العراق تايمز:
لقد ترتب عن القرار المشبوه، الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسحب الجيش من داخل مدينة الرمادي والفلوجة، تسلل المئات من عناصر القاعدة وداعش من اعادة انتشارهما وسيطرتهما على مدينة الفلوجة وبعض المدينة المحيطة بها ومناطق من الرمادي.
المالكي سحب عناصر الجيش بعد ان قامت الشرطة المحلية بازالة خيام الاعتصامات التي استمرت لاكثر من سنة وهو الامر الذي اثار الكثير من الانتقادات والشكوك والاسئلة من قبل السياسيين والقيادات الامنية والعسكرية عما اذا كان هناك اتفاقا سريا بين قوات المالكي وقوات داعش.
ويشار الى أن داعش لم تكتفي بعناصرها المتواجدة داخل الاراضي العراقية، بل استدعت المئات من افرادها المتواجدين في سوريا فيما استطاع اكثر من 500 عنصر من دخول الاراضي العراقية قادمين من سوريا بعد ان غض الجيش السوري النظر عنهم وسمح لهم بالدخول، في الوقت الذي اعلن فيه في سوريا عن تشكيل جبهة تضم ثمانية فصائل من المعارضة السورية برعاية من المخابرات الفرنسية والبريطانية والامريكية كي تعلن حربها ضد داعش.
هذا وقد استطاعت كل هذه المجاميع من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الفلوجة ، والحقت اضرارا كبيرة بالجيش العراقي واوقعت العديد من الشهداء والجرحى.
ومن جانبها اكدت مصادر من قيادة عمليات بغداد اليوم تسلل العشرات من هذه المجاميع الى مناطق اطراف بغداد وقامت بعمليات عسكرية خطيرة سببت تهديدا حقيقيا وخطيرا على امن بغداد المتدهور، حيث تسللت هذه المجاميع الى منطقة ابراهيم بن علي التابعة الى مدينة الشعلة التي احتلوا فيها مقر الفوج الاول، الامر الذي دفع بوزارة الدفاع العراقية الى ارسال قوات معززة بمجموعات من مليشيات ما يدعى بعصائب اهل الحق الموالية للمالكي لتحرير مقر الفوج.
وفي ذات الامر، تمكنت المجاميع المذكورة من التسلل الى منطقة جرف الصخر والمناطق المحيطة بها، فقامت باحتلال العديد من نقاط تفتيش الجيش وترحيل اكثر من ٨٣ عائلة بحسب ما افاد به مصدر في قيادة عمليات بغداد.
وفي تصريح له لاحدى القنوات التلفزيونية، اتهم النائب عن متحدون أحمد المساري، نوري المالكي بالتنسيق مع قوات داعش، مؤكدا أن قوات المالكي هي من جاءت بداعش وادخلتها الانبار بعد انسحابها، مشيرا الى ان قوات المالكي جلبت داعش الى الانبار من أجل توفير ذريعة لضرب المدينة،
حرب العصابات الذي تمارسه هذه المجموعات التي تدربت عليه على ايدي المخابرات البريطانية والامريكية في معسكراتها داخل الاردن ، شكل حالة ارباك في صفوف الجيش العراقي وباقي الاجهزة الامنية والحق به هزائم كبيرة راح ضحيتها العشرات من خيرة الشباب العراقي، وكل ذلك بسبب سوء التخطيط وقلة الدعم والتخبط في القيادة العسكرية العليا.
لقد تعرضت افواج الطوارئ التي ارسلت من المحافظات الجنوبية البصرة، ميسان، الكوت، وذي قار الى خسائر كبيرة بسبب نفاذ ذخيرتها ومؤنها، فلم تستطع قيادة العمليات العسكرية من توفير الدعم اللازم لها.
وعلى اثر ذلك طالب اليوم السبت رئيس مجلس محافظة ذي قار باعادة فوج الطوارئ الخاص بمحافظته، واكد انه اجرى اتصالات عديدة مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة لغرض اعادة الفوج وتامين الحماية اللازمة للافراد المتبقين لانسحابه بعد ان قدم المزيد من الشهداء، فور محاصرته من قبل مجاميع داعش.
وعلى صعيد اخر تعرض اليوم فوج طوارئ ميسان الى هجوم من قبل المجاميع المسلحة وسقط العديد من افراده بين شهيد وجريح، ولازال الفوج محاصرا داخل ملعب الرمادي بعد ان نفذت ذخيرته.
هذا واكد مصدر من قيادة عمليات الرمادي ان الفوج المذكور وجه نداء استغاثة ولم يتسنى لنا تقديم الدعم له لحد الان بسبب محاصرته من قبل المجاميع المسلحة وقيامها بقطع الطرق المؤدية له.
وعلى نفس المنوال تعرض فوج طوارئ الكوت الى ضربات موجعة اوقعت منه خمسة شهداء و41 جريحا.
نفس الحال بالنسبة لاللواء 53 حيث تعرض الى هجوم مباغت من قبل هذه المجاميع اسقطت العديد من الشهداء واسرت 75 جنديا منه بعد ان تمت محاصرتهم.
وفي الوقت نفسه اظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تعرض رتل عسكري من الجيش العراقي الى هجوم صاروخي من قبل مجاميع داعش، وكيف يقوم الجنود العراقيين بتوجيه نداء استغاثة الى قيادة العمليات المركزية في الرمادي في حين ان هذه الاخيرة لا تستجيب.
جميع هذه الاحداث ولدت ارباكا في صفوف الجيش العراقي حيث شهد تسرب لجنود وضباط من الفرقة 17 و 10 و14 بعد ان يأسوا من تقديم الدعم لهم من قبل قيادة العمليات حسب ما اكده مصدر من داخل عمليات الانبار.
ان الحال الذي وصلت اليه الاوضاع الامنية اليوم ادى بالمالكي الى طلب النجدة من بعض المليشيات الموالية له، التي تاتي عصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، على رأسها حيث التقى المالكي بالخزعلي صباح أمس السبت في مكتبه، حيث أبدى الاخير استعداده للمشاركة بهذه المعارك بعد ان اخذ الضوء الاخضر من قبل قاسم سليماني زعيم فيلق القدس الايراني.
وفي محاولة لكسر اتجاه الاحداث وكسب تعاطف الجهات السياسية الاخرى وكتحذير لها مما ستؤول اليه الاحداث في الايام القادمة، المالكي ابدى مخاوفه من اضاعة جميع الجهود التي بذلت طيلة فترة العشر سنوات الماضية فيما لو اسقطت العملية السياسية.