إنّ موسم الصيد يبدأ في العراق منذُ شهر كانون الثاني أي منتصف الشتاء حتى شهر آذار ، صحيح موسم الصيد شيء تقليدي وفسحة تراثية لها معاني في شغف الصياديين في صيد الطيور البرية كالقطا والحباري والصقور وبعض أنواع النسور والغزلان ، وهذهِ الساحة الدموية تمتد من براري العمارة والبصرة والناصرية وصحارى السماوة والنجف حتى نهايات الرمادي ، وأن مثل هذهِ الأبادة وبشكلٍ عشوائي يخضع لنزوات الملوك والأمراء وشيوخ العشائر ، وهو أعتداء على عالم الحيوان في الأنقراض وخصوصاً النادرة منها من على هذا الكوكب الجميل ، لذا خططتْ لها الدول التي تؤمن بضمان حقوق البيئة " محميات بيئية " لحفظها من الأنقراض ، بل شددتْ دول كالسويد بوضع قوانين صارمة بين الحبس والغرامة على صيد أي حيوان أليف وحتى المفترس ، فترى الغزلان تسرح وتمرح بين الفلل والشوارع بدون أن يمسها أحدٌ بأذى ، واسراب البط والأوز والبجع تسبح متبخترة و في جيبها تصريح رسمي يحتوي على حق البقاء .
وللأسف الشديد أصبحت حدودنا سائبة وسهلة العبور ومسرحاً عفوياً وذلك لأسوارها المهدمة ونيام نواطيرها النشامى ، وسماؤنا مشاعً لمن هب ودبْ أي كما يقول المثل الشعبي ( خان نجخان ) يعبروها صيادون " أخوة يوسف الخلايجة " وقدومهم لممارسة هواياتهم في الصيد في أرض العراق بعد أنْ فرضتْ دولهم أجراءات صارمة داخل أراضيها التي جعلتها محميات طبيعية ، فأولهم صيادو " كطر " – كما يحلو لهم تسميتها - من منفذي سفوان والنجف تحت ستار السياحة أو الصيد ، وهم صيادون مزيفون مشبوهون ، ضبطتْ وسائل الأمن العراقية بحوزتهم أجهزة أتصالات حديثة ونواظير ليلية ويتحركون بسيارات حديثة ، وفي أحيان كثيرة يتجاوزون خطوط الصيد ليصلوا إلى المناطق الساخنة لملامسة حافات مدن عنه وحديثه وهيت ليتصلوا ببعض حواضنها لأيصال المعلومات اللوجستية وحتى العسكرية وأكداس الدولار إلى داعش ، كذلك من الجارة اللئيمة الكويت يدخلونها بسلام أمنين بسياراتهم ذات الدفع الرباعي والخيم المؤثثة الحديثة ، وأدوات الصيد والصقور والنسور الجارحة التي تلتهم طيور " الحباري " التي يمنع صيدها دولياً لأنّها مهددة بالأنقراض .
والذي يزيد ألم العراق أنّ جميع الأجهزة الأمنية تقف في حالة أستنفار لتأمين أحتياجات هؤلاء الأمراء أمتثالاً لحكومة المقبولية والتوافق المترهلة والتي تتوكز على الأنبطاحية المبنية على الدبلوماسية المهينة وسياسة الترضية الأقليمية ، وصفقات تبادل السجناء بموازين الباطل ، وكأننا نحن المعتدين وهم المعتدى عليهم ، وقد نفذ النظام السعودي أعدام أكثر من 40 عراقي بعد 2003 لحد الآن وذنبهم أنهم عبروا الحدود لأجل الأرتزاق ببيع العباءات واليشاميغ وغيرها ، وهي مهن عادية موجودة في جميع الحدود الدولية في العالم ، ولنفترض أنها جريمة فعقوبتها بسيطة تتراوح بين الحبس أو الغرامة { لا} بقطع الأعناق ، أما جريمة العراقي المحبوس مؤبدأ لدي الكويت هو للصيد والأقتراب من مياههم الأقليمية المسروقة أصلاً من العراق في زمن " الغفلة " والعراقي " المكرود " المحبوس لدى أيران أيضاً جريمتهُ لا تتعدى الأقتراب من المياه الأقليمية الأيرانية المحرمة ( قُدِسَ سرّها ) لأجل الصيد والأرتزاق أو لزيارة دينية أو الأتصال بالأقارب ، وقبل أشهر تجاوزت الحكومة الأيرانية على بئر حقل فكه الحدودي ، ولفّ الأعتداء صمت حكومي !!!.
