الظروف الاستثنائية والاجراءات غير المعهودة في شوارع العاصمة اصبحت عنوانا لاحاديث العراقيين سواء في الشارع او عبر اجهزة الموبايل التي غدت وسيلة الاتصال بين العراقيين لمنعهم الظروف من التزاور فيما بينهم كما كان سابقا، وفي ظل هذه الاوضاع ماذا سيكون هاجس العراقيين؟ العراقيون بجميع مكوناتهم يدعمون الاجهزة الامنية في مواجهتها للعمليات الارهابية، والملف الامني ودعمه يحتاج الى تكاتف الجميع لحمايته من اي خرق لانه مرتبط بامن المواطن، التدهور الامني واستمرار الازمة العراقية القت بظلالها على الشارع العراقي، الذي بات يعيش هاجس الخوف والقلق وهو يستقبل عيد الفطر المبارك، بعد الخرق الامني في سجني التاجي وابو غريب كانت هناك اجراءات يمكن ان يقال عنها اعتيادية تحدث بعد اي خرق امني من حيث افتعال الزحامات في الطرق، ولكن بعد اعلان الولايات المتحدة الامريكية اغلاق بعض سفاراتها في عدد من الدول ومن ضمنها العراق، شهدت شوارع العاصمة اجراءات غير مسبوقة اثرت وبشكل كبير على حركة الشارع العراقي ويعزو العراقيون هذه الاجراءات انها جاءت على ضوء التحذير الامريكي لسفاراتها، رغم تاكيدات وزارة الداخلية ان هذه الاجراءات اعتيادية لاستقبال عيد الفطر المبارك وان دخول القوات الامنية الانذار (ج) حالة اعتيادية في مثل هذه الظروف، ولكن الشارع العراقي وتحديدا في بغداد يعيش حالة عدم تصديق مثل هذه البيانات، لان مايجري على الارض يخالف ما يقال. الاجهزة الامنية عليها التعامل بكل صراحة وشفافية وافهام المواطن بالاخطار المحدقة بالبلاد ليكون عونا للاجهزة الامنية، لان مثل هذه الصراحة تدعم بناء الثقة بين المواطن والاجهزة الامنية، وليس المقصود الكشف عن الاسرار الامنية والخطط التي تنفذ للقضاء على الارهاب، هذا يساعد المواطن ان يستقي الاخبار والمعلومات من مصادر عراقية بدل اللجوء الى الوكالات والوسائل الاعلامية الاخرى وبعضها تبث الكثير من السموم، وعن اسباب الخرق الامني الذي حصل ونتج عنه هروب سجناء تكلم بها القائد العام للقوات المسلحة خلال لقائه لقادة الاجهزة الامنية بكل صراحة يوم 2 آب الجاري قائلا (ان ما حصل في سجني ابي غريب والتاجي هي مخططات نفذت من جهات خارجية) القول بان ماحصل في ابي غريب والتاجي تم تنفيذه من جهات خارجية فان هذا يعني وحسب المحللين والمتابعين للملف العراقي ان البلد يتعرض الى مؤامرة تستهدف البلاد وشعبه وكان من الضروري ان يتم تحديد هذه الجهات بكل وضوح ليكن الراي العام على بينة مما يجري ومن يستهدف بلده وشعبه.
قطع الشوارع الرئيسة واعادة الحواجز الكونكريتية ليست اجراءات اعتيادية لاستقبال العيد بل العكس حالة استثنائية لمواجهة خطر محدق، والعراقيون لهم باع طويل في مواجهة المخاطر منذ سنوات طويلة، الدول التي سبقت العراق كثيرا في مواجهة الارهاب من حيث الامكانيات بكل انواعها فانها تقوم بايصال الرسالة للرأي العام عند اتخاذ اي اجراء وكما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا عند اتخاذها الاجراء بغلق سفاراتها، وقالت الخارجية الامريكية ان سبب غلق سفاراتها في عدد من العواصم ومن بينها العراق لتلقيها تهديدات باستهداف دبلوماسيها ومصالحها وهذا يعني ان الجهات الامريكية اتخذت كل الاجراءات رغم ان سفاراتها وتحديدا في العراق محصنة جدا ومن الصعوبة الوصول اليها عبر الاجراءات في الايام الاعتيادية وكيف ان تلقت تهديدات؟، ومن هنا لايوجد ما يمنع الاجهزة الامنية العراقية بان هناك تهديدات باستهداف المواطنين والمؤسسات الرسميه كان الدافع للاجراءات الامنية التي تشهدها العاصمة بغداد، الصراحة الامنية ضرورية وحضارية في نفس الوقت.
مقالات اخرى للكاتب