Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قل ولا تقل
السبت, شباط 6, 2016
اسماعيل شاكر الرفاعي


هذه مهمة انفق اللغويون شطراً عظيماً من حياتهم دون ان يتمكنوا من انجازها، فماتوا وفي قلب كل واحد منهم (حسرة من حتى)، وسبب فشلها كامن في منهجها الذي يروم تعليب ما لا يعلب : هل يمكن تعليب الهواء وبالأحرى المشاعر؟ قد يتم الأستشهاد بتكنولوجيا الصورة والفيديو. الا ان هذه التكنولوجيا تستنسخ اشكال المادة ولا تتوغل الى المناطق الحساسة الملتهبة بالذكرى . فيما يظل الفيلم قاصراً عن تأدية هذه المهمة، وقصوره الشنيع واضح في انتقائيته واختياره لمقطع من حياة شخص أو مجموعة بشرية ما، في الوقت الذي يغلف الأعتباط كل شيء في حياتنا من مواقفنا المرتبكة الى مشاعرنا المتضاربة : نحن لا نتمكن من اختيار مشاعرنا، ولا قدرة لنا على التحكم بمنطقية وعقلانية تسلل أحداثها، والقصة التي تنتظم ثيمة الفيلم من مبتدئه الى منتهاه تقوم بالضبط على التسلسل الزمني الذي تكذبه الحياة اليومية للناس منطقه  . مات الدكتور مصطفى جواد، وظل تمثاله شاهداً على باحث وفقيه لغوي كبير حاول تعليب ما لا يعلب عبر محاولة تصحيح ما لا يصحح . (كان تشريحه لهفوات الكتاب اللغوية يمر من موشور العودة الى شواهد لغوية، أي الى أصل قديم محفوظ في بطون الكتب الموروثة) فيما تظل اللغة في عناق أبدي مع الحياة، ويظل صوتها هو صوت الحياة بكل ما تضم الحياة من صراعات وتناقضات ومفاهيم جمالية، وما يفيض عن هذه الصراعات من مواقف ومشاعر واحاسيس: الميدان الأثير للغة العالمية التي لم تعد فصاحتها تحتكر اجناس الأدب، بعد ان خرج علينا صوت قصيدة اللغة المحكية التي شنّف لها السمع جمهور عريض يربوا بآلاف المرات على جمهور القصيدة العالمية  لما تحتويه النماذج العالية منها على مشاعر واحاسيس لا تقل في دهشتها وصدمتها اللغوية عما حوته النماذج الباذخة من موروث اللغة ومن حديثها ومعاصرها . هل تفرض علينا هذه الحالة التساؤل عن كنه الأزمة التي شطرت لغتنا وباعدت بين الشطرين، أم ان هذا التساؤل هو فرع من التساؤل الكبير عن سبب تعثر رؤيتنا للحياة ولدورنا الحقيقي فيها ؟ هل يمكن العثور على جواب لهذه الأزدواجية اللغوية بين الحكي في تعاملاتنا اليومية وحكينا حن نفكر ونكتب؟ أم يظل الجواب معلقاً في ضمير الغيب، حتى نتمكن من تصحيح أو تعديل أو تكييف رؤيتنا للحياة ولما رسمناه من دور ووظيفة لنا فيها؟ وليس في هذا الذي أقوله تمجيداً لفرع على حساب أصل، ولا رفعاً من شأن اليومي: الطارئ والزائل على حساب التاريخي، فلقد أثبتت اللغة العربية قدرتها على البقاء من خلال استجابتها الحيوية لمنطق الحياة الذي ينطوي على التغير وعلى الولادة والموت، باستضافتها للظواهر الجديدة في الاقتصاد والثقافة والاجتماع والسياسة، عبر ما نحتته من لفظ أو تعبير معادل لها، فيما تساقطت تباعاً من شجرة اللغة الخضراء تلك المفردات  التي لم يعد لدلالاتها معادل في الحياة اليومية للناس فماتت وشيعها بهدوء ايقاع الحياة .

