حينما لا تستطيع حكومة تدعي الجماهيرية كحكومة رجب طيب اردوغان أن تقتلع شجرة، ولأسباب تنموية وخدمية.. إن كانت القصة كذلك فقط.. فعلى تلك الحكومة بالعرف الديمقراطي أن ترحل، وتترك الساحة لأصحابها.. لكن التداعيات تؤشر إلى أن القصة اكبر من اقتلاع شجرة يبدو أن جذورها تمتد إلى كرسي «السلطان».
القصة ليست اقتلاع أشجار في حديقة «جيزي» في اسطنبول.. فآلاف الأشجار تقتلع هنا وهناك دون وجه حق .. القصة اقتلاع، ولكن من نوع آخر اقتلاع سياسي.. المستهدف فيه دون أدنى شك رجب طيب اردوغان، وسياسته الفاشية التي يحاول من خلالها إرهاب الشعب التركي.
تدحرج الأحداث بدأ يأخذ منحى لم يراود اردوغان ولا في أحلامه.. وهو من انشغل طوال سنتين بدعم الإرهابيين لزعزعة الأمن في سورية، كما انشغل مطولا للبحث لهم عن ساحة في سورية لتكون منطلقا لأعمالهم الإجرامية..ليتفاجأ بحقيقة مرة، بتحول ميدان تقسيم إلى ميدان تحرير.
المفاجأة كانت كبيرة لدرجة أخذت من تركيز اردوغان، وانبرى بكيل الاتهامات يمنة ويسرة، وإطلاق التهديد والوعيد لأبناء شعبه واصفا إياهم بالمتطرفين.. ليتساءل الجميع ماذا تسمي أولئك الذين تسلحهم وتحتضنهم من جنبات الأرض الأربع لقتل الشعب السوري؟؟
الحال الذي وصل إليه اردوغان، لم ينبت فجأة، ولم ينزل» بالباراشوت»، وإنما هو نتاج لسياسة حمقاء، بناها على أوهام يعيشها وحاشيته، أوهام السلطة العثمانية، وبأنه السلطان الآمر الناهي، لا يرد لطلبه، أو ربما أتاه صوت جده جمال باشا السفاح مجددا» إن أنت إلا «أمير المؤمنين» والشعب عبيد لمقامكم العالي.
مقالات اخرى للكاتب