العراق تايمز: كتب صفاء الهندي..
تناهى الى مسامعنا قبل أيام أن السيد مقتدى الصدر يبحث عن الشرعية أو بالأصح يبحث عن الغطاء الشرعي له ولتياره بعد سنينٍ طويلة من اللاشرعية ومن ضمن ماسمعناه أنه ( أي السيد مقتدى) قد راسل الشيخ قاسم الطائي بهذا الخصوص وأن سماحة الشيخ الطائي بنظرة المتمرس الخبير رفض هذا العرض ، والمتوقع في هذه الأثناء أن السيد مقتدى (لو يفر ) العالم الأسلامي بأجمعه بحثاً عن الشرعية !! سوف لن يجد وسوف يعود ( بخفي حنين ).
لكن ماأثار إستغرابي ( وعلى ذمة الوكالات ) هو أنه قد شدَّ الرحال الى ايران لمقابلة السيد كمال الحيدري وأن السيد الحيدري قد إستقبله بحفاوة كما يقول الخبر وأنهُ قد تم التنسيق والأتفاق بين السيد الحيدري والسيد مقتدى حول بعض الأمور التي تخص التيار طالما أن السيد كمال الحيدري سيكون هو الأب الروحي للتيار المقتدائي ، ولم يبقَ إلا أن توضع اللمسات الأخيرة ليكتمل ويتم الأتفاق ، ولست أدري هل يعلم السيد كمال الحيدري ( باللعبة ) أم أنه وافق أن يكون أحد أطرافها ؟ وهل يعلم أنه سَيُصْبِح أب روحي صوري ! يعني ( حديدة عن الطنطل ) أم أنه سيلعبها لعبة ( معلم على كولة أخوتنا اللبنانية ) على ما أظن أُبُوَة السيد الحيدري الروحية لمقتدى وتياره ستفشل بكلا الحالتين ! لأن المعلوم هو أن التيار المقتدائي وقائده لايكنون الولاء حتى لو كان جبرئيل الأمين هو مرجعهم وليس السيد الحيدري ، طالما أن الرفيق القائد موجود ويأتمرون بأمره من باب ( إذا قال القائد ! قال العراق ) ، فإذا كان الأمر بهذه الصورة فهو أمرٌ فاشل من اساسه ، إلا إذا كانت هناك أمور مخفية الله وحده يعلمها ، لكن يبقى تساؤلات تثير نفسها في هذا الخضم لايمكن التغاضي عنها بأي حالٍ من الأحوال ! إذا كان السيد القائد ( حفضه الله ورعاه ) الآن يبحث عن الشرعية !! أين كان قبل هذا الوقت وماهو مصير الناس التي قتلت في السنين المنصرمة تحت عنوان ( المقاومة ) وهل هم شهداء أم فطائس أم ماذا ؟ ، قبل هذا كان النَّفَسْ الرائج السائد لدى اتباع التيار آن ذاك الذي يستمدون منه شرعيتهم : أنَّهُمْ مُؤَيَّدونْ من قبل آية الله السيد كاظم الحائري ، وأن السيد مقتدى يعتبر وكيلاً للسيد الحائري في العراق ، وقد إنتبه البعض من أتباع التيار لهذه النقطة كي يكون عملهم مع التيار أو جيش المهدي مُشَرْعَنْ بما يمكنه أن يُيريء ذِمَمَهُم ! فقدموا إستفتاءً للسيد الحائري حول إدعاء ( الوكالة ) وكالة السيد مقتدى ! وحول تأسيس ( جيش المهدي ) وهل هو بأمره أو هو راض عنه ؟ فجاء جواب السيد الحائري واضحاً بما لايقبل الشك ولا التأويل من ضمن مجموعة من الأسئلة قُدِمَت له وقد بَيَّنَ فيه أن السيد مقتدى لايعمل بأرشادات السيد الحائري وليس وكيله وعليه فهو لايمثل السيد الحائري ولا مكتبه ، وأن وكيله الوحيد في النجف الأشرف هو الشيخ قاسم الأسدي الملقب ( بأبي هاجر ) : لأستفتاء :
السؤال (1) : هل السيد مقتدى الصدر وكيلكم ؟
الجواب :
السيد مقتدى لايعمل بإرشادنا وعليه فلايمثّلنا ولايعتبر وكيلاً لنا والذي يمثّلنا في العراق هو مكتبنا الذي يشرف عليه في الحال الحاضر سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ قاسم الأسدي المعروف بأبي هاجر حفظه الله .
وقد وُزِعَ هذا البيان ( بيان الأستفتاء وجوابه ) على الناس وتحديداً على المجتمع النجفي وألصق على العديد من مباني المدينة ( مدينة النجف الأشرف ) بداخلها وخارجها .
فقامت الدنيا ولم تقعد من قبل أتباع السيد مقتدى على جواب السيد الحائري فقاموا كردَّة فعل بحرق مكتب السيد الحائري في النجف الأشرف وحرق صوره وضرب الوكيل الشيخ قاسم الأسدي ومنتسبي المكتب والحادثة معروفة ومشهورة في المجتمع النجفي .
