9- ومن لم يتعظ لغدٍ بامسٍ...
... وكم وكم يلدغ المرء، من جحر، مرتين بل وأكثر، ومن نفس الارذال والظلاميين، ثم يعود ساذجاً، طيباً، دون ان يتعظ من تجارب ووقائع ومآسى الحياة. ولو أقتصر الايذاء والعسف والذبح على اولئك الـ"بلداء" وحدهم لهان الامر. ولكن إلا يتعظوا، بل و يتسببوا، بما يطال الاخرين من قتل، فتلك هي الجريمة الأنكر...
ومن لم يتعظ لغدٍ بامسٍ، وإن كان الذكي، هو البليدُ
-------------------------------------------
10- شرٌ من الشــــرّ..
مع كل المآسي التي وقعت – وما برحت- في العراق، ثمة جدوى، إن كبرت أو قلت، وهي ان وجوهاً قد اسودت، وأخرى زهت، أو تكاد... وأن كارثة قد حلّت دفعة واحدة، بعد ان كانت تأتي على جرعات، يزامنها خوف وأنتظار وترقب، لا أشد منها وقعاً على الناس، وقد يكون ذلك اقسى مرارة ومضاضة، من الجرائم ذاتها ...ويا طالما ردد الذين يفقهون:
"شرُ من الشرِّ، خوفٌ منه أن يقعا"
-------------------------------------------
11- ... ولا هو للجانب الآخر
مثلما تتشابك الاراء والرؤى حول ماجرى- ويستمر- في البلاد العراقية، يتلاعب الكثيرون بالاقوال والتفاصيل، بل ويُجرمون حتى، في بعض الاحيان، حين يتهربون من إتخاذ موقف، ويخلطون الأوراق، بل ويجرأون على الجدال، في ايهما أشر: الارهاب وأربابه؟ أم ذلك السياسي أو هذا؟؟؟؟ ... وكل ما في الامر احتيال وأحتيال وأحتيال، يريدون أن يضعوا يمناهم هنا، ويسراهم هناك، مثل بعض اولئك الذين عناهم الجواهري في الخمسينات الماضية:
فما هو للشعبِ في كلهِ، ولا هو في الجانبِ الآخرِ
--------------------------------------------
12- حرٌّ يحاسب نفسه أن تنثني...
كما صرخوا، وزعموا وأدعوا، بعد عام 2003 و"شرعنوا" للمقاومة"الشريفة" ثم أنكفأوا بعدها خائبين، عاد قسم منهم اليوم، في محنة البلاد الجديدة، ليرفعوا عقيرتهم، وذنابتهم، بهذا الاتجاه أو ذاك: لمقارعة الجيش ونصرة "الثوار" . أو لسحق "الارهابيين"... وفي الحالتين لا ناقة لهم ولاجمل، فالضحايا سيكونون من "رعاع" الداخل. اما "هــم" المناضلون من أوربا وسواها، واولادهم، وعوائلهم، وحتى أقاربهم البعيدون، في مأمنٍ ما بعده مأمن، وليحترق العراق... فأينهم مما قاله الشاعر الخالد، مخاطبا ذاته، وهو يفضح امثالهم عام 1949 معيبا على المرء، المرء، ألا يقول ما لا يفعل، وان ينظر الى نفسه أولا، وأن لا ينثني لكي يكون قادراً على"النصح" و"الارشاد" والتحريض على الموت وحرق الاخضر واليابس:
حرٌ يحاسب نفسه أن تنثني، كيما يروح لمن سواه محاسبا!!!
----------------------------------------
13- لجأوا لادبار الحلول..
كل يوم، ولربما كل ساعة احياناً، تنهمر "الحلول" و"الوساطات"المقترحة، لانهاء الازمات العراقية، ومآسيها، وكذلك "التصورات" و"الاتفاقات" الباطنة والظاهرة.. ولكن ما من مستجيب حريص، ومن زعم بغير ذلك، فلأمرِ في نفس يعقوب...
ويترائى لي، ان الابشع في تلك" الحلول" و"المشاريع" و"والوساطات" هو مايحمل منها سمات الترقيع، والتساوم و"التوافق" و"الوساطة" وما الى ذلك من مشابهات، كثرَ – ويكثر – اصحابها، دون مدى، وليشارك في طرحها وتبنيها حتى الاميون.. وعذراً فلربما كان اولئك الاميون ابرأ من ذوي"الكفاءات" احيانا، الذين :
" لجأوا لـ"أدبار" الحلول فسميت وسطاً، وسمي أهلها وسطاءَ!!!!!
-------------------------------------------------------------- يتبع
مقالات اخرى للكاتب