العراق تايمز / بعث رساليون مغاربة برسالة مفتوحة الى وزير الاقاوف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق مطالبين فيها الوزارة بعدم السماح لبعض المتطرفين بالتشويش على الحقل الديني بالمغرب على ان يكون مبدأ الاختلاف يدور في دائرة العمل المدني لا الديني حسب وصفهم، منددين في ظل ذلك منح الوزارة امامة احد مساجد طنجة لاحد شيوخ السلفية الذي تم الافراج عنه سنة 2011 (الصورة). معتبرين ان الحياد امر ضروري في المؤسسة الدينية قائلين :"إننا في الوقت الذي نؤيد حق الإخوة السلفيين في العمل المدني والسياسي، الا اننا نرفض ان يتم اختراق المؤسسة الدينية من قبلهم".
وكان نص الرسالة كالتالي:
مما لاشك فيه أن لكل دولة الحق في أن تحمي حقلها الديني الرسمي وتضبطه بقواعد وثوابت ..وإننا نعلم أن تلك الثوابت التي تحكم الحقل الديني الرسمي هي العقيدة الأشعرية والمذهب الفقهي المالكي والتصوف ، كما نعلم أيضا أن المسجد هو بيت من بيوت الله يجب ألا يتحول إلا موقع من مواقع الصراع الإيديولوجي والسياسي تحقيقا لشعار لطالما رفعتموه وهو " الأمن الروحي للمواطنين" .
من هذا المنطلق ، فإننا سبق أن دعونا المختلفين مذهبيا مع الحقل الديني الرسمي إلى عدم التشويش على الحقل الديني الرسمي ، على أن يكون محل الاختلاف والتنافس هو العمل المدني لا الديني ..لكن ما أثار استياءنا كمواطنين مغاربة هو قراركم منح إمامة الجمعة في مسجد بمدينة طنجة لأحد شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنه بموجب عفو ملكي إبان الحراك سنة 2011 .
إننا في الوقت الذي نؤيد حق الإخوة السلفيين في العمل المدني والسياسي ، لأن ذلك من مقتضيات المواطنة ، إلا أننا نرفض تماما أن يتم اختراق المؤسسة الدينية الرسمية من قبل تيارات سواء كانت دينية أو سياسية ، معتبرين أن الحياد أمر ضروري في المؤسسة الدينية الرسمية كي تتعزز شرعيتها ومصداقيتها .
وقد توقعنا أن يكون قرار تعيين ذلك الشيخ في ذلك المسجد له ما بعده من تداعيات ، وهو ما تأكد فعليا لما وجدنا فيديو للشيخ المذكور على موقع هيسبريس تحت عنوان " الفزازي يتحدى الشيعة" ، علما أن تلك كانت أول خطبة جمعة له .
أمام هذا الوضع ، فإننا نحذر الرأي العام ونهيب بالسيد الوزير أن يصحح الوضع ويعيد للحقل الديني الرسمي استقلاليته وحياديته ، كي لا تتحول المنابر الدينية إلى أدوات للتحريض السياسي ضد بعض القوى السياسية أو التحريض الطائفي ضد بعض المسلمين المخالفين لهم في المذهب .
وأخيرا ، نرجو من سيادتكم اعتبار ما ذكرناه ، لأننا نخشى من تنامي حالة الكراهية والتحريض الطائفي مما قد تتحملون معه مسؤولية أي انزلاق لا يمكن التحكم فيه من قبل عوام من هذا الطرف أو ذاك ..وبه تم الإعلام والسلام .
الخط الرسالي بالمغرب