آبه أو لسنا على الحق، ما أعظمها من كلمة أطلقها مولانا علي الأكبر مخاطبآ، قائد الثورة الحسينية أبا عبد الله،قال بلى قال لانبالي وقع الموت علينا أم وقعنا عليه،كانت كلمة ذات تأثير في نفس المولى أبا عبد الله ،مما لها من معنى عشق الشهادة كان بين طيات كلام علي الأكبر .
من أبعاد الثورة المعطاء هو خلق روح الاستعداد والتلذذ بالشهادة قبل حينها ،وهذا ما لسمناه من خطاب علي الأكبر،قبل الوصول الى ارض الطف ،حيث كان يرى بالبصيرة، هكذا كان التمهيد للاستعداد لنجاح الثورة،لترويض النفس وكبح كل مافي داخلها.
وعندما قال الحسين علية السلام، لم أرى أصحاب أوفى من أصحابي،ولا أصحاب خير من أصحابي،كانوا يتلذذون بالمنية ويستأنسون بعبق الشهادة، كيف لا وهم بين يدي إبن بنت رسول الله، كانوا يمتلكون الرؤيا الثاقبة والبصيرة التي من الله بها عليهم .
هذا الليل يغيشيكم فاتخذوه جملا،كان الحسين علية السلام يخاطب أصحابه في ليل العاشر من محرم،أن القوم يطلبوني فهذا الليل وأنتم في حل من بيعتي! ، ما كان جواب الأصحاب لو قطعنا وقتلنا ونشرنا الف مرة لما تركناك، هنا النية الصادقة والعهد الذي قطعوه على أنفسهم أن الموت مع الحسين بقاء وخلود، كانوا يمتلكون البصيرة التي سلبت من أعدائهم،حيث كانوا يرون رسول الله وهو ينتظر قدومهم إلى الجنة .
إن لثورة الإمام الحسين عليه السلام أبعاد ربانية، جعلت ممن يؤمن بها يشق طريق الحرية والعيش بروح العز والكرامة، حيث اليوم ترى خدمة الحسين في أحياء ذكراه الخالدة السنوية،يتفننون في خدمة محبي الحسين ،ترجموا ولائهم وحبهم لقائدهم بخدمة موالية.
ما أحوجنا اليوم لتكريس مفاهيم الثورة الحسينية، لتدرس للآجيال في مناهج العلم والتربية،لينهل منها الجميع دون تمييز، لتنير طريق العالم بأسره ليتعلم معنى الحرية والعيش بكرامة .
مقالات اخرى للكاتب