مثلما هنالك غذاء غير صالح للاستهلاك البشري , فأن هناك اوطان غير صالحه للعيش البشري , ومنها العراق
نعم وبكل اسف نقول اصبح العراق الان غير صالح للعيش البشري , وذلك لغلاضة طبع سكانه وتقلبهم في موالاتهم لبعضهم ولولاتهم فبين ليلة وضحاها ينقبلون على بعضهم البعض وعلى ولاتهم بل وحتى على خالقهم , فلو رجعنا الى التاريخ الحديث , نجدهم بالامس يمجدون ملوكهم ويرفعونهم الى مراتب الانبياء والاولياء , فبالأمس كانوا يجوبون الشوارع لاطمين صدرورهم يرتدون السواد , شاقين الجيوب حزنا على وفاة ملوكهم – فيصل الاول وغازي - وبعدها بسنوات نفس الشعب يجوبون الشوارع راقصين على جثث احفاد هؤلاء فيصل الثاني وعبالاله .
مهللين للمنقذ البطل الجديد عبد الكريم قاسم مرددين – ماكو زعيم الا كريم – وانهم شاهدوا صورته مطبوعة على القمر وانه يكاد يكون الاله الذي هبط على العراق لينشر العدل والسعادة , ثم قتل الزعيم على يد عبد السلام والبعثية , ونزل نفس هذا الشعب يرقص لعبد السلام ناسيا موقفه لقاسم المنقذ البطل وبدأت الحناجر تهتف للبطل الجديد عارف , وسقط عارف بطائرته محترقا في ارض الدير من البصرة فبكاه اهل العراق ونعاه الناعون ووقتها اذكر انني كنت اسمع مقولة - حتى السماء بكت لموتك يا عارف .
وبعدها جاء اخوه للحكم وكان الرجل المؤمن الصالح في نظر اهل العراق ,, غير انه سرعان ما اصبح يوصف بالضعيف والكسول وانه – ما يحل رجل دجاجة – عندما اطاح به البكر , فصار البكر الاب القائد والزعيم الذي لم تلده ام قبل ذلك وتعالت هتافات – باجر ابو هيثم يخطب بالقدس – ومرة اخرى تنتشر الجموع في الشوارع رافعة صور القائد المنقذ والاب الحكيم والزعيم الذي سيبني عراق المستقبل .
اطاح صدام بالاب القائد وجاء الزعيم المنقذ الجديد , القائد الاوحد والزعيم الذي لم تلده ام من قبل , تعالت الهتافات من جديد للقائد الجديد وكلنا نعرف كيف كان اهل العراق يتعاملون مع ظهور صدام في الشوارع وكأن رب الكون قد نزل عليهم من علياءه فيحثون على رؤوسهم التراب ويلعقون اثر اقدامه على الارض وكان صدام النبي والرب وكان حارس البوابة الشرقية للوطن العربي وصلاح الدين الجديد .
ثم سقط صدام وتم اعدام حارس البوابة الشرقية وبقيت البوابة من دون حارس وجاء بطل جديد , حارس جديد , قائد جديد , اوحد جديد , نوري المالكي رجل مؤمن مجاهد سيعوض اهل العراق ما فاتهم من بناء ومستقبل وسيعوضهم ما سرقته منهم الايام وبعد عشر سنوات عجاف لم ينجح هذا المسكين ان يكون قائدا اوحدا ولا رئيسا ناجحا ولا حتى حاميا لشعبه من متفجرات الارهاب وصراعات السياسيين الذين نهبوا العراق واكلوا اموال شعبه سحتا حراما وبقي المالكي لا يستطيع ان يقدم ولا ان يؤخر ماسكا بكرسي الحكم بكلتا يديه صارخا ما انطيها ما انطيها , رغم انه يعلم جيدا انه فشل كرئيس وفشل ان يكون قائدا كما ارارد ان يوهم نفسه والاخرين .
غدا سيسقط المالكي مثل من سبقه فدوام الحال من المحال وسينزل اهل العراق الى الشوارع لاعنين المالكي وسيصفوه بالخائن العميل السارق وسيتم سحله في شوارع بغداد كما سحلوا من وصلت اليه ايديهم .
والان لماذا العراق وطن لا يصلح للعيش البشري ؟
لاننا دوما نسلم رقابنا وعقولنا ومصائرنا بيد غيرنا , نريد دائما من يفكر بدلا عنا ويتخذ قرارات مصائرنا بدلا عنا لنتفرغ نحن للتناكح والتزاوج والاكل والنوم , حتى في ممارسة شعائرنا الدينية نحتاج رجل الدين الذي يسرق اموالنا ليفكر بدلا عنا تحت شعار – ذبها براس عالم واطلع منها سا لم
مقالات اخرى للكاتب