من منكم لا يتمتع بغريزة حيوانية بعيدة الحياء والعقلائية غايتها الوصول للنشوة واللذة التي سرعان ما تخبو وتنتهي بالحظات قليلة لتنتقل بعدها الى حالة اخرى من التعب والارهاق الشديدين وتتفكر في نفسك وماشدها لهذه اللحظات القصار ولما لاتمارس هذه الشهوة الحيوانية في اي وقت ومكان اهناك مايمنعنا من ذلك؟ البعض سيقول نعم هناك مايمنعا فنحن مسلمون وديننا لايسمح بذلك والبعض الاخر سيرى انه بالاضافة للدين فانها اخلاقنا التي تربينا عليها والحقيقة انه لاهذا ولاذاك فنحن عندما نفعل مثل هذه الاشياء في الخفاء وبعيدا" عن اعين الناس فاننا لا نفكر بالدين او الاخلاق ولكن الذي يمنعنا فعلا هو العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعنا الشرقي فترونا دائما نخاف من الفضيحة امام الناس وليس امام الله, أن الشخصية الانسانية تتكون من شطرين مختلفين بالاتجاه تماما الشطر الاول يدفع هذه الشخصية الى حالة من الحيوانية واللاعقلانية والاخر يكبح جماح هذه الشهوة الحيوانية ويمنع النفس البشرية من الانسياق وراء لذاتها لان المجتمع الذي نعيش فية محكوم بمجموعة من الاعراف والتقاليد كما اسلفت والتي تفرض على هذه الشخصية التصرف بشكل مستقيم و باتجاه معين اي وبمعنى اخر ان اي اختلال في هذا التوازن ورجوح كفة على حساب الاخرى بين الشطرين او الجانبين يحول الانسان الى منبوذ ومستهتر وفاسد او يتحول الى متطرف دينيا ومذهبيا ,
هذا في مايخص الشخصية الانسانية والحقيقة انني احاول ان افسر الشخصية السياسية عن طريق( القياس ) مع نظيرتها والقياس في القانون مثلا(هو أعطاء حكم حالة منصوص عليها في القانون الى حالة اخرى غير منصوص عليها فية لاشتراكهم بالعلة) فهذه الشخصية تتكون من قطبين فاسد من الناحيتين الاخلاقية والمهنية والاخر متطرف ومتمذهب دينيا وهو اشد خطورة من الجانب الاخر اما مابين الاثنين فهو المعتدل الذي يوازن بين القطبين بالتالي وكما يشير واقعنا الحالي فان الاختلال كبير في القطبين فالكفتين لم تتوازن الا ماندر ونتج عن ذلك شخصيات سياسية من النوع الفاسد والمتطرف وقلة قليلة معتدلة وغير فاسدة , هذه الصور المختلفة من الشخصيات السياسية قد تكون موجودة ومؤلوفة في جميع دول العالم غير ان ساحتنا السياسية تميزت وتفردت بنوع اخر وجديد من الشخصية التي تعاني من الشيزوفرينيا وانتم تعلمون ان هذا المصطلح يعني في علم النفس تجسيد الانسان لشخصيات مختلفة تماما" في اوقات معينة ومن الممكن ان نطلق على السياسيون الذين يتمتعون بهذه الشخصية تسمية (الحربائيون) لانهم وبطبيعة تكوينهم يتحولون ويتلونون بلون الصورة السياسية المتوفرة في الساحة مع امكانية عالية ومرونة في التغير حسب الموقف الذي قد يضر مصالحهم ويشكل خطر عليها كما تفعل الحرباء عندما تشعر بنوع من التهديد او الخطر المحدق بها فتحول لونها بلمح البصر وتندمح بلون المكان الموجودة فيه ، غريب ماتنتجه ساحتنا السياسية من اعاجيب وغرائب الشخصيات التي حتما" ستترك اثرها واضحا" جليا" في مزبلة التاريخ (فالحربائيون لا مبدأ لهم )......
مقالات اخرى للكاتب