قالت صحيفة إندبندنت البريطانية في تقرير لها، اليوم الاربعاء، إن العراق أصبح مرتعا للفساد بمختلف أشكاله، مؤكدة أنه من المستحيل إصلاح النظام بواسطة الحكومة القائمة لأن أي محاولة للإصلاح ستضرب الآلية التي تحكم بها.
ووصف مراسل الصحيفة باتريك كوكبيرن، في تقرير مطول ، أحوال العراق بأنها "لصوصية وفساد تحميه الحكومة".
وقال كوكبيرن إن النخبة الجديدة التي يحمي مصالحها الحكم تمارس حياة غامضة وتتخفى وراء متاريس المنطقة الخضراء أو تتجول بشوارع بغداد في قوافل مدرعة، وتبحث عن الثروة.
وأورد المراسل صورا للفساد المالي والقضائي والسياسي وتدهور الخدمات وشلل فعالية مؤسسات الدولة الخدمية بسبب هذا الفساد.
وذكر أن الفساد يعقّد الحياة اليومية للعراقيين ويسممها، خاصة حياة الفقراء. وأوضح أن الأضرار فادحة جراء السرقات بالجملة للمال العام. وأشار إلى أنه ورغم مليارات الدولارات التي تُنفق من خزينة الدولة، فلا يزال هناك نقص في إمدادات الكهرباء والاحتياجات الضرورية الأخرى.
ونسب إلى أحد كبار المهندسين بوزارة الكهرباء واسمه قاسم أن مشكلة الكهرباء في العراق ستستمر عشرين أو ثلاثين سنة قادمة إذا استمرت الأوضاع كما هي.
وأشار إلى أن معظم الأموال المسروقة تذهب خارج البلاد، ويبقى جزء ضئيل بحسابات بالمصارف المحلية أو يتم استثمارها بحذر في العقارات.
وعن الشلل الذي أصاب مؤسسات الدولة، خاصة الخدمية، ذكر التقرير أن أغلب مديري عموم المرافق والمؤسسات الحكومية كانوا قد حصلوا على مناصبهم بالمساومات السياسية وأنهم لا يتمتعون بالخبرة أو التأهيل اللازم للتخطيط لما يجب أن يُنفذ، لذلك فإنهم يختارون عدم فعل أي شيء حتى يتفادون الفصل من الخدمة.