منذ أن تعّهد لجماهيره بمحاربة المحاصصة والمحسوبية داخل الحياة الثقافية الهندية قبل أكثر من عشر سنوات ما يزال حجي سعيد البغدادي يرأس نادي الشعر في عاصمة هذه الدولة ومحافظاتها ، ويجمع أرباحاً خيالية في نهاية كل موسم ، ثم يقوم بتوزيع بعضها توزيعاً عادلاً بين المئات من شركائه، المقربين منهم والأبعدين فضلا عن بعض أصدقائه المتسولين ...
سعيد يجيد التحدث باللغتين الهندية والانكليزية بالإضافة إلى اختراعه لغةً جديدة ثالثة هي اللغة الهندو انكليزية، وهي عبارة عن هجين هندي انكليزي كما هو ظاهر بعض استعمالاتها، ومنها ما سنذكره بعد قليل. لكن سعيد وحاله من حال جميع الموهوبين في هذا العالم الحاسد الحاقد لم ينج من سهام المناوئين على الرغم من استمراره بتقديم خدمات (مثمرة) للنادي الرسمي ومرتاديه . فما زال قسم كبير من هؤلاء ومنهم -ويا للعجب- أصدقاءٌ له على موائد الشراب يتآمرون عليه آناء السكر وأطراف العربدة، ويرمونه بأفظع التهم وأبشعها ابتداء بالفساد الإداري والمالي، وليس انتهاءً بالفساد الديني والأخلاقي...
لكن المعارضين وبرغم كثرتهم وتحالفهم مع رافعي شعارات (الفضيلة)، ورايات (الدعوة)، لم يستطيعوا حتى الآن زحزحة سعيد عن كرسي النادي قيد شعرة ، فقد شاءت (الرئاسات كلها) أن تقف معه في أحلك الظروف وأكثرها حراجةً كان آخرها ما حدث قبل أيام من هذا التاريخ، وكاد يطيح بعرشه التليد لولا تدخل (العناية الرئاسية الكبرى )، وذلك حينما استضاف سعيد -في أكبر فروع ناديه- شاعراً سيخيا معمّماً لم يقبل به الجمهور الفاضل بسبب سيخيته، كما لم يرض عنه جمهور فاضل أيضاً بسبب عمامته السوداء...
وما فاقم من خطورة الوضع، وحراجته أن سعيد بدأ يجتّر أحاديثه القديمة بخصوص محاربته المزعومة للمحاصصة والمحسوبية لينطلق بعدها بقراءة ما كتبه الشقيق الأصغر لرئيس فرع النادي الأكبر بحق الشاعر السيخي المعمّم، الأمر الذي أثار حفيظة الشاعر الضيف نفسه، وجعله يصيح بوجه سعيد قائلا: " بُو تِي هِي جِي لا ساجِن ولا" ومعناها بالهندية: "صحيح ذوله هنود بس مو لهلدرجه..." فما كان من سعيد إلا أن رد عليه بالقول: " لا you keep sleep " ومعناها بالهندو انكليزية: " لا انت ظل نايم" !!!
ملاحظة: حجي سعيد البغدادي شخصية خيالية يحاول الكاتب توظيفها فنياً لخدمة الغرض النقدي العام قدر الإمكان.
مقالات اخرى للكاتب