صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تعرضت أمس إلى هجوم.. هو هجوم حميد وليس خبيثاً، "نيرانه" صديقة وليست عدوة، وهي لم تكن قاتلة على أية حال. كل القذائف تقريباً كانت موجهة إلى مجلس النواب بسبب الصيغة الجديدة – القديمة لقانون التقاعد الموحد.
لم أجد أي مراسلة راضية عن القانون الذي أجازه المجلس أمس الأول، فالمعلقون غاضبون ويعتقدون أن أعضاء البرلمان الذين صوتوا على القانون ومرروه قد مارسوا الغش والخداع مع الشعب، وبالذات أولئك الذين كانوا على مدى الأشهر الماضية الأعلى صوتاً ضد الصيغة السابقة التي تمنح كبار المسؤولين في الدولة، وبخاصة أعضاء البرلمان أنفسهم، امتيازات مبالغاً فيها ولا يستحقها البرلمانيون بالذات.
أهم مراسلة كانت في شكل صورة كاريكاتيرية.. على يسار الصورة طفلان في عمر تلاميذ الابتدائية، وعلى يمينها احدى عضوات مجلس النواب وقد وقفت رافعة سبابة يدها اليمنى في وضعية تشبه وضعية معلمة داخل صف مدرسي. المعلمة (النائبة) تسأل: الكذاب وين يروح؟؟؟ أحد الطفلين (التلميذين) يجيب: ست، للبرلمان!
على هذا النسق جاء في مراسلة أخرى:
حوار بين برلمانيين (اثنين) بعد التصويت على قانون التقاعد الموحد:
البرلماني 1: لك عيني نعمة، الراتب التقاعدي راح يستمر،
البرلماني 2: خطية، الشعب سوة مظاهرات وحملات حتى يلغون التقاعد وعلكوا الدنيا وفي النهاية ضربناهم بوري معدّل!
المعنى في المراسلتين أن النواب كذابون، يعدون ولا يفون بوعودهم.
منذ ثلاث سنوات سمعت النكتة التالية التي ربما يمتد تاريخها الى ما قبل ذلك:
اثنان مرّا بساحة كهرمانة في بغداد فوجدا ان كهرمانة لم تعد تهرق الزيت الحار في الجرار الأربعين التي يُفترض وجود الحرامية فيها.
الأول سأل: ليش كهرمانة لا تصبّ الزيت؟
الثاني: لأن لا حرامية في الجرار،
الأول : ليش وين راحوا؟
الثاني: إلى البرلمان!
هذه هي، حقيقة، الصورة العامة لأعضاء مجلس النواب (ومعهم الوزراء وأعضاء مجالس المحافظات) لدى الناس: كذابون وحرامية.. بالطبع هو حكم جائر في حق عدد غير قليل من الأعضاء الشرفاء... لكن غالباً ما يحترق الأخضر بسعر اليابس، وبخاصة في ظروف كظروفنا الراهنة التي نسمع فيها من أعضاء الحكومة والبرلمان الكثير الكثير من الجعجعة ولا نرى طحناً، وقانون التقاعد الموحد مثال صارخ.
مقالات اخرى للكاتب