العراق تايمز / خرج المئات من حاخامات اليهود المناهضين للصهيونية يوم أمس في تظاهرات حاشدة وفي تجمع هو الاول من نوعه في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقد كانت الوقفة الاحتجاجية التي خاضها خاحامات اليهود امام مؤسسات الاتحاد الاوربي، وذلك احتجاجا على القمع والقهر الديني الذي يمارسه الكيان الاسرائيلي بحق اليهود الارثوذوكس وغيرهم، واصفين ممارسات الكيان الاسرائيلي بالنازية.
حاخامات اوروبا عبروا من خلال هذا التجمع عن شجبهم استغلال الكيان الإسرائيلي الدين اليهودي من أجل خدمة أغراض سياسية وتوسعية في فلسطين والمنطقة، واصفين ما يرتكبه الكيان من ممارسات بالنازية.
بروكسل توشحت بالسواد يوم أمس بسبب أزياء وقبعات أكثر من ألف حاخام يهودي وخلى نهائيا من بقية وسائل الإعلام أيا كانت ومن أي كائن سواهم باستثناء الشرطة والأمن.
ومثل هذا التجمع كأضخم تجمع يهودي من رجال وفتيان اجتمعوا فيه من العديد من البلدان الأوروبية احتجاجا على عمليات القمع الديني داخل الكيان الإسرائيلي، مطالبين لاتحاد الأوربي ودوله الأعضاء بالاعتراف بهم كلاجئين سياسيين ومهجرين من صراع ديني سياسي يزداد حدة، وطالبوا باتخاذ موقف حازم من الانتهاكات بحق اليهود وخاصة الأرثوذوكس منهم.
وقال الحاخام اليهودي رابي مويش ستيرنغولد من بريطانيا لوسائل الاعلام:" نطالب الدول الأوروبية وغيرها أن تساعدنا في أن نتمكن من الحفاظ على ديننا، النظام في إسرائيل يتخذ من الدين غطاءا من أجل إرغام كافة الطلاب على الالتحاق بالجيش".
التجمع اليهودي وما تضمن من كلمات وصلوات رمزية، حمل يافطات وشعارات تدعو إلى نبذ القمع الديني ورفض إسرائيل، وما يناقض وجودها اليهودية والتوراة بحسب ما أكد عليه، معتبرا أن الصهيونية حركة سياسية قامت على تحريف التوراة والدين اليهودي لأهداف، قال الحاخامات إن اليهود منها براء.
وقال الحاخام اليهودي ياكوف شابيرو من الولايات المتحدة: إسرائيل تعتبر أنها "دولة" يهودية، وهذا أمر مثير للسخرية، لأن اليهودية هي مجرد دين.
حاخامات أوربا الذين اتهموا قبل كل شيئ الكيان الإسرائيلي بالنازية وما فجر ذلك على مايبدو من الغضب في أوساط المنظمات اليهودية واللوبي الإسرائيلي، اعتبروا أن الكيان يستغل تعاليم اليهودية في ممارسات معادية لليهود أنفسهم.
ورفضت الحاخامات أي حق له بإقامة دولة باسم اليهود على أساس القوة واحتلال أراضي الفلسطينيين، وأعلنوا براءتهم من سياسات تل أبيب إزاء فلسطين وإيران وسوريا والمقاومة.
وقال الحاخام اليهودي غوتيسمان من فرنسا : ليس لنا أي علاقة ، لا بالحركة الصهيونية ، ولا بسياساتها، الشعب اليهودي يعود تاريخه إلى آلاف السنوات ، ولكنهم أنشأوا كيانا لما يسمونه الشعب الصهيوني ، لذلك لا يربطنا بهم أي رابط ولا يمثلوننا في سياستهم.
هذا وعبر هؤلاء المعروفون باسم الحريديم عن قناعتهم بتفكك المجتمع الذي أقامته الصهيونية عنوة بشكل تم فيه نسف السياق التاريخي لليهودية.