هذا ما تعودنا عليه نحن العراقيون بعد نهاية كل انتخابات، وذلك بسبب النزاعات الطائفية والقومية والآيديولوجية بين الفئات والكيانات الفائزة( ان صح التعبير)، ففي انتخابات عام 2006، استمرت الخلافات بين الكيانات الفائزة وذلك قبل وبعداعلان نتائج الانتخابات آنذاك، واستمرت تلك الحالة لعدة أشهر ، وجاءت بعدها أزمة تشكيل الحكومة التي تمخضت بفوز السيد نوري المالكي برئاسة الوزراء، وبقية الكتل اقتسمت الوزارات فيما بينها، وسٰمّي تشكيل الحكومة آنذاك بالديمقراطية التوافقية، وهو اول اصطلاح يُكتشف في عالم الديمقراطيات في التاريخ.
وبعد أربعة أعوام (في عام 2010 م) حدثت الانتخابات الثانية في البلاد ، وكان المشهد هو ذاته وجدناه يتكرر بنسخته الماضية، واستمرت الأزمة لعدّة أشهر قبل تشكيل الحكومة التي انتهت بفوز السيد نوري المالكي لولاية ثانية، واستمرت الحكومة تعيش من أزمة الى اخرى حتى بلغنا عام 2014،ًونهاية حكومة حزب الدعوة برئاسة السيد نوري المالكي.
والسؤال هنا هو: ماذا حققت الحكومات المتعاقبة للعراق منذ سقوط الدكتاتورية؟
وما هي إنجازات تلك الحكومات خلال تلك الفترة، وما حجم التضحيات التي قُدمت على مسرح الديمقراطية.
اما من حيث الضحايا، فالإحصائيات التي قدرت حجم الضحايا البشرية نتيجة لخلافات السياسيين وما يرتبط بها من تداعيات، فراح الضحايا بالالاف وكان حجم فقدان الأموال العراقية بعشرات المليارات، والخسائر لا تعد ولا تحصى، ونحن لسنا في مقام ذكر الخسائر ولكننا في مورد الأزمات المتعاقبة مع تعاقب الحكومات بعد كل انتخابات، ولسنا نعلم بمقدار الأزمة التي ستسبق عملية تشكيل الحكومة.
ونحن نعلم ان بلاد الرافدين قديماً كان لها الفضل على البشرية بإكتشافها الرموز اللغوية والقلم والكتابة، والحساب والرياضيات، واكتشاف العجلة وتشريع القوانين وما شاكل.....
اما اليوم فإنّ بلاد الرافدين تصدر الى العالم الاصطلاحات الجديدة ، ومن تلك الاصطلاحات هي تلك التي تضفي للديمقراطية لمعاناً، وتضيف مكتشف تأريخي وهو المتمثل بإصطلاح : ( ديمقراطية توافقية) ، وهي حالة ما انزل الله بها من سلطان، لا في الشرائع الوضعية ولا في الشرائع السماوية، وهل تعلمون ما تعني تلك الديمقراطية التوافقية، هي انك تشكل حكومة توافقية تشل عملية الإنماء في البلد، وتتيح الفرص للمغرضين والمندسين في إشاعة الفساد وانتشار رالرشوى والسرقة وغيرها. تُرى هل ستتمخض الأزمة الجديدة لتولد لنا حكومة تحمل اصطلاحاً جديداً يجعل البلد يضحي بعشرات الآلاف من ابناءه، وتعود علينا بإفلاس الميزانية
الأنفجارية لبلدنا الحبيب؟
مقالات اخرى للكاتب