الطاقة المشعة للمرسلات اللاسلكية والبث الفضائي والاذاعي تنشر اشعاعها على المواطنين بشكل لامثيل له في اية دولة في العالمين العربي والغربي لأن ابراج تلك المحطات الفضائية وشركات الاتصالات (زين – اسيا- كورك – اتصالنا – كلمات – امنية – فانوس ) تنشر اشعاعها عبر الأبراج المنتشرة في الاحياء السكنية بطريقة مذهلة وتحت انظار هيئة الاعلام والاتصالات بأعتبارها الجهة الرسمية في العراق لديها التفويض وحسب القانون بمحاسبة واعطاء الموافقات الرسمية لهذه المحطات والشركات .

فنظرة فاحصة لعدد الابراج ضمن الحي السكني الواحد يتبين لنا حجم الاهمال من قبل هيئة الاعلام والاتصالات في العاصمة بغداد والمحافظات لآنها لم تضع في حساباتها ودراساتها ومدوناتها صحة الانسان العراقي بل لديها حسابات مالية هي المهمة لدى مسؤولي الهيئة وخاصة (العمولات ) ..!! .

مما نتج عن ذلك ظهور امراض سرطانية بسبب التعرض المستمر للاشعاعات بالاضافة الى عدم وجود فرق ومختصين في وزار ة البيئة بشأن القراءات الاشعاعية التي يجب ان تسجل لنعرف مدى اضرار الابراج على صحة المواطن وبالتعاون مع وزارة الصحة والاستفادة من خبراء وزارة العلوم والتكنولوجية لقياس نسب الاشعاعات .

ولو اجرينا احصائية لعدد الامراض السرطانية في المستشفيات الحكومية في بغداد والمحافظات لوجدنا بأنها نتيجة التعرض المستمر للاشعاعات نتيجة حروب الطاغية صدام واهمال المتعمد لهيئة الاعلام والاتصالات لانها اعطت الاجازات الرسمية للقنوات الفضائية العراقية وشركات الاتصالات دون شروط صحية اوفنية معينة وفق المعايير الدولية بل هدفها الاول والاخير كيفية الحصول على المبالغ المالية .

ان الاشعاعات لها تأثيرات على الانسان على المدى القريب والبعيد منها وحسب المختصين الذين سألتهم هو خطر الاصابة بالورم الدبقي او ورم الدماغ وهذا مااكده لي طبيب متخصص من معهد الطب الذري في بغداد .

واملي من وزارة البيئة ان تبدأ بأجراء دراسة حقيقية عن موضوع خطر الاشعاعات وانواع الهوائيات ومكوناتها وكيفية عملها واهم الاضرار الناجمة عنها واصدار تعليمات صارمة وضوابط معينة الى (هيئة الفساد والمفسدين )..!! .

ويجب ان تتظافر الجهود لأبعاد الابراج الى مناطق خارج الحدود البلدية للمدن وضرورة تنظيم برامج تدريبية في مجال الصحة العامة والسلامة المهنية وتوفير التدابير الوقائية للعاملين في مجال الاتصالات وتوفير ملابس واقية للعاملين الفنيين في المؤسسات الاعلامية وحسب شروط المنظمة الدولية للحماية من الاشعاعات (icnirp) .

فمن جرائم صدام الطاغية الى جرائم الفاسدين في هيئة الاعلام والاتصالات يعطي الشعب العراقي اثمان باهضة من صحتهم وشبابهم بسبب عنف النظام انذاك وحروبه الهوجاء وفساد البعض من مسؤولي هيئة الاعلام والاتصالات وجشعهم ليؤدي ذلك الى تفشي الامراض السرطانية في البلاد بشكل كبير .