من بين العديد من القضايا التي نعاني منها كمجتمع هي الطاعة .لذا فالطاعة تعني الانصياع والانقياد والخضوع .فقد تختلف الاراء حول ايجابية الطاعة والاتباع او سلبيته ولكل فرد وجهه نظر بالموضوع .حيث تبدا عملية السيطر وفرض الانقياد من الطفولة .حيث ان الفرد العراقي منذ طفولتة تبدا عملية غرس الطاعة في بداياته وذلك من خلال الاسرة. حيث يبدا الاب والام بزرع فكرة الخضوع والطاعة . ويجب اتباع اوامر الاب والام ،لان طاعة الابن للاب والام هي فضيلة الفضائل وقياس مدى صلاح الابن بمدى الطاعة، وسبب سؤء التوفيق هو عدم رضا الوالدين وكذلك التوفيق ببركات رضا الوالدين. كذلك يعمل العرف الاجتماعي على ترسيخ هذا الفكرة كانها السلوك المثالي. والافضل من قبل الابناء تجاه الاباء. ثم تنتقل فكرة الطاعة بين الزوج والزوجة، وعلى الزوجة ان تكون مطيعه. وان يكون كل شي بيد الرجل هو الذي يامر وينهي، وليس من حق زوجتة الاعتراض عليه او مناقشة قراراته او مواقفة داخل البيت وخارجة .لذا عليها فقط الطاعه والاتباع، كذلك سيل الافكار الدينية والاحكام العرفية التي تحث على اهميه ومدى قبول عملها وصلاحها بقدرتها على طاعة زوجها. ثم نتحرك بحياتنا من الوسط الاسري الذي يربي بداخلنا كل صنوف الطاعة والاتباع والخضوع الى المدرسة حيث النظام التعليمي الذي يجعل من الفرد كائن مستهلك غير منتج ليس له سوى الاتباع والحفظ لا التفكير ولا التجديد ولا النقد .ولا يسمح نظامنا التعليمي على المناقشة الحرة والتفكير المستقل. رغم حجم البحوث والدراسات التي تؤكد على وجوب ان يتربى الطفل في بداياتة على الحرية الفكرية والنقاش الحر وعدم حفظ المعلومات على ظهر قلب. لانها معلومات تبقى بلا قيمة وهذا واقع التعليم في العراق وبعض البلدان العربية، من زرع الطاعه العمياء لدى الطلبة والخضوع التام وجعل الطالب عبارة عن عقل مستهلك غير منتج للمعرفة. ليزداد حجم الطاعة والتبعيه من الدراسة الى الواقع العملي وهو الاسؤء من كل المراحل الاخرى حيث نجد انفسنا وسط علاقة الموظف بالمسؤول علاقة طاعة علاقة اتباع غير قابلة للنقاش .واهم علامة تدل على الموظف الجيد هو الخضوع الكامل والذي يسمح له بالتسلسل الوظيفي والتدرج بالعمل .واسؤء موظف وصاحب الحظ العاثر هو المتمرد الذي يثير ولا يجعل علاقتة بالمسؤول علاقة تبعية فقط .ثم ياتي النظام الحاكم وهو الابرز والاكثر تاثيرا والذي يجعل من طاعة المواطن للحكم من بين ابرز الفضائل وما على المواطنين الى اتباع الحاكم لانه ومن خلال مؤسساته الامنية والاعلامية تصوره بانه الافضل والاقدر والاكثرحكمة في وضع الحلول والنهوض بالبلد والتقدم نحو الامان والاستقرار .واي خروج او اعتراض على الحاكم هو تمرد على الحاكم ، واثم لا يغتفر واي تمرد او عدم طاعة للسلطة هو محاولة للتخريب وقلب النظام وتدمير البلد. وقد تتخذ بعض الانظمة صبغه دينية حتى تضفي على سلطتها شرعيه اكثر تاثيرا على الناس وتاتي ببعض وعاظ الدين من اجل اضفاء طابع القداسة عليها.ان عملية الطاعه والاتباع الاعمى هي عملية سحق لذات الانسان ولشخصيتة وجعلة اداة بيدة الحاكم . لذا فان اغلب الانجازات التي حققتها البشرية في تاريخها الطويل هو على يد اولئك الذين رفضوا ان يكونوا مطيعين لاعرافهم ومجتمعاتهم من علماء وفلاسفة وادباء وكتاب وفنانين فان الانسان الذي يعرف قيمة الحياة .يعرف بان الانسان قهر الطبيعه وجعلها ملكا له . من خلال التمرد وعدم الطاعه لكل ما فرض علية منذ طفولتة .فان اولى خطوات التغير تبدا حين يقرر الانسان ان يتمرد على واقعه وبيئتة حتى لو تعرض لكل الوان القهر والنبذ والمحاربة لان اول السيل قطرة وطريقة التغير هي التفكير خارج الانماط التي تحكم المجتمع التي تجعلة مجتمع خامل غير قابل للنهوض والرقي .
ومضة:
الطريقة الصحيحة لفهم العالم هي في التمرد على موقعنا الصغير فيه والجرأة على تغيير مكاننا وتغيير وضعيتنا.“
أحلام مستغانمي
مقالات اخرى للكاتب