أعلن أحد الأطباء في المنتخب البرازيلي نهاية مشوار نيمار في كأس العالم، ففد تأكدت إصابته بكسر في إحدى فقرات الظهر، مما يعني حاجته للراحة والحد من تحركه لمدة تتراوح بين 4-6 أسابيع حسب قوله، ورغم التدخل العنيف من قبل لاعب كولومبيا زونيجا فلم يتحصل على أي بطاقة صفراء.
في نفس المباراة، كان هناك أخطاء عديدة لم يتم المعاقبة عليها، فمارسيلو على سبيل المثال ارتكب 5 أخطاء في الملعب منها ما عطل هجمات واضحة لكولومبيا، ولم يتم إنذاره، وقبلها في مباراة المانيا ظهرت عدم رغبة الحكم بإخراج أي بطاقة صفراء، رغم استحقاق عدة لاعبين من الفريقين لها في أكثر من موقف، فلم يخرجها إلا في الحالات الواضحة جداً، ومما يزيد الطين بلة أن الفيفا اتجه لتهنئة حكم مباراة البرازيل وكولومبيا على أدائه.
الأمر يعيد إلى الأذهان كثرة إدعاء السقوط من آرين روبن واعترافه بذلك بنفسه أمام المكسيك، ولم تتم محاسبته على أي منها من قبل الحكم، كما أن حالات إضاعة الوقت وتشتيت الكرة رغم صافرة واضحة لإيقاف اللعب متكررة للغاية من دون أي عقوبة أو رادع طوال مسار البطولة.
وأثناء مواجهة تشيلي والبرازيل، كان هناك تدخلات عنيفة من قبل الفريقين، ولم يستخدم الحكم البطاقة الصفراء لضبط المباراة إلا نادراً، رغم أنه هاوارد ويب صاحب الشخصية القوية والمعروف عنه الجرأة بالقرار، مما دفع الحكم الدولي السابق جراهام بول للقول على صفحات الديلي ميل "ويب مسكين، الفيفا قامت بتقييد الحكام ومنعتهم من منح بطاقات صفراء كثيرة".
الأعراف التحكيمية تنص على أي لمس متعمد باليد للكرة يقتضي بطاقة صفراء، وأن أي خطأ تكتيكي لمنع هجمة مرتدة يجب معاقبته بنفس الطريقة، وأن إدعاء السقوط داخل منطقة الجزاء يجب إنذاره حتى لا يتكرر، ولكن كل هذه الأعراف غابت عن مونديال البرازيل ومن قبل كل الحكام، ظاهرة تؤيد بشدة قول جراهام بول بأن الفيفا أعطى أوامر بخفض عدد البطاقات الصفراء حتى تظهر البطولة وكأنها خالية من العنف، ورغم حالات الإغماء وارتجاج الدماغ وكسر الفقرات التي شهدتها البطولة فإن الاتحاد الدولي سيتحدث عن الأرقام في نهايتها، علماً أن هذه الحالات لم تشهدها أي بطولة من قبل بهذا الكم والتراكم.
العنف أكبر وأوضح في مونديال البرازيل، لكن البطاقات لا تعكس ذلك، فمونديال 2014 هو أقل البطولات منذ عام 1994 من حيث معدل عدد البطاقات الصفراء والحمراء، فمعدله حتى الآن 2.74 بطاقة صفراء في المباراة الواحدة، و0.17 بطاقة حمراء للمباراة، وهذا يعني أن هناك انخفاضاً مقداره 28% بالإنذارات عن النسخة السابقة، مما انعكس على أرض الملعب على شكل فوضى من اللاعبين الذين أدركوا هذه الأوامر فاستغلوها.
تجنب الحكام للبطاقات أمر واضح، وتعليمات الفيفا تم تسريبها في الماضي أكثر من مرة، حيث قيل إنه طالب الحكام بالتشديد على من يدعي السقوط في مونديال 2006، كما اعترف كثيرون بطلب الفيفا بتجنب البطاقات الحمراء في مونديال 2010 مما تسبب بانخفاض كبير عن النسخة السابقة في 2006، وكذلك هناك مطالب أكيدة ودائمة بحماية النجوم.
انخفاض البطاقات الصفراء بهذا الشكل من دون تحرك من لجنة التحكيم في الفيفا لتدارك الأمور وتغيير التعليمات، قد يزيد من المشاكل فيما تبقى من مباريات حساسة للغاية لا مجال فيها لتدارك الخطأ، خصوصاً أن المسألة باتت واضحة للجميع بأن أيدي الحكام مكبلة من الوصول إلى بطاقاتهم إلا في حالات خاصة جداً.
المصدر: كووورة