم التي لم تعتمد الا على دولارهم النفطي لاغير.
والله تعالى من وراء القصد
مقالات اخرى للكاتب