لم يتبقى سوى اقل من ثلاثة شهور وتجري عملية الانتخابات النيابية للدورة القادمة 2014/2018 وهي الدورة الانتخابية الخامسة بعد سقوط الصنم العفلقي المقيت ,وتتميز هذه الانتخابات عن غيرها التي سبقتها بانها تاتي وقد كشف الغطاء عن الكثير من الرؤوس السياسية مع كتلهم واحزابهم عن زيفهم وخداعهم وخيانته لوطنهم الام وهذا الكشف الجلي سيساهم بشكل واضح بتحديد اتجاه الناخب ومحاولة بحثه عن من هو اقدر على خدمة العراق وشعبه من خلال مشروعه الانتخابي او اداءه الرسمي وغيره خلال الفترة السابقة ,ونحن نعلم وندرك كم من الناس الوطنيين العارفين باحوال البلد وهم حاولو الاصلاح والتغيير ولكنهك اصطدموا بمعضلة الانتماء الى الاحزاب والكيانات السياسية والطوائف والاعراق وهذا الاصطدام منعه وشل قدرتهم على احراز وتحقيق شيء مفيد للشعب ,واليوم بعد ان اتضحت الصورة وبدقة اصبح لزاما على الشعب الحذر في انتقاء من يمثله ويتحمل المسؤولية .
ان العراق اليوم يمر بمنعطف سياسي هام يتمثل بصراع الارادات الداخلية والخارجية وتضاربها كل حسب هواه ومصالحه لذلك يتعين ان تكون الانتخابات القادمة فرصة لاحداث التغيير والذي ممكن اجماله بالاتي :
1- ان تكون الوطنية والانتماء الى العراق هو الاساس في الاختيار فليس من المعقول ان تعاد الكره وننتخب من هو يحمل عدة وثائق رسمية او جناسي ولايحسب انه بالاصل عراقي .
2- ان تقاس تجربة المنتخب بعمله وتفانيه للعراق وليس لطائفته او عرقه او انتماءه السياسي وان يبتعد عن الشخصنة الذاتية ويكون شعاره خدمة الوطن باجمعه .
3- ان يكون مهنيا منتجا وذا حنكة سياسية عالية تؤهله ان يلعب دور السياسي الواعي المستقيم لان المسؤولية الملقاة عليه لاتسمح له ان لايعرف مايدور حوله داخليا واقليميا ودوليا .
4- ان يكون راعي لمصالح شعبه وان لايجعل الوصول اليه او الاتصال به من ضرب المستحيل ,فلقد مللنا مع قسم كبير من الاخوة الحاليين اهمالهم لشعبهم وحصر علاقاتهم ببعضهم واعتبار الشعب من الدرجة الرابعة ومافوق .
5- وهو الاهم ان يبنى على اكتافه العراق بماضيه وحاضره ومستقبله وان يصبح قدوة لسياسيي المنطقة عموما ويتحلى بكل صفات المبدع القادر .
6- الاخذ بنظر الاعتبار الجانب الاخلاقي لاهميته في تحصين الانسان من ادران العصر (الكذب والدجل والخداع وبيع الضمير).
ان هذه الصفات هي المعول عليها ان تتواجد عند من يريد الناس انتخابه ووضعه على سدة التشريع وبالتالي ائتمانه على مستقبل العراق وشعبه ,واذا اهملنا اي صفة من هذه الصفات فسوف نعود الى المربع الاسود من انعدام الفائدة ونهب الثروات واتباع سياسة التمييز والتفرقة على اساس العرق والدين والمذهب والطائفة وكاننا لم نتعظ من الذي جرى وسيحيق بنا الدمار والخراب من كل جانب .
نرجوا ان يراعي من رشح نفسه للانتخابات القادمة هذه المعايير وان يكون مصداقا للانسان المؤمن والوطني وان لايلهث وراء مغريات الحياة وان يضع في حسبانه ان وراءه رب يسال ويثيب ويعاقب وهنيئا لمن اثابه الله تعالى على حسن عمله .
مقالات اخرى للكاتب