العراق تايمز: سيف السوز
لا تنفك الاطراف الدولية والاقليمية من التدخل في الشأن العراقي، وكل بحسب مصالحه واهواءه. واغلب هذه الاطراف تمتلك من يقوم بتنفيذ مصالحها داخل العراق على شكل احزاب سياسية ومليشيات ومجاميع مسلحة، ويكاد يكون الجميع متفق على تدمير ما تبقى من العراق من خلال تصفية جميع رموزه العلمية والوطنية.
تأسست المليشيات التابعة للكيانات الحزبية والدينية في العراق منذ العام الاول لسقوط بغداد على ايدي الغزو الامريكي البريطاني في ٢٠٠٣، وعاثت هذه المليشيات والعصابات بالارض فسادا من خلال عمليات القتل والاختطاف التي تجري على اساس طائفي، فالعصابات السنية تقتل الامنين من الشيعة ، والمليشيات الشيعية تقتل الامنين من السنة، ففي الحالتين المواطن العراقي البريء هو الضحية، في حين تزداد قوة و وحشية هذه العصابات والمليشيات بزيادة الدعم والتسليح والتدريب الذي تقدمه الدول المجاورة.
التقارير والانباء الواردة من محافظات العراق الوسطى والجنوبية تشير الى ارتفاع حالات الاغتيال للاطباء واساتذة الجامعات والقضاة وبشكل ممنهج. اغلب عمليات الاغتيال هذه يتم تسجيلها "ضد مجهول" من قبل الاجهزة الامنية رغم معرفتهم بالجهات التي تقف وراءها، "المليشيات" خوفا من ملاقاة نفس المصير، فلا احد يجرؤ "رسميا" بتوجيه الاتهام لتلك المليشيات لارتباطها بالاحزاب الحاكمة ورجال الدين الشيعة في النجف الاشرف.
هنا في بيروت "العاصمة اللبنانية" تشير المعلومات الى تبنى حزب الله بقيادة حسن نصر الله تدريب واعداد مجاميع مسلحة تابعة للمليشيات العراقية " جيش المهدي وعصائب اهل الحق وباقي التنظيمات الاخرى" على عمليات الاغتيال، وباشراف مباشر من قبل فيلق القدس الايراني وقاسم سليماني.
حيث قال مصدر مقرب من حزب الله "لبنان" انهم يقومون حاليا بتدريب مجموعة يزداد عددها عن الخمسين شخصا من مختلف المليشيات العراقية الشيعية على عمليات الاغتيال. حيث اشار الى ان عملية التدريب تجري باشراف من قبل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني.
واضاف المصدر، ان هذه المجموعة ستوكل اليها مهمة تصفية عدد كبير من الاطباء واساتذة الجامعات والمثقفين والصحفيين والشخصيات الوطنية الذين يعارضون التدخل الايراني وهيمنتها على مصدر القرار في العراق.
واشار المصدر الى ان عملية التدريب تجري باحد المعسكرات التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، حيث يتلقى المشاركون تدريبا على استخدام السلاح القناص والاسلحة الكاتمة للصوت واستخدام المتفجرات والعبوات الناسفة.
وشهدت محافظات الجنوب العراقي في اواخر العام الماضي، عمليات اغتيال عديدة طالت العديد من الضباط في الاجهزة الامنية والشخصيات السياسية والاطباء واساتذة الجامعات.