وفي إستفتاء آخر قُدِمَ للسيد آية الله كاظم الحائري من قبل مجموعة من الناس ممن تَبِع السيد مقتدى وجيشه المزعوم يستفتونه هل بأمكانهم أن يسيروا بما يأمرهم به السيد مقتدى ( عسكرياً ) وماهو رده حول من قتل من جيش المهدي وهل هو شهيد ؟ :
السؤال (3) :
نحن اشبه بالتائهين فارشدونا إلى الطريق يرحمكم الله , هل نسير بما يأمرنا به حجة السلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر بالتصدي عسكريا للقوات المحتلة وهل من قتل من المقاومين في جيش المهدى هو شهيد .
فجاء جواب السيد الحائري
الجواب :
ارجعوا إلى مكتبنا في النجف الأشرف والذي بإشراف سماحة الشيخ قاسم الأسدي حفظه الله لأخذ مستحدثات الامور إن كنتم ترجعون إلينا في التقليد . أما تشكيل جيش المهدي فلم يكن بأمرنا .
نافياً مسئلة تشكيل جيش المهدي وأنه ليس بأمره ، وقد أحالهم الى مكتبه في النجف الأشرف إن كانوا فعلاً مقلديه ويتبعوه ، ولم يتطرق لمسئلة هل كون قتلى جيش المهدي قتلى أم شهداء لا من قريب ولا من بعيد ؟ وهو جواب شافي ووافي وبالغ الحكمة : حيث أن جوابه ( أما تشكيل جيش المهدي ليس بأمرنا ) نافي قطعاً ومن الأساس ! فكيف بما ترشح عن هذا الجيش ؟ وبهذا الجواب ! يتضح للناس أن لايتصف من قتل بالشهيد طالما أنه لم يأمر شرعياً بتأسيس وتشكيل هذا الجيش ... لا من قبل السيد الحائري ولا من قبل غيره من مراجع الدين في العراق أو غيره من بلدان العالم الأسلامي ، وليست لديهم أي تغطية شرعية ، وإن إدعوا أنهم سائرون على منهج السيد محمد صادق الصدر (قدس) إنما هو مجرد تشبث وحجة واهية لعلها تبرر أعمالهم وتُشَرِعِنَها ، وعليه ! يترتب وفق هذا الأعتقاد : يكون كل من قُتِل بهذا الجيش ليس بشهيد !! بل هو في عداد الفطائس .
وفي إستفتاء آخر قد قُدِمَ للسيد الحائري حول موقفه من السيد مقتدى وهل هو مازال وكيلاً للسيد الحائري حسب مايشاع من أن السيد مقتدى وكيلاً للسيد الحائري ؟ :
السؤال (5) :
1 ـ ما هو موقفكم من السيد مقتدى الصدر وهل هو مازال وكيلاً عنكم في الامور الحسبية وجبايت الحقوق الشرعية ! 2 ـ هل صدر منكم فعلا وقد التقطناه على الانترنيت ان السيد محمدحسين فضل الله ليس مجتهداً ومن قلده تقليده باطل ! .
فجاء جواب السيد الحائري بأن وكالة السيد مقتدى ( حسبية ) وهي مشروطة بطاعة وكيل السيد الحائري لمكتبه في النجف الأشرف ! وبما أن السيد مقتدى لم ينسق مع وكيله ومكتبه في النجف الأشرف !! إذاً تعتبر وكالة السيد مفتدى الصدر الحسبية ( ساقطة ) وأحالهم بالنسبة للحقوق الشرعية الى مكتبه وليس للسيد مقتدى .
الجواب :
1- السيد مقتدى كانت لديه وكالة في الامور الحسبية ولكن مشروطة بطاعة وتنسيق مع مكتبنا في النجف الأشرف ولكنه لاينسق مع مكتبنا فسقطت وكالته . وأما الحقوق الشرعية فارجعوا بها إلى مكتبنا في النجف الأشرف والذي بإشراف سماحة الشيخ قاسم الأسدي حفظه الله. 2- ما التقطتموه من موقعنا على الانترنيت صحيح .
