Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مأساة الفلّوجة وملهاتها
الأحد, حزيران 5, 2016
عبد الحسين شعبان

 

 على شفير التوتّرات السياسية التي عوّمت بعض مفاصل الدولة وعطّلت البرلمان واجتياحالجموع الغاضبة المنطقة الخضراء، بدأ الحديث عن معركة الفلّوجة، باعتبارها المعركةالرمزية الفاصلة في الطريق إلى تحرير الموصل، خصوصاً بعد تحرير الرمادي وهيتوكبيسة وحديثة والقائم، ومناطق أخرى من محافظة الأنبار، إضافة إلى تحرير محافظةصلاح الدين، وعاصمتها تكريت.

وعلى الرغم من أن داعش لم يفقد المبادرة كلياً، بدليل هجومه الأخير على هيت، لكنهتعرّض إلى خسائر جسيمة مادياً ومعنوياً، ومع ذلك فمعركة الفلّوجة ستكون فيها ردودفعل كثيرة ومتناقضة:أولها – هو خشية أبناء هذه المناطق من دخول قوات الحشد الشعبيإلى المدينة، وهو الذي تأسس بمبادرة من السيد علي السيستاني بدعوته إلى “الجهادالكفائي، وسبق وأن وُجّهت إليه اتّهامات شديدة بارتكابات سافرة وصارخة في المناطقالتي تمّ تحريرها، وخصوصاً في تكريت، حيث تمّ تدمير وحرق منازل ومحالتجارية.وثانيها – إن أجواء التوتّر والقلق والنّفور تُعاظم من خطر الفتنة الطائفية، حتىوإن اختفت أحياناً تحت الرماد أو توارت عن الأنظار، لكنها لا تزال قوية ومؤثرة، بحكمنظام الغنائمية المذهبية والزبائنية السياسية، الذي تأسّس وفقاً للمحاصصة الطائفية –الإثنية، الذي افتتحه بول بريمر في مجلس الحكم الانتقاليوثالثها – إن الاهتمام بمعركةالفلّوجة قد يُراد منه تغطية الفشل في إدارة الدولة والعملية السياسية ككل، وتصويبالأنظار نحو داعش والحرب عليها، لكن ذلك لن ينهي المشاكل القائمة من حيث الصراععلى مناطق النفوذ، سواء داخل البيت الشيعي الذي بين أركانه ما صنع الحدّاد – كما يُقال– أو بين المجاميع السنّية المتعارضة، من داخل العملية السياسية أو خارجها، أو معبعضها البعض، ناهيك عن تفاقم الخلاف بين بغداد وإربيل وغير ذلك.ورابعها – أن تحريرالفلّوجة وحتى تحرير الموصل يطرح السؤال مجدّداً وماذا بعد؟ فالعملية السياسية وصلتإلى طريق مسدود، ولم يعد بالإمكان الاستمرار فيها، كما لن تنفع معها الترقيعات، ولولازيارة أركان الإدارة الأمريكية إلى بغداد مؤخراً، لكانت العملية  السياسية قد انهارتوأصبحت في مهبّ الرّيح، ومثلما سارعت الإدارة الأمريكية إلى إنقاذها لعبت إيران دوراًفي انتشالها من السقوط.

وفي شهر أبريل (نيسانالماضي، وصل بغداد على نحو مفاجىء ودون إعلان وزيرالخارجية جون كيري وأعقبه وزير الدفاع آشتون كارتر، ثم تبعهما نائب الرئيس الأمريكيجو بايدن، وكان قاسم سليماني مسؤول الملف العراقي ورئيس فيلق القدس، قريباً منالأحداث وينتقل من موقع إلى آخر وصولاً إلى مشارف الفلّوجة، حيث تم التقاط صوربوجوده مع قيادات من الحشد الشعبيوكان الأمريكان والإيرانيون قد أعلنوا صراحةلجميع القوى أن التغيير في المعادلة القائمة مرفوض.

