لسنا بحاجة إلى سماع أي تصريح رسمي حتى نتعرف على حيثيات التفجير المروع، الذي أزهق أرواح العراقيين بالجملة، ولسنا بحاجة إلى من يدلنا على الجهات التي اشتركت في ارتكاب هذه المجازر البشعة، فنحن أعلم من غيرنا بمنابر الأبواق التكفيرية الغادرة، وأعلم من غيرنا بمكامن الأوكار الخبيثة، التي خرجت منها تلك الضباع المسعورة، وأكثر دراية من غيرنا بهذا الأمر بكل تفاصيله الظاهرة والمخفية. ولا وقت لدينا بعد الآن للمجاملات الدبلوماسية الفارغة، بل لا مبرر بعد الآن للتضحية بأرواح ضحايانا.
ينبغي أن لا نتجاهل أصوات دعاة التكفير، الذين ظلوا يواصلون التحريض على قتلنا وتدميرنا حتى يومنا هذا، والذين تفاخروا بنشر فتاواهم الموجهة ضدنا على شبكات اليوتيوب، وما أكثر المشايخ الذين واصلوا إطلاق دعواتهم لقتل العراقيين عبر شاشات الفضائيات العربية والعراقية، وعبر مكبرات الصوت في المساجد والساحات العامة، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.
هل نسيتم نداءات المهرج (محمد الزغبي) في مصر، هل نسيتم كيف يدعو الناس لقتل العراقيين ؟، وهل نسيتم كيف ارتفعت عقيرة إمام الحرم المكي (عبد الرحمن السديس) بالصراخ والعويل، وهو يدعو المصلين لإعلان الحرب على العراقيين كافة ؟، وهل توقفت دعوات المعتوه (أبو اسحق الحويني) لقتل العراقيين وسبي نسائهم ؟، أم توقفت صيحات الزنديق (عدنان العرعور) ورهطه ؟، وهل أصدرت السلطات الرسمية في البلدان العربية مذكرات اعتقال ضد (العريفي) وضد (صلاح الدين بن إبراهيم)، و(محمد خالد)، و(محمد حسان)، وضد أصحاب العقول المشفرة من صنف المهرج المتذبذب (عامر العظم). فالقوائم التي تضم أسماء هؤلاء ممتلئة بعناصر الكتيبة الشيطانية المعبئة ضدنا، والتي ماانفكت تواصل التحريض بعلم السلطات الأردنية والسعودية والقطرية والمصرية والعراقية، وأمام أنظارها ومسامعها.
أليس هذا هو الاعتراف السافر، والدليل القاطع على اشتراكهم في ارتكاب مجزرة (الكرادة)، والمجازر الأخرى التي استهدفت مساجدنا وأسواقنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الحكومية ؟، ألا يفترض بمنظمة حقوق الإنسان أن تدينهم، وتبصق في وجوههم، وتضعهم في قوائم المطلوبين للعدالة ؟.
ختاما نقول: يتعين علينا الآن أن نتقدم بخطابات واضحة وصريحة ومباشرة، نوجه فيها أصابع الاتهام إلى هؤلاء المحرضين على ترويع الشعب العراقي، ويتعين علينا أن نناشد مراكز البوليس السري العالمي لإلقاء القبض عليهم، وجلبهم مكبلين إلى العراق، وتقديمهم للمحاكمة العادلة، حتى ينالوا جزائهم بما اقترفوه من جرائم قبحت وجه التاريخ.
مقالات اخرى للكاتب