بعث لي احد الأصدقاء رسالة يستحثني فيها على الكتابة ضد التخاريف الدينية والدجل والشعوذة المنتشرة في مجتمعنا العراقي بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام ولأني لا اعرف عن الموضوع شيء باعتباري بعيد كل البعد عن هكذا موضوع اضطررت لمتابعة برنامج نصحني به الأصدقاء يختص بهكذا أمور يقدمه شخص يدعى أبو علي الشيباني اسمه دروب الرجاء وهالني ما سمعت وشاهدت من كمية الهراء الذي يسوقه الشيباني في برنامجه وتعجبت من العقلية التافهة التي تستمع لهذا الهراء فتذكرت قصة ( الحكيم توما ) الموجودة في بطون التاريخ العربي والتي تتلخص بان توما كان الابن الوحيد لطبيب مسيحي عاش في القرن الثامن الهجري وبعد أن مات أبوه ورث كتبه الطبية وبدأ بدراساتها في محاولة منه لتقليد والده ليصبح طبيبا وبما غن الرجل كان جاهلا أحمقا وبما أن دراسة الطب تحتاج إلى معلم فأصبح طبيبا جاهلا غبيا مات نتيجة طبه خلق كثير فقد كان يقرأ في الكتب ( في الحبة السوداء شفاء من كل داء ) فقرأها ( في الحية السوداء شفاء لكل داء ) فأين الحبة من الحية . وهو هنا يشبه الفكر السلفي الذي يتعلمه الناس من الكتب فقط بدون معلم والتي تكون نتيجته التطرف و ( طيحان الحظ ) وتكفير عباد الله غالبا .
قال حمار الحكيم توما :
( لو أنصفوني لكنت أركبُ لأني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركبُ ) .
الشيباني يهذي بطريقة تنطلي على العوام وعلى البسطاء ومحدودي الإدراك والحمقى , والهذيان في اللغة هو التكلم بغير تفكير فهذى يهذي , هذيا , وهذيانا تعني تكلم بغير معقول أو مفهوم لمرض أو غيره ولم أسمع أحد يهذي مثل الشيباني . والشيباني هنا يعتمد الدين والمذهب والإمام المهدي لمخاطبة عقول البسطاء وما أكثرهم لذلك صار له مريدين كثيرين ومتناسيا القول المأثور للشافعي ( لأن أتكسب من الرقص , خير لي أن أتكسب من الدين ) .
لا يعرف أحد الاسم الصريح لأبو علي الشيباني رغم إنه يدعي انه الناطق باسم الإمام المهدي ( ع )وإنه المنادي من على أسوار دمشق ( في الحقيقة لا اعرف معنى ذلك ) وأن لديه وكالة من السيدة زينب وأنه مسدد من أهل البيت وهنا نتساءل ممن تخاف وتضطر أن تخفي اسمك وأنت مسدد من الله ومن أوليائه .
الرجل يبدأ برنامجه باللعن والسب والشتم بطريقة ساذجة مقيتة متناسيا أن فقه الإمام الصادق (ع ) الذي يَدَعي زورا الانتساب له يحرم لعن الأشخاص ويبيح لعن الأفعال .
لم أرى أو أسمع ( لكلكة ) مثل لكلكة الشيباني لإيران ووليها الفقيه ولحزب الله في لبنان وقيادته المتمثلة بالسيد حسن نصر الله رغم انه يردد أنه يتمنى لقائهم أو أن يسمعوه لأنه حسب أدعائه أقوى من كل أجهزة مخابرات العالم لأنه يرى ما لا يراه الناس وأنه يرى ما موجود خلف الجدار وإنه يجلس فوق الجبل ويتفرج على الذي يحدث في الأرض .