وخامسها – إن معركة الفلّوجة تذكّر بما قام به داعش من جرائم في سبايكر وجبلسنجار، فلا عجب أن تتولد مشاعر بالتعصّب والكراهية والثأر، وهي موجودة أصلاً بسببالتطرّف والشحن الطائفي، الأمر الذي سيثير ردود فعل وشكوك ومخاوف، خصوصاً منعمليات التطهير والعزل، ولعلّ ما حصل في طوزخورماتو، من تداخل الصراعات القديمة –الجديدة بين التركمان والكرد والعرب، وقبل ذلك في ديالى من تطهير واحتراب وتفجيروإجلاء يؤشر إلى احتمالات أحلاها مرّ حتى بعد داعش.لقد نُكبت الفلّوجة من الاحتلالالأمريكي مباشرة، ومرّة أخرى في ربيع في العام 2004 حيث عوقبت بضراوة وشراسةودموية، مثلما تعرّضت في أواخر العام ذاته إلى أعمال انتقامية على يد الحكومة العراقيةبمعاونة أمريكية، ونُكبت خلال الصدامات الداخلية للصحوات وما في حُكمها، ولكن نكبتهاالكبيرة كانت بعد احتلال داعش التي اختطفتْ المدينة في 2 يناير (كانون الثانيالعام2014? أي قبل احتلال داعش للموصل بنحو ستة أشهر، ونكبة الفلّوجة من داعشمستمرّة، باستمرار نزوح نحو 400 – 500 ألف من سكانها إلى مناطق عديدة، قسممنهم إلى كردستان حيث يعيشون في مخيمات ويعانون من ضنك العيش، في ظروف لاتتوفّر فيها أبسط مستلزمات الحياة، مثلما يعانون من عدم وصول الرواتب أو تأخرهاللعاملين في الدولة، إضافة إلى مشاكل إدارية وأخرى تتعلّق بالصحة والتعليم، ناهيك عنالبيئة الجديدة واللغة وغيرهاأما الذين اتّجهوا نحو بغداد، فإنهم كانوا عرضة للابتزاز،خصوصاً عند مشارفها، حين يطلب منهم، تقديم كفلاء لتزكيتهم وكفالتهم، كي لا يكونداعش الذي هربوا منه، قد تسرّب من خلالهم، وتلك إحدى السخريات الحزينة.لقد استخدمداعش جميع أساليب القهر والقسوة لإذلال المدينة، وقام بعملية غسل الأدمغة وإنزالأقسى العقوبات بمن يخالف تعليماته، بل وشكّل فرقاً لاغتيال المخالفين، أو العوائل التياضطرّت للهرب من ظلمه، حسب تقرير للأمم المتحدة.ومع تصاعد غبار المعارك والحديثعن الانتصارات، يبدو الوجه الآخر لصورة الفلّوجة أكثر سخرية وحزناً من مأساتها،فالمشهد يرسم صورة قيادات من الكتل الشيعية، وهي ترتدي ملابس الكاكي (الزيتونية)التي تذكّر بأيام الحرب العراقية – الإيرانية وما بعدها حرب غزو الكويت، حيث كانالمسؤولون جميعاً يرتدون الكاكي بأوامر عليا.نقول مع الغبار المتطاير ينسى الجميع نحو40 – 50 ألف إنسان موجودين في الفلّوجة، وهم مختطفون من داعش الذي يستخدمهمكدروع بشرية، بل ويلغّم بعضهم، الأمر الذي يحتاج إلى بذل أقصى الجهود لتأمين ممراتآمنة لخروجهم وحماية حياتهم والحفاظ على سلامتهم، وأي تهاون على هذا الصعيديعرّض المسؤولين عنه للمساءلة القانونية، وفقاً لقوانين الحرب وقواعد القانون الدوليالمعاصر، والقانون الإنساني الدولي، وبشكل خاص لاتفاقيات جنيف لعام 1949وملحقيها لعام 1977 الأول الخاص بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، والثانيالخاص بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية.ولا بدّ من العمل من جانب الجميع،القوات النظامية العراقية بمختلف فروعها وقوات التحالف الدولي، والقوى المتطوّعة غيرالنظامية على إبعاد السكان المدنيين من دائرة الاستهداف وتجنيبهم مخاطر الصدام وفقاًلما تقتضيه قوانين الحربوإضافة إلى ما ستتركه مثل هذه الأعمال على أهالي المنطقةمن تأثيرات نفسية، فإنها ستزيد من تأجيج نار الطائفية وريحها التي تهبّ على نحو شديدمجدّداً في العراق.

