الغريب، ان كل بحوث وتجارب علماء الاجتماع والاحياء التطبيقية التي يجرونها على الحيوانات الأقرب للانسان كالقردة، لدراسة ردود أفعالها وشذوذ سلوكها الاجتماعي، دائماً ما يستفاد منها ومن نتائجها وبأبشع صورة، ساسة فاشيون، وسفاكوا دماء سفلة، يستنفذون كل آلياتها المخصصة للحيوان فقط، ليدجنوا بوسائلها، ىشعوبنا المقهورة بالجهل .. هذه عبرة منها:
وضع علماء خمسة قرود داخل قفص، وتركوا لهم سلماً يؤدي الى “عثگ” موز معلق في اعلى القفص.. بالغريزة، صعد أحد القردة ليأكل موزة، حينها قام العلماء برش ماء بارد قوي، على باقي القرود الاربعة.. عند تكرار التجربة لمرات، كان رد فعل القردة الاربع غريباً، فقد قاموا جميعا بضرب أي متسلق “ ذو النفس الدنية ” تجاسر بتسلق السلم ليأكل الموز. بقى العثگ على حاله، رغم سيول لعاب المگاريد .. لقد انساهم خوف الضرب ، حتى مغامرات مرحهم في تسلق السلم واللعب عليه..! بعدها ، قام العلماء “الشياطين” باستبدال قرد منهم بآخر جديد، لم يرَ مشهد الضرب، تلقى هذا الطماع الجديد، نفس الدرس : كفخات ولكمات القررد القديمة.. وعلى هذا المنوال، استبدل العلماء على التوالي، القرد الثاني و الثالث ثم الرابع. فلاحظوا تكرار نفس روتين الضرب لكل قرد جديد يبادر بتسلق سلم المجد-الموز.. لاحظوا ان “شيتا” قد نستْ ذاكرة مرحها العائلي مع طارزن…!
هنا لنا وقفة.. نحن أمام ظاهرة تدجين غريبة: خمسة قرود جائعة جدد، لم يرش عليها الماء البارد أصلاً..! لكن خمستهم حاولوا عدم تغيير نظامهم الغذائي، وتلقوا درسا قاسيا انساهم المرح..الغريب ، لا أحد منهم يجسر أن يبادر، وبأي طريقة للتحايل أو استخزام ذكاءه ، في ان يغير ويكسر نظام حيونة الأغلبية.! على الأقل، ليسرق موزة ليأكل ..!! فليس في نيّة القردة الجوعى ان ترفع سيفاً.!! فهم جهلة ..جهلة لم تقرأ مقولة الأمام علي (ع) بعد..
هنا تدخل “كنسليم” الحكيم، و سأل القردة الخمسة الجدد: لماذا تضربون بهذه الخسة والنذالة كل من يحاول تغيير النطام..؟ يقال، من يومها، نطقت القرود معاً، وبصوت واحد، ومع التكبير، صاحت: :” وجدنا آباءنا وأجدادنا يفعلون ذلك ..!! “
مقالات اخرى للكاتب