يدعو أبو علي الشيباني إلى القتال والحرب على دول الخليج ويدعو إلى الشهادة في سبيل ذلك وهو جالس في بيروت ( يكرف فلوس ) عن طريق الضحك على الذقون بمسميات المتممات العلاجية , فإذا كانت حرب دول الخليج جهادا لماذا لا يأتي بنفسه لمقاتلتهم أو لماذا لا يقاتل مع الحوثيين في اليمن وهم يصدون اعتى هجمة سعودية على الأرض اليمنية والطائرات السعودية تحرق الجميع في اليمن وهو يقول إن الحوثيون سينتصرون فكيف ينتصرون وأنت وأمثالك تتفرجون عليهم وهم يُذبحون بشكل يومي دون أن تهتز لكم قصبة . لا بل تعدى غباء الرجل وهذيانه إلى الطلب بطرد كل المنظمات التي تساعد الناس في اليمن وسوريا مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر بدعوى إن كل كوادرها هم من ضباط المخابرات لدول أجنبية يعني ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) . ومن هذيانه أيضا هي دعوته للحكومة اللبنانية لطرد السوريين اللاجئين من لبنان لأنهم يدعمون الدواعش بالمجمل وإنهم سيبتلعون لبنان مستقبلا .ويدعو جميع المؤمنين للشهادة كذبا فإذا كنت يا سيد أبو علي تؤمن بالشهادة وأجر الشهيد وتدعو لها لماذا لا تأتي للعراق وتقاتل معنا ضمن صفوف الحشد الشعبي المجاهد ضد إرهاب داعش , بل ولماذا لا تدعم الحشد بالأموال التي تستحصلها عن طريق الضحك على ذقون السذج والبسطاء بالدجل والتدليس والكذب والشعوذة . ونستغرب انك دائما تدعو الناس لزيارة الأربعين وتؤكد إنها تعادل سبعين حجة وحجة وأنت قابع في لبنان الصبايا فلماذا لا تأتي لزيارة أبو الأحرار إذا كنت عارفا بقدره وقدر ولده الإمام المهدي ( ع ) .
الرجل يعتمد على نظرية ( حجارة بالظلمة ) يرميها عشوائيا فهو لا يستثني مكان في العالم دون أن يذكر انه سيحدث زلزال فيه أو كارثة تحل بالناس فيه وهو هنا يشبه أجهزة الأمن الوطني العراقية التي تعمد دائما لإرسال برقيات إلى الأجهزة التنفيذية تحذر فيها من هجوم إرهابي وشيك دون أن تستند إلى قاعدة معلوماتية صحيحة فإذا حدث الهجوم الإرهابي القوا باللوم على الأجهزة التنفيذية مدعين أنهم قد حذروا من هكذا هجوم قبل فترة من وقوعه وإذا لم يحدث فلا أحد يحاسبهم , وهذه نظرية بارعة وذكية إلى حد بعيد تتماشى وعقلية مجتمعاتنا الشرقية .
من التصاريح النارية والغبية للشيباني قوله : إن الله لم يجد في كل الكون المواصفات الموجودة في محمد واله لذلك منحهم ولاية الأرض وهو هنا تناسى إن الله هو خالق الخلائق ولا يعجز عن شيء , وهنا الشيباني أراد أن يُعظم من شأن النبي واله وهم عظماء بحق ولكن ليس على حساب الله خالق الخلق . وتصريحات الشيباني أبو علي غريبة وجديدة ولم يستطع احد من قبله إن يقولها فهو حسب قوله لديه إمكانيات تتجاوز علم الأنبياء كلهم والأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم السلام لا بل حتى الملائكة تعجز عن تفعل فعله ونستطيع أن نلخص كلامه بعبارة ( يجيب من الطين ويحط على العجين ) فهو يتحدث بعلم الغيب متناسيا قوله تعالى ( لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت لنفسي من الخير ) .
كل من يخالف أبو علي الشيباني متهم في دينه وعداوته للإمام المهدي ( ع ) وهو ملعون في الدنيا والآخرة حسب النظرية الشيبانية للدين الإسلامي فللرجل قابلية على أن يمحو دول ويسقط حكومات بكلمات يقرأها ليلا وهذا ما لم يتوفر لنبي أو ولي على مر التاريخ . فرغم إن الشيباني لا علاقة له باللغة العربية من بعيد أو قريب فهو يلحن في كل كلمة يقولها ولا يعرف أصول قواعد اللغة العربية فيرفع المنصوب وينصب المرفوع عندما يقرأ القران والأدهى والأمر انه يفسر الآيات كما يشتهي وكما يهوى ويستخدم الأرقام( أرقام الآيات وأرقام حروف كلمات
القران ) بعمليات حسابية لا علاقة لها بأي علم ليفسر الأحداث ويدعم نظرياته التي لا تعدو أن تكون هذيان أحمق , حيث إن الرياضيات لا تكذب ولكن الأفراد هم الذين يكذبون .
يجب على المسئولين عن ملف الأعلام في المنطقة العربية أن يضعوا حد لهكذا قنوات تبث الهراء والهذيان بين الناس وتبعث ثقافة الجهل والتخلف بين صفوف المجتمعات فالشعب العربي عموما والشعب العراقي خصوصا ( ما ناقص احد يقشمره وفي حكوماته الحمقاء الخير والبركة ) .
مقالات اخرى للكاتب