بعد أستعراض هذا الموجز البياني حول الشرعية القيادية لسيد مقتدى وتياره ! فهمنا وعرفنا أنه منذ تأسيس ماسمي بجيش المهدي التي هي في حقيقتها ليست أكثر من ميليشيا تأسَّسَت بتخطيط وأوامر من ايران تحديداً كان الغرض منه هو أستيعاب القاعدة الجماهيرية التي أسسها السيد محمد صادق الصدر (قدس) في حياته ، وحتى لا تتشتت هذه القاعدة ويذهب ثقلها الى مرجع ديني آخر أو تتبخر وتضمحل فتعود لمجتمعها القديم ! فتفلت منها ، فالغرض ماعُرِفَ عنها في المعركة الأولى التي خاضها التيار في مدينة النجف الأشرف ! إنما كانت من أجل تثبيت الجانب القيادي والدعائي للسيد مقتدى وتياره تحت عنوان المقاومة ، وأن السيد مقتدى : هو وريث الصدرين ... ولسنا ندري أو يُعْلَم عن المذهب الأمامي الأثناعشري وراثة في الدين ! غير الوراثة المنصوص عليها في الفقه الأسلامي وأعتقاد المذهب الشيعي " للمجتهد " الجامع للشرائط حصراً ، وقد عُرِفَ وأُثِرَ عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) قوله المأثور في القيادة وشرعيتها ( القيادة لاتصح إلا لثلاث وهم نبي من الانبياء وإمام معصوم بعد ذهاب النبي والمجتهد الجامع للشرائط ... وكل راية ترفع بوجه هولاء الثلاث فهي راية ضلال )(1) ...( المجتهد الجامع للشرائط هو الحاكم والرئيس والقائد الاعلى للجيش )(2) وقد سُؤِل السيد الشهيد محمد صادق الصدر ( قدس) عن الفرق بين المجتهد وغير المجتهد فأجاب : ( المجتهد قول حجة وفعله حجة وقضائه حجة وولايته حجة واما غيره (الغير مجتهد) فلا قوله حجة ولا فعله حجة ولا قضائه حجة ولا ولايته حجة فاليتبوء مقعده من النار حتى ولو كان افضل فضلاء الحوزة فالامة بدون إجتهاد ماتساوي كحف إنعال ... ) (3) .
كما قد عرف المجتمع العراقي الملتزم عقيدياً بمراجع الدين : أن لا السيد مقتدى ولا تياره لديهم أي إلتزام بآراء أي مرجع دين من المراجع الموجودين في الساحة ولا يأتمرون بأمرهم ولا يتبعوهم رغم إدعاآت الأحترام لا في العراق ولا في غيره من البلدان الأسلامية ، وأن كل إدعاآتهم بأنهم يمثلون الحوزة الدينية ( الناطقة ) المتمثلة بحوزة السيد محمد صادق الصدر ( قدس ) إنما هي محض إفتراآت ليس إلا ، وإدعاء ماسمي بالحوزة ( الكلاسيكية ) أو الصامتة هو محض إفتراء آخر يضاف لتجاوزاتهم وعدم شرعيتهم ، ويضاف لهذا نقطة ثابتة وضابطة أكيدة في العقيدة الشيعية وهي أنها : بموت المرجع ! تسقط كل الوكالات التي أعطاها المرجع في حياته وتعود الى الأعلم في عصره ، فكيف بمدارس وحوزات وأموال وحقوق سيطرت عليها ميليشيات تدعي ( المهدوية ) لمجرد أن السيد مقتدى أبن السيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) فهل في الدين وراثة ؟ أم هي نص ؟ : ( (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (4)، بعد أن بانت وانكشفت للمجتمع العراقي كل هذه المُدَّعَيات إضافة لما واجهه السيد مقتدى نفسه من ضغوطات لهذه الحالة وهي ( الشرعية ) فهو يعلم جيداً : أن لاشرعية عنده وأنَّه غير مُؤَيَّد من قبل أي جهة دينية وأصبح يتعرض يومياً لضغوطات ( الفتوى ) من مجتمع ( تياره ) فأخذ ( يفتي ) بما ليس له به علم : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(5) وقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(6) وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بهذا الخصوص : ( من أفتى الناس بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار )(7) فتاوى مدعياً أنها من فقه ( السيد الوالد ) ومن فتاويه كما يدعي هو ، فأصبحت هذه الحقيقة وهذه الضغوطات تقض مضجعه ، فادعى لعله يتجاوز هذه المحنة بأنه سيذهب الى أيران ليدرس ثم يعود ( عالماً مجتهداً ) وكأن العلمية و ( العلمائية الدينية ) يمكن تعاطيها من المدارس ( الأكاديمية ) فذهب الى أيران... وبعد إنقضاء التسعة أشهر عاد مقتدى الى العراق خالي الوفاض لا من إدعاء الأجتهاد ولا من غيره ( فعادت حليمة العادتهة القديمة )*
والآن بعد إنقضاء الحِيَّل التي لم تنتهي رغم إدعاء الأعتكاف ! ، وكثرة الضغوطات الخارجية من التيار والداخلية النفسية وضغوطات كثيرة وكبيرة لم يَعُد السيد القائد يحتملها من الأخوة والأصدقاء والأعداء والحق والباطل والله والشَرَع والوطن والناس والشارع والشعب والسياسة ووووووو الخ فاليذهب الى ايران أو حتى الى الصين لو تطلب الأمر بحثاً عن الشرعية طالما أن فيها راحته .
(1) محمد باقر الصدر / المجتمع الفرعوني .
(2) نفس المصدر .
(3) السيد محمد صادق الصدر / منهج الصدر ص 303 .
(4) البقرة / 124 .
(5) الأسراء / 36 .
(6) لمائدة: 44 .
(7) الوسائل: الباب4 من أبواب صفات القاضي ، ح33 .
(*) مثل عراقي .