العراق تايمز بغداد. كتب علي صاحب شربه: ــ لم تجد حكومة محمد رضا السيستاني المدعومة بريطانيا التي يرأسها نوري المالكي، طريقا لإنقاذ نفسها من مستنقع التظاهرات والإعتصامات التي تشهدها عدد من المحافظات العراقية، إلا وسلكته لإنقاذ نفسها من هاوية السقوط التي تتجه لها بسرعة كبيرة.
ومع الفشل المتواصل لكل المبعوثين والوسطاء الذين أرسلهم المالكي، وتحركات نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ــ صهر السيستاني ــ المكلف من قبل بريطانيا لإنقاذ المالكي وحكومة صهره من السقوط، لجأ المالكي للمأجورين من بعض شيوخ عشائر عراقية من وسط وجنوب العراق ليكونوا طوق النجاة الأخيرة الذي يمكن أن ينقذه وحكومته من السقوط السريع، حيث قامت قيادات في حزب الدعوة البريطاني بأقناع العديد من رؤساء العشائر ووجهاء وسط وجنوب العراق بالتحرك منفردين أو مجتمعين للقاء نظرائهم في المحافظات والمدن التي تشهد تظاهرات معارضة للمالكي، وأقناعهم بالتراجع عن مطالبهم بإسقاط حكومة محمد رضا السيستاني البريطانية.
وقال رئيس عشائر الباقريين في الفلوجة الشيخ محمد البجاري "استقبلنا وفداً عشائرياً يضم عدداً من شيوخ عشائر بغداد وبعض المدن الجنوبية للوقوف على الأوضاع في المدينة". واضاف أن "الوفد فوجئ بالاوضاع، بعدما كانت الحكومة رسمت له تصورات بأن الفلوجة سقطت في يد تنظيم القاعدة ويسيطر عليها المسلحون".
وأكد اعضاء الوفد الذي ضم ايضا ممثلين عن منظمات مجتمع مدني عن ارتياحهم إلى الوضع الامني، واوضح ان "الوفد طلب من شيوخ العشائر ورجال الدين تقليل التظاهرات، مؤكدين ان الحكومة تعمل على تنفيذ مطالبنا، ولكن شيوخ ووجهاء الفلوجة ابلغوا الوفد ان زيارتهم عزيزة على قلوب اهالي الانبار جميعا، ولكن حركة الاحتجاجات ستستمر حتى تلبية كل المطالب من دون انتقائية".
ومن المزمع أن يتوجه خلال اليومين المقبلين وفد من شيوخ عشائر محافظة كربلاء الى الانبار للقاء ممثلين عن المتظاهرين وحثهم على ضرورة تقليل مطالبهم والإكتفاء بالمطالب الخدماتية والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ بعض المطالب الدستورية.
وقد رفضت اللجنة المشرفة على المظاهرات مؤخرا لقاء رئيس اللجنة الوزارية المكلفة النظر في مطالب المتظاهرين حسين الشهرستاني الذي كان مقرراً أن يزور محافظة نينوى للاستماع إلى المطالب، فيما اعلن الشهرستاني أنه عدل عن زيارته بسبب سوء الاحوال الجوية.
وقال بيان أصدرته اللجنة المشرفة على التظاهرات في نينوى رفضهم "مقابلة الوفد الوزاري القادم من بغداد إلى الموصل للنظر في طلبات المتظاهرين". وأضاف أن "هذه اللجنة التقت متظاهري الأنبار وسامراء منذ أيام ولم تحقق نجاحات". واتهمها بـ"التسويف والمماطلة لكسب الوقت". وأكد البيان أن "اللجنة الوزارية ليست لديها الصلاحيات والحلول كي تفاوض المتظاهرين".