عذرا لك سيدي أبو القاسم الشابي لتلاعبي ببيت شعرك الذي كان دائما وما زال يشكل دافعا ومحركا مؤثرا وفعالا لثورات الشعوب ولكني تلاعبت بألفاظ البيت الشعري لأنه وعلى ما يبدو أن هناك شعوبا لم تفهم مغزاه ومعناه لسيادة الجهل وعدم الاطلاع و إنعدام المطالعة والقراءة , فهناك الكثير ممن لا يعرف أصلا من هو ابو القاسم الشابي وما المناسبة التي نظم فيها قصيدته الرائية التي يقول في مطلعها
أذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ؟!!!
فالبيت واضح جدا حتى للأمي والجاهل لشيوع مفرداته وبساطة فكرته ولكنه بالمقابل يحمل معان عظيمة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها وهذا ما جعله خالدا رغم إنه نُظِم قبل ثمانية عقود.
وعودة الى ما كنت أنوي طرحه تعقيبا على البيت الشعري الرائع هو أن الشعوب دائما أكبر من الحكام وأن الحكام مهما فعلوا ومهما تحصنوا ومهما جمَعوا حولهم من حاشية وزبانية وحماية ومهما أحاطوا أنفسهم من أسوار عالية فلا بد أن يأتي اليوم الذي ينتفض الشعب فيه ليحطم كل القيود والأسوار ويأتي عاليها سافلها ويجعل الحاكم يشتم اليوم الذي صار فيه حاكما حتى لو سلم من عقوبة الموت لأنه لن يسلم من العار الذي سوف يلحقه حتى بعد موته طبيعيا بآلاف ألسنين فالتاريخ لم ولن ولا يرحم الدكتاتور, وعبر حقب التاريخ المتعاقبة الكثير من الشواهد والاحداث التي تدل على ضعف الدكتاتور والطاغية وقوة الحق, فمن منا لم يسمع بقصىة فرعون و النمرود وغيرهم ممن ذكرهم الباري عز وجل ؟ ومن منا لا يعرف كيف كانت عاقبتهم وعقوبتهم وكيف لعنهم الله والتاريخ ومن منا لم يسمع بنهاية هتلر و موسوليني وفرانكو ومن منا لم يعش نهاية شاه ايران و صدام ومبارك والقذافي وزين العابدين بن علي؟ أما حديث الساعة فهو مرسي وحكومة الاخوان وكيف انتفض وأطاح أبناء النيل البررة وجيشهم المقدام بالفرعون الجديد؟ فما هي الا صيحة واحدة من شعب مصر الجبار إلا وأنهار ذلك الفرعون, فصرخة الشعب بوجه الظالم لا ترحم وصرخة الحق ضد الباطل لا يمكن تجاهلها أو إعطاءها أذنا صماء , فالصرخة تخترق اسوار الحاكم وتحصيناته بل وتحطمها أيما تحطيم , فلتكن تلك الصرخة حافزا لشعوب اختارت طريق الصمت كي تفتح فمها وتصرخ لتُسقِطَ دكتاتورها , وإلا فإنها هي من سيصنع الدكتاتور بصمتها وتقيتها؟!!! ولتكن صرخة أبناء النيل ناقوسا يدق في أذن الدكتاتور ليصح من نومه ويلتفت الى شعبه ويعيد حساباته فيما فعل ويفعل , فما تلك الصرخة إلا ذرة من غضب الباري عز وجل !!!! فماذا ستفعلون يوم ينفخ في الصور؟! وماذا ستقولون عند الحساب ؟وأين ستولون وجوهكم السوداء يوم الميعاد ؟ فرحمة ورأفة بالشعوب يا حكام ورفقا بمن جاء بكم وسلم السلطة لكم على طبق من ذهب ممزوجة بدمه ليحصد الحرية والرخاء ويعبد الطريق بلحمه الذي مزقتموه لكي تسير عليه الاجيال ,فلا الدم ولا اللحم رخيصين على من بذلهما وليسا غاليين إن أراد الشعب أن يقدمهما قربانا للحرية , وإعلموا أن الشعب إن أراد الحياة فلن يقف في وجهه القدر وسوف يستجيب إن شئتم أم أبيتم.
مقالات اخرى للكاتب