احدهم وما اتعسهم واكثرهم في زمن الأنحطاط الطائفي القومي , يرى التاريخ مقلوباً ويتوهمه بلا تاريخ , ثم يرسم في مخيلته كيان له مقلوباً ايضاً , يتطفل على عراقة المكونات العراقية, مستثقف كردي معطوباً بـ (ش) شوفينية و وهم التوسع الأستيطاني, بجهالة مضحكة, يرى شينات الجنوب والوسط , عورة يعاب عليها كما يعاب على القمر ليلته المقمرة .
انا المواطن , ش ش ش حسن حاتم المذكور , شروگي شيوعي وشيعي , ثلاثية اكملت نسيج هويتي واناي وجينات شخصيتي كأي مواطن عراقي من الجنوب والوسط او جغرافية اخرى ما بين النهرين (ميزوبوتاميا) العراق راهناً .
مؤرخ كردي!! كما هو المؤرخ خير اللـه طلفاح, عندما اكتشف, ان الأكراد هم عرب الجبال, يحاول هذا الوجه الآخر للتخريف البعثي ان يثبت, ان عراقيي الجنوب والوسط , هم اكراد الأهوار وغابات النخيل, ومن غير الكرد هناك, هم "شروگية اكلة الخريط" ولا غرابة ان يستقرد هذا المستثقف على هامش الثقافة الوطنية العراقية, انها (ش) الشوفينية التي لا بيئة لها في التاريخ الحضاري لعراقيي الجنوب والوسط, كما يستقرد الآن سياسيي احزابه على مكونات عراقية اصيلة خذلها القدر فوضع جغرافيتها على حافة اخطار شوفينية التمدد الكردي .
ولدت شروگي, اكتملت شخصيتي شيوعي في بيئة شيعة الأمام علي (ع) تلك الشينات سكبتني بذاتي, وعبر كيماء الزمن, تشكلت جينات شخصيتي واخذت طبعها من قيم الأجداد في العدل والمساواة والتعايش السلمي والبناء الحضاري, اقول لمزوري التاريخ في ورشة الرعب, عليكم ان تتجاوزوا الوهم والجهالة والأنغلاق, ثم تتفهموا ما تعنيه الشروگية والشيوعية والتشيع قبل ان تمدوا ارجل كيانكم خارج الغطاء, حيث جغرافية الأمة العراقية .
ــــ (ش) الشروكية: الشروگية تعني احفاد السومريين سكان العراق الأصليين, ومشيدي الحضارة السومرية, وتعني كذلك, الأصالة والعراقة, وان الأرض التي يقفون عليها, تحمل في احشائها التراث التاريخي والثوابت (الأثار) الحضارية, لما بين النهرين (ميزوبوتاميا) كانت الرأس الذي يحتوي العقل (الدماغ) من جسد المنطقة, فالعراق التاريخي هو عراق مكونات حضارية ضاربة الجذور في الأرض, ما اجمله كان الجنوب بيهوده وصابئته المندائيين ومسيحيه, مكونات الأرض, منهم تشكل الوجه البهي لعراق ما بين النهرين, انهم لم يأتوا نازحون من جاهلية الصحراء او مخلفات جلبتها ثم تركتها امواج المد العثماني, ولا زال اكثر من 80% من التاريخ الحضاري للشروگية والمعدان واشقائهم وشركائهم في الأرض والتاريخ والمشتركات الحضارية, ينطق من تحت اقدامهم, ارث خالد لحضارة القصب والطين الحري, انهم الأب الحضاري لما نهض بعدهم, حيث اشار عالم الأثار النرويجي الشهير هايردال المتوفي في نيسان عام 2002 في كتابه "دجلة والبحث عن البداية" ما نصه : "لقد عشت مع اناس بدائيين في بولينزا وامريكا وافريقيا, لكن عرب الأهوار ليسوا بدائيين بأي صورة من الصور, انهم متحضرون ولكن بطريقة تختلف عنا, ليس لديهم تكنولوجيا التحكم من بعد, لكنهم اختاروا اقصر طرق المتعة ومن مصادرها مباشرة, وقد اثبتت حضارتهم انها قابلة للحياة والأستمرار, فيما انهارت الحضارات الأشورية واليونانية والفارسية بعد ان وصلت الى قمة ازدهارها". (1)
هل سيستوعب الأمر مدمني الوهم والتخريف القومي, ويسحبوا ذيول طموحاتهم التوسعية على حساب الحقيقة الحضارية للأمة العراقية...؟؟؟ .