ورمزية الفلّوجة تختلف من طرف سياسي عن آخر، فالمدينة حسب بعض وجهات النظر،هي رمز مقاومة المحتل وإلحاق خسائر به وإجباره على الانسحاب، وهي مدينة المساجدالتي تفخر بها، ولذلك أريد إذلالها طوال الاعوام الثلاثة عشر الماضية، في حين أنها منوجهة نظر أخرى “رأس الأفعى” حسب توصيف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي،وبالتالي لا بدّ من تطويعها لكي لا تكون بؤرة للإرهاب، حسب هذه المبرّرات.

ولكي تعيش الفلّوجة في سلام وأمان، فلا بدّ من اجتثاث داعش ابنة القاعدة الشرعية،وخصوصاً على المستوى السياسي، وذلك بالمصالحة الحقيقية وإصدار عفو عام وفتحصفحة جديدة لتجاوز الماضي وإعادة جميع المفصولين إلى وظائفيهم وتعويضهم عمّا لحقبهم من غبن وأضرارواقتصادياً بالتنمية وإعادة الإعمار وبناء ما خربته الحرب،واجتماعياً بلحمة العلاقات وتحريم الطائفية وتعزيز المواطنة، وقانونياً بترسيخ التآخيالوطني في إطار حكم القانون وعدم التمييز، ودينياً بنشر قيم التسامح واللاّعنف، ولا سيّماعبر التربية والتعليم، وبالتالي تجفيف المنابع الأساسية للإرهاب، لا سيّما المالية والثقافية.وكلّما تعزّزت المواطنة وتم إيجاد فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات الضرورية، كلّماأصبح من الصعب بمكان على القوى الإرهابية تنفيذ مخططاتها الإجرامية.لكن السؤالالكبير الذي يظل يحوم، وماذا بعد الفلّوجة؟ وكيف ستدار هذه المناطق؟ وأين نضع ذلكعلى خريطة السياسة العراقية الجديدة؟ ودائماً كانت الخشية هل سيبقى العراق موحّداً؟وهو سؤال سبق لغراهام فولر المقرّب من الـCIA أن طرحه في إطار تقرير موسّع إلىمؤسسة (راند – Rand   وذلك بعد الحرب الأمريكية على العراق في العام 1991وبعد فرض الحصار والعمل على تفتيت الدولة من داخلها، جاء الغزو الأمريكي ليؤسّسلعملية سياسية شوهاء على أساس مذهبي وإثني، قادت إلى صراعات ومناخات محمومة،فظهر مشروع جو بايدن الذي قسّم العراق إلى ثلاث فيدراليات ووضع حدود وهويّات أقربإلى جوازات سفر بينها، أي قرّبها من “دويلات” توشك على الانفصال، حتى وإن بقيالعراق شكلياً موحّداً، ويجري الحديث اليوم، وخصوصاً ما بعد داعش عن المشروع فيإطار إعادة التركيب.من ينتصر في الفلّوجة إذاً؟ إذا هُزم داعش وانتصر التقسيم، فسيكونداعش منتصراً أيضاً، وإذا هزم داعش وانتصرت الطائفية، فسيكون داعش منتصراً، وإذاهُزم داعش وانتصر التمايز الإثني، أي ذيول الحرب على داعش في ديالى وكركوك وحزامبغداد والموصل، سيكون داعش هو المنتصروإذا هُزم داعش واستمر حال العراق علىما هو عليه نصفه للأمريكان ونصفه الآخر للإيرانيين، سيكون داعش ومشروعه التدميريالتكفيري التقسيمي هو المنتصر، وتلك هي الكأس المرّة التي يُراد للشعب العراقي تجرّعهاوتكريس ما هو قائم، بجعل الأمر الواقع “واقعاً“!!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36817
Total : 101