الظرف الذي تعيشه المنطقة أعطى الفرصة الذهبية للكرد للحصول على أكبر ما يمكن من المكاسب ، هذه الفرصة التي خلقتها تضارب المصالح العالمية مع غباء بعض القيادات البدوية العربية التي غرتها المخابرات العالمية لتنفيذ مخططاتها في لعب دور القيادة في المنطقة من خلال استعمال الثروات الهائلة التي تمتلكها ، فكانت أحقر حرب عرفها العصر الحديث وهي الحرب الطائفية التي جمعوا لها جهلت الفكر والدين من شتات العالم بمئات الفتاوى التي أطلقها وعاظ السلاطين تحت أوامر أمرائهم من قادة البدو العربي ، فدمرت هذه الحرب سورية والعراق حتى اصبحت عاصمتا الدولتين في تهديد مستمر من قبل الإرهاب العالمي ومن يدعمهم من قوى لا تكترث بالمصير الإنساني كما تكترث بمصالحها ، ولهول الكارثة التي ضربت سورية جعلت مصالح كرد سورية تلتقي مع مصالح الحكومة السورية ، لأن الإرهاب مع أختلاف أسمائه وعناوينه قد قاتل الجميع من كرد وعرب ومسيح وسنة وشيعة وعلويين وغيرهم ، مع فشل التجربة الأمريكية في تكوين قوى تمثلها تقاتل على الأرض السورية ، أتجهت الأنظار الى كرد سورية الذين سطع نجمهم في الشمال السوري نتيجة انتصاراتهم الكبيرة التي أوقفت بل دفعت داعش الى التقهقر في عين العرب والحسكة ودير الزور بل في أغلب المواجهات التي حدثت بينهما ، فكان التناغم الأمريكي الكردي السوري وتشابك المصالح ، فالأمريكان بحاجة الى قوة تمثلهم على الأرض السورية حتى تدعم موقفهم في المفوضات الروسية الأمريكية في الشأن السوري من أجل مصالح البلدين الإستراتيجية ، والكرد يفتشون على قوة تدعمهم من أجل تحقيق حلمهم الكبير الوطن الكردي وأقل شيء الفدرالية الكردية ولا يوجد قوة في العالم كأمريكا ، ولكن مع تبلور الصورة ووضوحها للجانب التركي من مخاطر تحالف الكرد مع أمريكا جن جنونهم وغيروا كل الخطط وأداروا بوصلتهم مئة وثمانين درجة وأداروا بظهرهم الى دولارات النفط التي يحملها بدو العرب وأخذوا يركضون الى عدوهم اللدود الرئيس بشار الاسد الذي جمعوا له كل قتلت ومجرمي وإرهابي العالم وفتحوا لهم الحدود على مصراعيها مع تسهيل كل السبل التي تجعلهم يقومون بمهمتهم على أفضل ما يمكن وفي مقدمتها تغير نظام حكمه في سوريا ، ولكن رفع العلم الأصفر الذي تتوسطه النجمة الحمراء في الشمال السوري قد هيج الحساسية التركية وأرجعهم الى طبيعتهم التي ترفض أي تواجد حقيقي مستقل للكرد في المنطقة ، فوجهت الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي السني مدافعها وفوهات بنادقها نحو الشعب الكردي السوري المسلم السني المظلوم ، وأصبح قاتل الإرهاب ومدمره إرهابي يجب أن يقتل لأنه أراد أن يحقق حلمه في الحياة وهذا يتم تحت أنظار وتأييد حليفهم الأقوى وراعي الديمقراطيات وحريات الشعوب في العالم الأمريكان ؟؟؟ ، فهذه التجربة القاسية للشعب الكردي في سورية يجب أن يدرسها ويفكر فيها البرزاني الف مرة ، لأن الذي يدعمه ويتحالف معه نتيجة المصالح المشتركة هو الذي قتل أخوته الكرد في سورية فقط لأنه تخوف نشوء فدرالية كردية لهم هناك مع تخلي حليفهم وحليف البرزاني الأمريكان عنهم بل أييد الموقف التركي ، فهل يعقل أن يترك أردغان وكذلك إيران نشوء دولة كردية مستقلة في شمال العراق
مقالات اخرى للكاتب