ــــ (ش) الشيوعية : نعم انتميت الى الحزب الشيوعي العراق منذ بداية 1958 وحتى عام 1974 , كانت شيوعية تلك المرحلة وذاك الجيل بيئة مثالية للوطنية والقيم المعرفية كما انها بيئة للصدق والأيثار والتحدي والتضحية والمباديء, كان جيلاً ترك ارث وطني انساني وثقافة عراقية ناصعة الوجدان, ورغم الأنحرافات والأخفاقات والأنكسارات, ظل المشروع الوطني لجيل تلك المرحلة راسخاً في الذاكرة العراقية, هنا لا اعني اطلاقاً زنابير كورة (مؤسسة المدى) لصاحبها المقاول فخري كريم زنگنه ولا اعني ثوريي فنادق بزارات اربيل ومن تركوا بصماتهم (توقيعات الأستلام) في دفاتر مكرمات حكومة الأقليم, انها كيانات لا جذور لها تربطها بالتاريخ النضالي لذلك الجيل الرائع, انهم شيوعيون بلا شيوعية , او انهم وفي افضل الحالات, يمثلون شيوعية ما بعد القيم والمباديء, شيوعية اليوم, فقدت عافيتها ومعنوياتها وريش اجنحتها, شيوعية متهمة بوضع تاريخ غيرها في مزادات الترقب السلبي, كل ذلك لا يمنعني من تأكيد انتمائي الوطني والفكري والسياسي والثقافي لشيوعية ذلك الجيل الشيوعي والأرث الذي تبلور مشروعاً وطنياً لثورة 14 / تموز / 1958, كما أؤكد بوضوح, ان اغلب ما امتلكه من داخل شخصيتي (واحرص ان يبقى ايجابياً) كان منهم ولهم , انهم ارث وطني .
ــــ (ش) التشيع : عام 1969 كنت طالباً في براغ (عاصمة الجيك) , البروفسور (.....) مدرس اللغة الجيكية للأجانب, وكان قنصلاً في السفارة الجيكية في بغداد والقاهرة سألني :
ـــ اانت من الجنوب العراقي ... ؟؟؟
ـــ نعم .. اجبته
ـــ هل تعرف الأمام علي ابن ابي طالب ... ؟؟؟؟
ــــ نعم
ــــ هل قرأت له , نهج البلاغة مثلاً ... ؟؟؟
ـــ التزمت الصمت.. ثم قال
عليكم ان تتعرفوا على تاريخكم وتدرسوا ما قاله وكتبه امامكم وما نقل عنه , بعدها لا تحتاجون البحث عن الأشتراكية وحتى الشيوعية عندنا .
مهما كانت علمانيتي , لا يمكنني الا ان اتوقف امام عتبة الأرث المعرفي اللأمام علي (ع) , كان امام العدل والحكمة والعلم , وهو الذي قال قبل (1400) عام وما هو مدهش لعالم اليوم "ان الناس , اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" (المواطنة) , عمق انساني لروح التسامح والحكمة والتواضع والمساواة, فكيف لا اعتز واحترم اهلي في الجنوب والوسط وهم شيعة امير المؤمنيين علي, ومن ايمانهم به وبائمتهم شهداء الحق والعدل والأرض والأنسان, اصبحوا بهذا المستوى الرفيع في التسامح والصدق والمحبة ورغبة التعايش مع الأخر وقبوله شريكاً على ارضهم وفي ثرواتهم .
قناعتي وبأستثناء مافي قلوب الملايين من فقراء ومستضعفي الجنوب والوسط, وما هو مُختزن في ضمائرهم حباً لأهل البيت, فلا توجد في العراق شيعة لعلي من خارجهم, ما يطفو على سطح الطائفة من مدعين, ليس اكثر من مجاميع واحزاب ومليشيات مستشيعة, امتهنت اللصوصية والأرتزاق وتهريب ثروات المواطنيين والشحيح من ارزاقهم, سلوك الخذلان للذات والآخر, فبركة الأدعاءات والأشاعات ومواهب الأحتيال كما التجهيل والأستغفال, هذا كل ما قدموه للشعب والوطن الذي يدعون الأنتماء اليه, ومن جوع شيعة امير المؤمنين علي, انتفخت كروش ارصدتهم عبر مساومات مفجعة على حساب حاضر ومستقبل العراق حتى جعلوا من الوطن مستعمرة كردية, انهم شيعة العملة الصعبة, يوهمون ضحاياهم, ان فسادهم في الدنيا , مغفوراً لهم في الآخرة !!! .
ردة فعل على اثر مقالة لي بعنوان "الأيزيديين قومية مستقلة" وصلتني ردة افعال محشوة بالبذاءات المخجلة .
1 ـــ مقالة بعنوان "ش ش ش حسن حاتم المذكور" اتهمني فيها احد مداحي رموز واصنام القوميه, بأني " شروگي من اكلة الخريط" .
3 ـــ رسالة على الأميل بمضمون "نمنع عليك دخول كردستان, ولا تنسى اننا نستطيع دخول المانيا لنقطع لسانك " .
اسفي للشعب الكردي, الوجه الآخر للمعاناة العراقية, لقد فككت مجتمعه السوي شوفينية الحزب القائد, واعادت تركيبه مهروساً بالأحقاد والكراهية والثارات وخرافة امبراطورية التوسع الأستيطاني .
(1)عن مقالة للكاتب والأعلامي نوري علي, رئيس تحرير موقع الأخبار
مقالات اخرى للكاتب