Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بمناسبة استشهاد اكثر من الف نسمة على جسر الائمة
الأربعاء, حزيران 5, 2013
بهلول الكظماوي

 

( حركوص )

ولد صاحبنا حركوص ( حرقوص ) بعد معاناة طويلة لابويه دامت لاكثر من عشرين سنة زواج وهم بانتظار الولد ( الذكر ) .
وبعد سبعة ولاداة اناث لهما فرّج الله عنهما بولادة الذكر , و هو الولد الاول والاخير لديهما , اذ لم يلدوا بعده بشيئ حيث توفى ابواه الواحد تلو الآخر.
سمّي صاحبنا هذا بـ ( حركوص ) خوفاً عليه من الحاسدين .
و الحركوص ( الحرقوص ) عبارة عن نوع من البعوض يشبه البق او البرغوث , و
عادة العربان عندنا في العراق ( بعدها اكتشفت انها عادة تكاد ان تكون
عالميّة , كما في اليونان و في هولندة وبلجيكا اضافة لدول اوروبا الشرقيّة ,
و بالاخص في مجتمعاتها البدوية و الفلاّحيّة ) عادتهم انهم يطلبون الولد
الذكر , و لا يكادون يطلبون من الله الانثى .
و لهذا عندما يرزقهم الله تعالى بالولد الذكر يسمونه بتسمّيات تحقيريّة تحطّ
من قدر اسمه خوفاً من اصابته بالعين الحاسدة ( خلافاً لقول رسول الله محمد –
ص - : من حقّ الولد على ابيه ان يحسن اختيار والدته و اختيار اسمه .
فلذلك نجد عندنا تسميات شائعة للذكور المنجبين بعد عدّة ولادات اناث مثل :
زبالة , جلّوب , جرو , جريو , خنس , مطشّر , معاوية , سفيان , طكعان , جربوع
, ..... الخ.
امّا من كان منهم كثير الاولاد الذكور وعنده خصوم او مستهدف من قبل الآخرين
فتغلب التسمية على اولاده الذكور باسماء مثل : جفّات , هدّاد , صدّام ,عرّاك ,
طعّان , مهاوش...... او اسماء حيوانات جارحة مثل : صكر , ضبع , سبع , ذيب او
ذياب , حنش .... الخ .
بعكس ذلك لا نجد اسماء تحقيرية للبنات ( الاناث ) بل نجد اسماء تفخيميّة مثل
: محاسن , علاهن , تسواهن .... الخ .
و قسم من الاناث اللائي اتين بكثرة الى الدنيا و بعد طول انتظار الى الولد
الذكر الذي لم يأتي بعد تسمى بتسميات مثل : نهاية , كفاية , ييزي , بسّي
....الخ ايحاءً و تفاءلاً بانتهاء ولادات البنات .
و بالطبع تغلب هذه التسميات بشقيها ( الاناث او الذكور ) في مجتمعات البدو
و الارياف و تكون قليلة منها في المدن و تنحصر سواء كانت في الريف او
المدينة في المحرومين من كثرة الاولاد الذكور وفي كثيري الاناث .
( مع اني لاحظت ايضاً مسميات في اوروبا للاولاد مشابهه لما عليه عندنا نحن
العرب مثل : مستر دوك و تعني الكلب , او بلاك و تعني اللون الاسود , وولف
ويعني الذئب , واسم فوكس و يعني الثعلب .... الخ , وهذه التسميات ايضاً تكثر
في المجتمعات الفلاحية التي تطلب الولد الذكر , و ايضاً سبب هذه التسميات
يرجع الى الخوف على ذكورها من العين الحاسدة.
نعود لصاحبنا حركوص :
ومن هو حركوص ؟
هذا التعيس الاسم !!! التعيس الحظ !!!
و لكنّ يمتلك قلباً طيباً و رقّة و حنواً!!!
فمع اننا ابناء الشعب العراقي بصورة عامّة , و ابناء المجتمع البغدادي بصورة
خاصّة تنعدم فينا النعرات العرقية و الطائفية و القومية , الا اننا ابناء
السوق التجاري في باب الاغا من باب المزاح و الملاطفة حينما كنا نسأل حركوص
هذا عن مذهبه : هل هو شيعي ام سني ؟
كان يجيبنا على الفور : يتخسون اثنينهم , انا دليمي و بيتي في الدجيل !
وترجمة مقولته : انه يقصد : ليخسأ كلّ من يفرّق بين الشيعة و السنّة من اي طرف
كان , فهو دليمي , والمعروف عن عشائر الدليم انها يغلب عليها مذهب التسنّن ,
في حين يغلب على اهالي الدجيل مذهب التشيّع , فهو الاثنين معاً .
