سألته عن مستواه الدراسي، فأجاب أنه في السنة الثالثة ثانوي، وأنه قد اجتاز شهادة البكالوريا.
قلت أكيد أنك نجحت. قال بلى، وقد تحصلت على علامة 14/20.
إنه إمام التراويح، شاب في ريعان عمره، رزق الحفظ الجيد، والصوت الحسن، والقراءة العذبة.
استطاع بحفظه لكتاب الله تعالى، أن يعوّض 3 أئمة، ويتصدر التراويح وحده دون مساعدة من أحد، بل جميعهم انصرف، واتّخذ لنفسه سببا لعدم الحضور، حتى لايُفتضح في سوء حفظه، وكسل في همته، وخلوده للأرض.
إن نجاح المرء يتعدى الفرد المعني، وكلما نجح الفرد، أدخل السرور على من حوله، ومن تعامل معه من قريب أو بعيد.
على المرء أن يدرك، أن نجاحه ليس ملكه فقط، بل ملك من يحيطون به، ويتعاملون معه. لذلك لايحق لأحد كان، أن يدخل الحزن على من حوله ومن معه، بالرسوب في الامتحانات، أو السقوط في معترك الحياة، لأن ذلك يؤذي من أنفق عليه، وسهر لأجله، ويسبب الألم للأحباب والجيران والأصحاب، لأنه بالنسبة إليهم، الحلم الذي يجب أن يبقى، والشعاع الذي بفضله يستنيرون به، والأمل الذي يراودهم.
إن الإمام الشاب، المتحصل على شهادة البكالوريا، أدخل السرور بنجاحه على نفسه، وحق له ذلك، فهو أولى بالفرح والسرور، وهاهي عائلته ترفعه وتفرح به، وقد لمست ذلك ، حين زار المسجد، أخوه الأكبر من قالول، ليعلمه بنجاحه، ويخبره أن الأسرة تريده، لتفرح معه، وأكيد سيفرح معه الأحباب والجيران.
ورواد المسجد كلهم، فرحوا بنجاح الإمام الشاب في شهادة البكالوريا، ودعوا له مخلصين بالثبات والنجاح والاستمرار، ووعدوه أن يمدوه بكل أشكال المساعدات، التي يحتاجها في مساره العلمي والقرآني.
إن الحافظ لكتاب الله والحاصل لشهادة البكالوريا، مثالا حسنا للأولياء، في تربية أبناءهم على الحفظ والنجاح، وقدوة للشباب في أن العلو والسؤدد في الحفظ والنجاح. وعلى المجتمع أن يتمسّك بمثل هذه العيّنات، ويقدم لها يد العون، ويحفظها من السقوط في أيدي لاتعرف للنبتة الطيبة قدرا.
هنيئا لك، أيها الشاب الحافظ الناجح، الذي أدخلت السرور على الجميع، فدعا لك الجميع، بما يتمناه ويطلبه الجميع.