وماذا وراء كل هذهِ الخروقات ؟ وما الغاية من هذا الصمت ؟{ فهل أصبح العراق من حق الآخرين ؟ } ومن الذي منحهم تأشيرة الدخول ؟ ومن منحهم رخصة دخول الصقور معهم ؟ وهي واسطة لنقل مرض أنفلونزا الطيور . ومن أصدر أوامر بأن تقوم قوات أمن عراقية بمرافقتهم كحماية؟
من تداعيات هذا الموضوع وخطورته /* أضرار على التنوع البيئي والحيواني .* الأستمرار بهذا النهج الخاطيء يعني القضاء على الثروة الحيوانية العراقية .* ويعني الأعتداء على السيادة الوطنية العراقية بأختراق حدودها بهذا الشكل المشاع . *أنّ دخول الصيادين وخاصة القطريين متشابه ومتماثل ضمن أعمال الأرهاب ، بل هم الرتل الخامس في أسناد العدو. *والصيد المستمر للطيور والحيوانات النادرة يعني تهديدها بالأنقراض ، وخاصة طيور " الحباري" التي تهاجر في هذا الوقت إلى العراق للتكاثر ، بالرغم من أصدار قرار دولي بشكل مذكرة تفاهم في 5 مايس 2009 بين الصندوق الدولي للحفاظ على طائر " الحباري " وبين وزارة البيئة العراقية بالحافظة عليهِ لكونهِ سائر للأنقراض . *ثُمّ أن هناك نية لداعش في الأفق السياسي القريب أن تشعل نار حدودية بيننا وبين السعودية لفتح جبهة ساخنة وطويلة للعراق لتخفيف الظغط عليها في جبهات المواجهة ، والدليل على تنبئي هذا ، أشتباك داعش مع حرس الحدود السعودية يوم 5-1-2015 مما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين من الجانب السعودي وبتأريخ 1-2- دفعت بتحشيدات عسكرية كبيرةعلى طول الحدود .* ثُمّ أنّ الصيد الجائر من المحرمات التي يعاقب عليه القانون العراقي .
، *وهذا الصيد العشوائي والكيفي والغير منضبط يؤدي حتماً إلى تدمير البييئة الطبيعية أضافة إلى معاناتها السابقة من ويلات التلوّثْ نتيجة الحروب المتوالية ويسعى البعض إلى زيادة مواجعها بأستخدام المبيدات في صيد الطيور والأسماك وفي مواسم تكاثرها .
وأخيراً / إلى متى نستغيث بشماعة الدبلوماسية وكأننا نحن من يعتدي وليس من يعتدى عليه ؟ دخول دول الخليج بصقورهم ونسورهم التي لا يحلو لها إلا أفتراس وتمزيق هذا الطائر المسكين ، وتدنيس حرمات سيادتنا ، وهيبة دولتنا ، والأستخفاف بالعراق كدولة عريقة لها تأريخها وحضارتها ولها حضورها في المحافل الدولية قبل تنصيب بيادقهم بأصابع العم سام وأبي ناجي .
أاوجه نداء ألم وحسرة وتمني كرسالة إلى لجنتي الأمن والدفاع وكل وزارة تعني بالأمر ومنها وزارة الداخلية و البيئة والصحة العراقية ومنظمة حقوق الأنسان الديمقراطي ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين ، بأنّ الوطن أصبح "منتزهاً" لدول الجوار لمكونات البيئة العراقية والتي تُعدْ من المحرمات ، يجولون بكل حرية وأمان تحت مظلة قواتنا الأمنية ، بتشريع قوانين رادعة لتقزيم هذه الهواية العدواني والمرفوضة دولياً وأنسانياً ، وندعو ‘لى ضرورة أيجاد محميات طبيعية تحافظ على الأقل على الأصناف النادرة وحمايتها من الأنقراض ، وعلى اللجان الأمنية في وزارة الداخلية العراقية التدقيق والتحقيق في صحة صدور الموافقات الرسمية لربما تكون مزوّرة . والتركيز على الصيادين القطريين ، وزيادة المخافر الحدودية ، وأعداد شرطة الحدود بشكلٍ يلائم هذا الظرف العصيب الذي نحن فيه ، لرفع هيبة وقدسية حدودنا ---- والله من وراء القصد
مقالات اخرى للكاتب