كان حركوص يمتهن مهنة الحمالة.
فكان كلّ رأسماله عبارة عن عباءة سميكة من الخيش مرقّعة ولكنها متينة و قويّة
, فكان يفرشها على الارض و يضع فيها الحمل المراد نقله , ثم يعقد طرفيها
ليحملها الى حيث يريد صاحبها لقاء اجور بسيطة.
و في بعض الاحيان كنّا نكلّفه نحن ابناء سوق باب الاغا ببيع بعض البضائع
الكاسدة لدينا ( الستوك ) ونسميها (عظم ) , فيقوم بدلالتها , فاذا كانت من
الحدادية يذهب بها الى الحدادين في منطقة السباع في الرصافة , واذا كانت من
النجاريّة ذهب بها الى السوق الجديد بالكرخ , او الى باقي محلات النجارة او
الحدادة .
كان يصرّف هذه البضائع الكاسدة الى جانب حمالته فيتقاضى عليها عمولة (دلاليّة
) ايضاً .
ورغم حسن معاملته و طيب اخلاقه مع الناس الا انه لم يكن يثق باحد الاّ
بشريكه ( خضيّر ) الذي يتقاسم معه الربح كلّ يوم سواء بالحمالية او الدلالية
, وان مرض احدهما او تغيّب عن السوق لقضاء بعض الامور الخاصّة فحقّه محفوض ,
اذ كانت شراكتهما التكافلية عبارة عن ضمان اجتماعي لهما .
و لسبب انعدام ثقة حركوص بالناس ما عدى شريكه خضيّر , كان دائماً يردّد كلمته
الشهيرة والتي اصبحت معروفة لدينا : ( مامش خيّر الاّ خضيّر ) !
و تمضي الايام .... و يمضي الزمن على هذا التلاحم بين حركوص و شريكه خضيّر ,
فهما اكثر من اخوين تقاسما الحياة بحلوها و مرّها .
الى ان حدثت مذبحة الدجيل الشهيدة , على اثر تصدّي ابناءها للطاغية صدّام ,
فتصدّى لابناء هذه المدينة البطلة اخيه ( النغل ) برزان ليحرق فيها الاخضر و
اليابس و لتستشهد مدينة الدجيل البطله .
و برغم ان خضيّر شريك حركوص كان ينتمي الى الطائفة الشيعية بعكس شريكه حركوص
الذي ولد من ابوين سنيين, الا ان خضيّر اصطفّ الى جانب حزب البعث القذر ضدّ
البلدة الشهيدة , وهنا حدثت الطامّة الكبرى و قصمت القشّة ظهر البعير , و
تفرّق الشريكين .
و بعد ان كان حركوص ينادي : مامش خيّر الاّ خضيّر .
اخذ دائماً يردّد القول الجديد فيقول : حتّى خضيّر موش خيّر ... حتّى خضيّر موش خيّر .
( اي حتّى هذا خضيّر و هو الشخص الوحيد الذي وثقت فيه اتّضح لي بعد تمحيصه انه
لا يستحق ثقتي ولا يستحق ان ائتمنه على صداقتي و رفقتي .
( حته خضيّر موش خيّر ) .
ٍبعد ذلك اختفى حركوص من السوق ولم نعد نراه او نسمع عنه ,
ولم يجرؤ احد منّا ان يذهب الى مدينة الدجيل المنكوبة ليسأل عمّا حلّ به , حيث
كانت محاصرة بكلاب البعث المتوحّشة , غير انّا وصلنا خبر سوقه الى المعتقل ,
ثمّ سرت شائعة بعد ذلك تقول : انّ السلطات البعثية التي كانت جاثمة على صدر
العراقيين آنذاك قد خيّرته بين تسفيره الى ايران حيث يوجد امامه الخميني ,
او الحاقه بالخونه الذين تعرّضوا لحياة السيد الرئيس صدام حفظه الله و رعاه.
و لكنه ( اي حركوص ) فضّل الموت على الغربة حيث لا يعرف احداً في ايران , كان
ذلك آخر ما سمعناه عن حركوص حسب ما رواه و روج له وكلاء الامن و المخابرات
الصدّاميّة المندسّين في السوق .
فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيّاً .
و ألآن عزيزي القارئ الكريم :
بعد ان شاهدت يوم امس لقطات تلفزيونية مصوّرة ظهر فيها اخو الشهيد السعيد
عثمان العبيدي ( الاعظمي ) رحمه الله وهو يصف حادثة النخوة و الغيرة و
الشهامة العراقية الاصيلة التي امتاز بها الشهيد عثمان ( رض ) و هو يتفانى
بانقاذ ستّة غرقى من حادثة جسر الائمة في الكاظميّة ثم ليستشهد هو غرقاً وهو
يهم بانقاذ الغريق السابع.
