قال هتلر واصفا قوة وشجاعة الصحفي..... (( ان مواجهة فرقة عسكرية مدججة بانواع السلاح اهون علية من مواجهة صحيفة)) نعم.. أن يخاف الإنسان ويخشى الخطر فذلك شيء طبيعي وفطري في أعماق نفس الانسان ,وليس عيباً ولا نقصاً في شخصيته.. والمطلوب ليس اقتلاع جذور الخوف من النفس والتخلص منها نهائياً.. فقد يكون الامر غير ممكن ,وخارج عن الارادة. إنما المطلوب هو توجيه هذا الميل الفطري نحو الأخطار الحقيقية الكبرى فقط التي تهدد مستقبل وحياة الإنسان.. وليس نحو بعض المخاطر البسيطة مثل مخاطر وتهديدات المصالح الشخصية والنفعية. ان مادفعني الى نبش هذا الهاجس المدفون في طيات النفوس هو تخوف بعض الصحفيين و الاعلاميين وترددهم باتخاذ القرارات والمواقف المفصلية والصلبة ازاء بعض الممارسات السياسية الخاطئة ,و تعاطيهم مع المشكلات وتفاعلهم معها , هولاء الاشخاص من المفترض انهم يشغلون مكانة مهمة في الوسط الاعلامي , ويمسكون بزمام المبادرة في قيادة المجتمع. وعليهم تقع مسوؤلية قيادة الدفة وتوجيه الركب. ان سونار الاحداث والمتغيرات سيما الامنية والسياسية منها كشف النقاب عن ضعف الارادة لبعض الشخصيات الاعلامية وقدرتها على تصحيح المسار, وفقدانها لعنصر التاثير والمواجهة , فالبعض يلوذ بالصمت خوفا او قبض ثمن صمته وراح يتغنى بمفردات غير موفقة مثل( اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب- ومن تكلم في مالايعنيه سمع مالايرضيه ) اما البعض الاخر لازال يعيش بجلباب الخوف من الماضي وترسباته . كل منا يشعر بالخوف من شئ معين.. ولكن الفرق بين شخص واخر يكمن في ان احدنا يقرر مواجهة خوفه ويتغلب عليه .ولدينا نماذج عظيمة ورائعة من الرموز والشخصيات الاعلامية التي تعدت حاجز الخوف وتصدت وببسالة للمد والنهج الخاطئ لبعض السياسين, الخوف ليس جريمة, انما الجريمة هو الإفراط في ممارسة الخوف.. وأن يصبح الخوف حجر عثرة في طريق تقدم الإنسان ونيل كرامته وحريته . ان معظم اشكال التطور الفكري والعلمي والحضاري جاءت من تبلور افكار اتسمت بالجرأة والشجاعة ورسمت بصماتها على العالم فالكثير من قادة الفكر وزعماء الامة الكبار تمكنوا ومن خلال مواقفهم الجريئة والشجاعة من اجتياز المحن و العراقيل ، وأن يخلدوا افكارهم في هذا الكون. فكم من الأفكار انتشرت في ظل جرأة الأشخاص .. وما اكثر الذين تجرعوا كأس الموت في هذا السبيل أو نالوا الشهادة. اعتقد نحن امام فرصة تاريخية وحقيقية ونحن نعيش بحبوحة حرية التعبير والنشر, لنتخذ فيها المواقف الشجاعة ونتسلق فيها حاجز الخوف ونكسر هالة الصمت و بكل قوة وجرأة ونسمي الاشياء بمسمياتها ونشخصن الخلل ولانعمم الاخطاء وننسبها للجميع. فليس هناك من يستحق ان نخاف منه .. سوى الله سبحانه وتعالى,و لكن هناك الكثير من يستحق ان نتسم من اجلهم بالقوة والشجاعة.
مقالات اخرى للكاتب