Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حقبة البعث السوداء في العراق
الجمعة, شباط 6, 2015
طه رشيد


ايام قلائل وتحل علينا الذكرى 52 لاول انقلاب فاشي حدث، لا في العراق فحسب، بل بالمنطقة باسرها، وتحديدا الذي وقع في بغداد يوم 8 شباط (14 رمضان )  عام 1963. هذه الذكرى التي تثير في نفسي جوابا متفردا لسؤال وحيد لماذا أكره حقبة البعث؟
حين حدث الانقلاب كان عمري لا يتجاوز  12 عاما وكنت حينها في الصف السادس الابتدائي في مدرسة ديالى الابتدائية للبنين في شارع خليل باشا بمدينة بعقوبة ..كانا والدي اميين ولا علاقة لهما بالسياسة البتة، ولكن هذا لم يمنع من أن أرى في عينيهما حزنا شفيفا على مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم .وأكثر ما الامهما هو الأقدام على قتله في منتصف شهر رمضان ويقال بانه كان صائما هو ورفاقه الذين استشهدوا معه !
كان يدخل علينا، قبل الانقلاب، معلم الحساب الاستاد إبراهيم حسون (أطال الله في عمره إن كان حيا ) بابتسامته العريضة وبطريقتة المحببة لتعليمنا درس الحساب، وكنا نسعى معه في الدرس حبا به لأنه، كان يبدو لنا مثل أخ محب لاخوته الصغار . ما هي أيام قليلة حتى جاءنا أستاذ جديد ، لأن أستاذ إبراهيم داهمه الحرس القومي واعتقل وهو يتناول السحور مع عائلته، ولم يستطع هذا الاستاذ الجديد أن يقيم معنا نفس الاصرة ولا يمتلك موهبة استاذ ابراهيم فتردى مستوانا كثيرا في الحساب ولم ننجح في البكالوريا إلا بالكاد، وكان أكثر التلاميذ فينا شطارة هو الشهيد داود محمد شريف (اغتيل قبل سنوات ابان التصفيات الطائفية قبيل سنوات بعد أن أصبح مديرا عاما بعد السقوط ) لم يحصل على اكثر من ستين درجة !
كانت تلك اول فترة سوداء لحقبة البعث حيث حولوا الوطن إلى سجن كبير ..بينما كان بعض ابناء عمومتي مدججون بالسلاح كان أبي يقول لأبيهم وهما يتسامران في بيتنا المتواضع على أطراف مدينة بعقوبة ( لا اتسولف ..اولادك عار ..قل كلب ولا تقل بعثي ) ولم يأت تقييم والدي للبعثيين انذاك من اسس سياسية بل لانه كان يرى ويسمع الاعتداءات على اعراض الناس والاعدامات على الشبهات والتعذيب في المدارس وفي مراكز الشرطة والمعتقلات.
 جاءت الفترة الثانية الأكثر سوادا في نهاية السبعينيات وكبرنا في الوعي مع النخل  والبرتقال وجاءت حقبة اخرى لكتابة التقارير والاستدعاء والتوقيف، وتعذيب وسجن مئات الالاف من خيرة أبنائنا من شيوعيين ويساريين وديمقراطيين، فاضطر البعض للاختفاء أو الهرب إلى كردستان للالتحاق بفصائل الأنصار - البيشمركة أو السفر إلى خارج العراق للحفاظ على حياتهم. وفي منتصف 1979 عقد مؤتمر رابطة الكتاب والصحفيين الديمقراطيين العراقيين في بيروت حيث تم إحصاء أكثر من 750 كاتب وصحفي وشاعر وفنان كانوا قد تركوا العراق قسرا،حين كان عدد نفوسه لا يتجاوز 15 مليون. وتأتيك الأخبار بما لا يسر..دخل اخوك المستشفى، يعني اعتقل. صديقك فلان بلع " الحباية " وتماثل للشفاء، وهذا يعني أنه تم إطلاق سراحه وانصاع لأوامر المخابرات وانخرط في حزب السلطة!
وبين هذا وذاك تأتي الأخبار الأكثر حزنا عن أبناء مدينتك واتراب صباك  الذين ترعروا معك في نفس المدينة، تقاسموا معك النهرين ديالى وخريسان، وركضوا معك في بساتين بعقوبة..أي حزن ينبعث مع تلك الأخبار . رفيق صباك ماجد هاشم الياسين اعتقلته المخابرات التركية بعد دخوله الى تركيا قادما من كردستان وسلمته للمخابرات العراقية وتم إعدامه على الفور . رفاقك عدنان الحداد وكامل كلاز ومصطفى الديو لاعب منتخب ديالى اعدموا! عرفتم لم أكره حقبة البعث؟!  صدام دخل الحرب الأولى مع إيران وحربه مع الشعب مستعرة. شاعر بعقوبة العذب لوركا العراق المعلم والمثقف  خليل المعاضيدي كان وجوده يشكل خطرا عليهم فاعدموه دون سبب موجب ، بينما صديقه وتوأمه الكاتب ياسين ابو ظفارفقد كان زبونا دائميا لمديرية امن ديالى ولم يشبع عندهم الا من الكهرباء التي كانت تلسعه كل يوم في أطراف مختلفة من جسده !
لابد أن أشير إلى اصدقائي البعثيين النجباء (ونحن نتحدث عن شهداء حقبة البعث ) الذين غدرت بهم قيادة حزبهم : إسماعيل النجار وماجد السامرائي. 
هؤلاء أصدقائي الشخصيين في بعقوبة الذين اعدمهم البعث الحاكم آنذاك ..وبما اني أتحدث عن الأصدقاء فمن الممكن أن أضيف لهم أقرب الناس إلى قلبي ايام دراسة الفنون الجميلة في بغداد ..الشهيد المصور قيس ..الفنان دريد إبراهيم. المسرحي حسن حنيص . الفنان كاظم محمد علي الكرادي
كل هؤلاء لم يكن في جيوبهم رصاصة واحدة. كان كل ما يحملوه هو خزين من كلمات ومواقف . 

تبا لها من حقبة سوداء!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45447
Total : 101