ذهب استاذ كريم الى احد معتمدي السيستاني وسأله عن وجود الله سبحانه وتعالى ، فناقشه ذلك المعتمد وبأسلوب شفاف وراقي ، وفي اليوم الثاني رجع لذلك المعتمد وتناقشا حول احقية نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتوصلا الى نتيجة مقنعة في النقاش العقائدي ، وفي اليوم الثالث ايضا استمرا في النقاش حول احقية امير المؤمنين علي عليه السلام وبقية الائمة عليهم السلام حتى وجود من عدم الامام المهدي عليه السلام . ولكن في اليوم الرابع يبدو ان استاذ كريم المسكين صُدم صدمة اذهلته عندما اراد ان يناقش اجتهاد وأعلمية السيستاني وصحة نسبه لأنه في معرض تصفحه للنت وسؤال البعض من الاصدقاء عن صحة النسب ، واعتقد استاذ كريم ان نقاش المرجع هو اهون من نقاش الاله والنبي والامام في العقيدة الشيعية بل هو ابسط واسهل النقاشات . ولكنه تفاجئ ان معتمد السيستاني اعتبر النقاش في السيستاني خط احمر لا يمكن نقاشه بل على العكس استهجن هكذا سؤال متهما
اياه بسلوكية الافكار .
هذه لمحة قصيرة من مآسينا في عقيدة (آخر وكت) فالإله يناقش والنبي يناقش والامام يناقش وامور فلسفية والفقه المقارن وتقريب المذاهب والحضارات و التاريخ الاسلامي ونقاط الخلاف والالتقاء في مذهب الاسلام ولكن عندما
تصل للسيستاني كل شيء يتغير فالنفوس تثار وسليقة اللسان تختلف ومعالم
الوجوه تتغير ولا نعرف ما السبب ؟
لا اعرف ماذا لو سألنا اين السيستاني وهل صوته ناعم او خشن ؟ وكم مرة زار العتبة العلوية ؟ وما هو نسبه ؟ وكيف يقضي يومه ؟ وما هو اكله وشربه ؟ لربما نحاكم في ظل القضاء المسيس بإمرة المعممين وخصوصا من وكلائه
ومعتمديه خصوصا اذا كان السؤال في كربلاء فاعتقد ان تهمة الاساءة للرموز الدينية حاضرة ومن يدري لربما ثلاثة سنين الحكم لأن القاضي يحكم ويفكر بعقل غيره .
وهذه الحالة التي وصلناها هي جاهلية ورجعية دون شك فعبيد الذوات يثأرون لآلهتهم وهي ادنى مستويات التخلف فلبرما جاهلية الاصنام اهون من جاهلية الاشخاص.
ان هذه المرجعية الاعلامية لا حظ لها من العلم فلا فقه ولا اصول وقد سلم الشعب زمام اموره بجهله جعلوا العراق ابطح من دم .فماذا نفعل غير ان نكتب لعل العاقلين او الفاهمين او الواعين يعون ويدركون حقيقة الامر فليس من المعقول ان المرجع لا يرى لا يتكلم لا يظهر مجرد اسم ومجرد رمز ؟؟ وحتى اننا لا يوجد لدينا مرجع لتحديد المرجع فلا ختم اصلي ولا توقيع ولا صوت كي نطابق ، وعذرا ان نقول ان نطابق فلا شيء نطابقه فكل ما يصدر هو من اذرعه فالفتاوى تصدر بأسم مكتبه والتصريحات تصدر من كربلاء عبر اثنين من الشياطين يتناوبان على منبر لم يصدر منهما الى الان اي شيء يصب في خدمة الصالح العام.
على كل حال لابد من تصحيح المسار المرجعي ولابد ان يكون المرجع من اسهل الاشياء اثباتها في العقيدة الاسلامية والمذهبية الاثني عشرية .
مقالات اخرى للكاتب