لم لا تفهم ما يقال؟
حجة هؤلاء الذين يتمسكون بأذيال الغموض صدىً وليست استلهاماً لما أجاب به الشاعر  العباسي الكبير ابو تمام على من سأله : لماذا تقول ما لا يفهم من الشعر؟ فأجابه الشاعر بكل الكبرياء الأرستقراطي الذي يحلم به  : ولماذا لا تفهم ما يقال؟ الصدى محاكاة وتكرار بالمعنى الذي يحمله مطلع معلقة عنترة العبسي : هل غادر الشعراء من متردم، فيما يتضمن استلهام الماضي بالضرورة تجاوزه، وزحزحة ثقل حضوره، واعادة تركيبه كما فعلت الحياة مع اللغة أو باللغة . ويبدو ان هذا العراك الخفي بين رموز اللغة العالمية وبين لغة الناس اليومية أالمتداولة قديم يمكن التاريخ له منذ ذلك اليوم وربما أقدم منه، وهو يشير شاء من شاء وابى من أبى: الى الصراع الواعي لذاته ( كما تجسده في لحظات تاريخية نادرة الانتفاضات والثورات والاحتجاجات المستمرة) أو الى الصراع العفوي بين : الخواص والعوام كما تجسده هذه الأزدواجية اللغوية بين لغة الخواص العالمية وبين لغة العوام اليومية الدارجة . وانتهى هذا الصراع بانتصار لغة العوام واحتلالها المساحة العريضة في النشاط اليومي، بل واجبار الخواص على استعمالها في طلباتهم واوامرهم ونواهيهم: من طلاب المدارس الى الحكام مروراً برموز اللغة العالمية من فقهائها الى امراء البيان فيها . هل تفسر لنا هذه السيرورة جانباً من جوانب هشاشة المثقف العربي وضعف تأثيره في مسار الأحداث الجارية في العالم العربي: وهي أحداث دموية قاتلة لكل أطراف الصراع؟ لكن من هو المثقف في هذا العماء الذي يلف هذا العالم الذي يقترب حثيثاً من حافة الانتحار الجماعي، ما سماته، وما لون تفكيره وهو ينفصل بمسافات ضوئية عن مستقبليه فيما يكتبه ويحاول تعليبه وتسويقه كمنتج ثقافي؟ هل يمكن لنا تعريف المثقف قبل ان نتمكن من تعريف الثقافة تعريفاً جامعاً مانعاً كما يقول المناطقة، وهل يمكن الوصول الى هذا التعريف الجامع لأطراف الصراع، والرافع لأي نوع من انواع التناقض بينهم؟ لكن قبل الأجابة على هذا السؤال (الذي لا جواب له عندي) هل يمكن وضع سور محدد على هذا التعريف يعزله عن حركة الكون الضاجة من حولنا؟ لكن حتى لو سلمنا بفرضية التوصل الى تعريف، فما المعنى العظيم الذي سيجئ به تعريفنا في عصر الهويات المتحاربة، وفي عصر العولمة؟ تعيد العولمة انتاج الظواهر واعادة انتاجها بايقاع تنتظمه سلسلة من الابتكارات والاختراعات التي لم تعد من الحجم الكبير والوزن الثقيل التي قامت بأرساء أسس : البنى التحتية من مطارات وطرق وموانئ لم تكن موجودة البتة في ما سبق من عصور، فيما يعيد عصر الهويات المتحاربة انتاج نفسه وفق قاعدة : التأويل التي لا تخرج عن فضاء اللغة . اذاً يتكلم طرفا المعادلة ببعديها : المحلي والعالمي لغتان، واحدة تتحكم بها الآلة الطالعة من فضاء العلم واخرى تدور حول المعنى والمبنى لما خلفه السلف من قول . تتمرد لغة الآلة على مكانها الأصلي وتعلو على أسوارها المحلية وترتاد في طيرانها مساحات عالمية واسعة، فيما تنكمش لغة التأويل على نفسها مجترة شواهدها اللغوية في حركة حول الذات، ومن أجل الذات : الذات التي تريد ان تسحق الذوات الأخرى . هل يملك أحدنا قدرة التوصل الى تعريف محدد للثقافة دون ان يضع بحسبانه هذه العقبة التاريخية الكأداء؟ الثقافة العالمية هي ثقافة انتاج مادي زراعي وصناعي وعلى مستوى فضاء اللغة : نقد متواصل للذات ودفاع مستميت عن الحريات : حرية الأفراد وقتالها الشرس ضد كل قوة خارجية تحاول انتاج اعادة استعبادهم، فيما أنتجت ثقافة التأويل قتلاً وسبياً واستعباداً للأنسان . هل يمكن الوصول الى حل للأزدواجية اللغوية، خارج اطار هذا الصراع المحتدم بين الهويات التي اصبحت عالمية وهي تنشط نشاطاً كارثياً في مجال التأويل، وبين ثقافة عالمية انتاجية ونقدية في آن واحد، ونحاول ان نسد هذا الفتق التاريخي العريض بيننا وبينهم برؤية ساذجة : الأستيراد تعويضاً عن انتاج ما نحتاجه، أو بسذاجة أشد نكالاً: ان نكتب لأنفسنا قصائد في مديح الذات (عبر آلية التأويل)... 
أقول، هل يمكن التوصل الى تعريف جامع مانع للثقافة، وبالتالي الوصول الى تعريف للمثقف، ونحن مدججين بالخوف الذي استبطناه جميعاً – نتيجة ثقافتنا التأويلية – والذي يمنعنا من الرد الصحيح على الثقافة العالمية التي تقرع ابوابنا منذ أكثر من قرنين (احتل نابليون مصر عام 1798).


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47137
Total : 101