جاشت بي الذكريات لاسهر معها حتّى الصباح متصوّراً انّ الله سبحانه و تعالى قد
عوّض حركوص عن شريكه و رفيقه الخائن خضّير برفيق جديد له في الجنّة , الا و هو
الشهيد البطل عثمان العبيدي رحمه الله .
قضيت ليلة امس متأمّلاً منظر الصبي الشهيد ذي الثمان سنوات ( محمد عزيز طعمة
الموسوي ) وهو ما زال في الصف الرابع الابتدائي ولم يبلغ الحلم بعد ملبياً
نداء امامه موسى الكاظم ( ع ) الذي قضى في سجن الطاغية الرشيد , اذ جمعت
بين شهادة امامه الكاظم ( ع ) و بين عائلة هذا الطفل الشهادة و المظلو مية
, اذ انحدر هذا الطفل من عائلة لها من الشهداء و المعتقلين والمظلومين في
زمن صدام و حزبه حزب البعث الماسوني العفن فخرج ليلبي النداء غير آبه
بمخاطر الطريق المحفوفة بالارهابيين و الالغام , متسلّحاً بالقرآن الكريم
الذي وضعه بيين طيّات ملابسه ( لانّه كان على يقين بانّه سوف يسقط ) فخاف على
كتاب الله ان يسقط معه ولهذا وضعه في صدره و اغلق عليه ازرار قميصه , و
ليخرجه مقدّم البرنامج فيما بعد استشهاده و ينشره على صدره الشريف .
فتصوّر اي روح ايمانيّة و ايّ تصميم يمتلك هذا الصبي ( الشهيد المظلوم ابن
الشهداء و المظلومين ) واي شعب جبّار انجب هذا الصبي :
( اذا بلغ الفطام لنا صبي ..... تخرّ له الجبابر ساجدينا )
اي شعب جبّار هذا الذي يمتلك مثل الشهيد حركوص و الشهيد عثمان و الشهيد
النجّار الاخرس الذي فجّر ثورة 1920 في قتله للعسكري الانجليزي في تظاهرات
الحيدرخانه ببغداد و الشهيد اعذافة الذي لف نفسه بسعف النخيل و سكب عليها
النفط رامياً بنفسه على خيول الغزاة في ثورة العشرين و هو يصيح ( كل حي
بالدنيه اعليه موته ) علماً ان النجار الاخرس و عذافة لا احد يعرف عن
عشيرتهما شيئاً سوى انهما ينتميان الى العراق و لاشيئ غير العراق .
هذا هو جهادنا الذي نفتخر به نحن ابناء العراق , لا جهاد القتلة و المرتزقة
الذين يفخّخون السيارات و يزرعون العبوات الناسفة التي تقتل الابرياء لصالح
حزب البعث الماسوني .
اي شعب هذا الذي انجب الصدرين العظيمين ؟ , اي شعب هذا الذي انجب الشيخ عبد
العزيز البدري و الشيخ ناظم العاصي و الشيخين البصريين عارف و عبد الجبار ؟
نعم عزيزي القارئ الكريم :
قضيت ليلة امس متأمّلاً ابواب الجنّة قد فتحت لاستقبال شهداء عراقنا الابرار !
و في نفس الوقت و في الجانب الآخر متأمّلاً نار جهنّم قد سعّرت لاستقبال
الارهابيين القتلة و البعثيين الصدّاميين و الى جانبهم الكثير من اصحاب
الاقطاعيّات الحوزويّة المسمات دينيّة و الدين منهم براء و منهم الذين يلقّبون
انفسهم بحجج الاسلام و آيات الله العظام المتاجرين بالدين والذين سمنت
اجسادهم و ثخنت رقابهم و ترهّلت كروشهم و تكدّست ارصدتهم الماليّة في البنوك
الاوروبيّة من اقوات شعبنا العراقي الغني بثروتة النفطية و الغني بثروته من
الحقوق الشرعيّة و لكنه ما زال مستضعفاً من قبل حزب البعث العفن و مرتزقة هذا
الحزب من القتلة و الارهابيين الى جانب الاحتلال الغاشم واصحاب الاقطاعيات
الدينيّة ( سواءً كانت سنيّة او شيعيّة ) و الذين يقول عنهم المرحوم حركوص (
يتخسون اثنينهم ) .
واخيراً : هنيئاً لشهداء شعبنا الابرار بحسن العاقبة ،
و هنيئاً لشعبنا الذي يمتلك هكذا رصيد من ابناءه الشهداء البررة و الذي حتماً
سينتصر ببركة استشهادهم . و دمتم لاخيكم


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42355
Total : 101