العراق تايمز:
نشرت صفحة انقدوا اطباء العراق على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك موضوعا حول تعرض سبعة اطباء للاعتقال والحجز من قبل الشرطة بعد ان تم الاعتداء عليهم من قبل اشخاص متنفذين في المحافظة. وفيما يلي خلاصة الموضوع:
هذا ما يحدث عندما تسود لغة العشيرة على القانون، اليكم تفاصيل الحدث غير المسبوق في التاريخ الحديث..
مساء يوم الخميس وعند تواجد الأطباء في دار سكنهم في مستشفى الحسين التعليمي لاحظ احد الاطباء حركة مريبة لاحد الاشخاص ذهابا وايابا للدار... وخوفا على حياة الأطباء، طلب منه مغادرة الدار لكونه ليس لديه عمل رسمي او احد ساكنيه،
رد عليه بالحرف الواحد:(انت شنو حتى تمنعني)؟
قام هذا الشخص باتصال هاتفي وعاد ليستمر بالتعدي والتجاوز .. وسط محاولة الطبيب وبقية زملائه ببيان ان هذا المكان له حرمة البيت ... ولكن بدون فائدة!
بعد دقائق معدودة توقفت سيارة ذات دفع رباعي مقابل الدار مباشرة... وبصورة مشابهة للافلام الاكشن بصوت مكابحها التي غلبت صوت النقاش .. ترجل منها شخص ضخم الجثة مندفعا نحو الأطباء وكأن احدهم قتل قتيلا من اهله.... قائلا :كلي منو يندك بيك راوينيا اله اكسرلك رجله!
تسائل الجميع عن هويته ومن يكون اجابهم: (ولكم تعرفوني منو اني؟؟؟ تعرفون ابن منو؟؟؟ ... مدعيا انتمائه لاحد العشائر المتنفذة في المحافظة.... بعد لا توصلون لباب المستشفى... الى اخره من الكلام البذيء والتهديد والوعيد .. ثم تطور الى ضرب احد الاطباء ودفع اخر!! )
استمر هذا الحال لاكثر من نصف ساعة دون وصول اي فرد من حماية المستشفى مما دفع احد الاطباء للذهاب للباب الرئيسي للمستشفى للاستغاثة بشرطي وحيد اجرى اتصالا هاتفيا لطلب الدعم الذي طال وصوله.. أخذ المعتديان الى مركز الشرطة داخل المستشفى..
وهنا تبدأ القصة
بعد دقائق معدودة توافد الوسطاء للافراج عنهم اذ كان من بينهم عضو مجلس نواب! اصر الأطباء على موقفهم وحقهم في محاسبة المعتدين.. فشلت محاولات اطلاق المعتدين وتقرر ارسال المعتدين إلى نجدة المثنى لتقديم شكوى.
*لكن الاتصالات والترتيبات كانت اسرع ...
فور دخولهم للنقيب الذي رسمت على وجهه ملامح الغضب منهم قال: بلة سبع أطباء جايين وعايفين المستشفى فارغة ؟؟ جيبوا هوياتكم.... بس راح تتعبون هواي.. تم تسجيل الموقف وتحويلهم إلى مركز الشرطة الرئيسي لغرض تكملة الإجراءات.
*هنا تبينت الكارثة *
الكتاب المرسل تم تغييره .. فبدل ان يكون اعتداء على أطباء في المستشفى كان العنوان (مشاجرة بين طرفين !) .. للتوضيح بموجب هذه الصياغة يحق للطرفين رفع شكوى ضد الاخر وحبسه... تحول الضحية إلى معتدي والمعتدي إلى ضحية.
استغرب الأطباء هذه الصيغة لكون الاعتداء حصل أثناء دوامهم الرسمي وفي عقر دارهم وطلبوا تعديل تعديل العنوان... الا ان الذريعة كانت ان الكتاب قد صدر ولا يجوز تعديله... وعند سؤالهم عن قانون حماية الأطباء الذي صدر من مجلس الوزراء قبل فترة كانت الاجابة ::: ذاكيا مشمور يسمع صوتكم.!!
استمر تدافع المتنفذين من بينهم مدير المستشفى !. محاولين تخويف الأطباء بالحبس بموجب هذا الكتاب اذا لم يتنازلوا عن الشكوى... رفض الأطباء التهديد والتنازل... تحقق الوعيد ..تم زج سبعة أطباء إلى زنزانة بعرض متر ونصف ملئت ارضها الاوساخ وساد فيها الظلام... مجاورة لزنزانة محكومين بتهم ارهاب وقتل!!
استمر الحال لمدة ساعتين بعدها فتحت باب الزنانة ودخل مدير المستشفى قائلا:ها هسة شكلتوا !!
استنكر الأطباء موقف مديرهم الذي كان واجبه الوقوف إلى جانبهم.. بعدها انسحب قائلا : انتوا اتحملوهة بعد.. واغلقت باب الزنزانة .. تم الإفراج عن المعتدين بكفالة! وبقى الأطباء في السجن !!
ولولا حضور باقي الأطباء لكفالة زملائهم لظلوا في السجن حتى يوم المحاكمة وسط سكوت حكومي .. سيحال كلا الطرفين (المتهمين) للقضاء.