المظاهرات السلمية حق مشروع لكل مواطن كفله الدستور، حسب المادة (38)، من الفصل الثاني، ومن عناصر تقدم، وحضارة المجتمع، واحترامه للديمقراطية الممنوحة له من قبل الحكومات، سواء كانت مركزية او محلية .
السؤال هنا لماذا نتظاهر؟ ضد من نتظاهر؟! سيكون الجواب حتما بدون اي تفكير (عمي نتظاهر على حقوقنا، والخدمات المعدومة بالعراق) أو( نتظاهر ضد الحكومة) .
لنسلم ان الحكومة هي من قصرت بتقديم الخدمات على اختلاف انواعها، والبرلمان مقصر جدا في محاسبة الحكومة، مقصر في تأدية احدى اهم مهامه الذي وجد من اجلها، وهي المراقبة، ومحاسبة المقصرين لأسباب المحاصصة، أو الحزبية، أو الاتفاقات السياسية.
لماذا نتظاهر ضد البرلمان؟ الم نكن نحن من اوجده للحياة! انه لضرب من الجنون ان يبني الانسان بيتا ثم يهده بعد اكماله، كذلك نحن من اتينا بالبرلمانيين، وخالفنا كل وصايا العقلاء، وتمسكنا بطائفيتنا، وعرقنا، وانتخبنا المجرب.
المجرب لا يجرب، قالها العقلاء مع ذلك ذهبنا وانتخبنا بل وأعطيناهم اعلى الاصوات لانهم اشتروا ذممنا ببخس الاموال، او الوعود الكاذبة، او المناصب الزائلة.
ثمان سنوات خلت، تخللتها حوادث كثيرة، ولم يخرج احد متظاهرا ضد الحكومة، او حتى على البرلمان باستثناء تلك المظاهرة التي خرجت في بغداد، وبعض المدن الجنوبية، والوسطى للمطالبة بتخفيض رواتب اعضاء الحكومة، والبرلمان، والغاء الرواتب التقاعدية لهم ولأسلافهم التي نرهق الميزانية العامة للبلد، تلك المظاهرة التي قمعتها الحكومة آنذاك بكل مأوتي من قوة ووحشية ناعتين الذين خرجوا بها بالتهمة الجاهزة (انهم بعثية ).
بغداد تغرق مرتين خلال سنتين متتاليتين، هروب السجناء، قلة الخدمات، انعدام البنى التحتية للبلد، فساد مستشري بكل مفاصل الدولة، ما ادى الى سقوط ثلث العراق بأيدي المتطرفين ( داعش الارهاب )، موازنة مفقودة لعام 2014، ميزانية خاوية، ولم يتظاهر احد، ولم يتحرك العرق الوطني، الا لبعض الاشخاص الذين جوبهوا بالضرب والسجن والاعتقال والقتل احيانا.
لنتظاهر اخوتي الكرام، لأنه لا يضيع حق ورائه مطالب، لنتظاهر، ونبعد المتصيدين بالماء العكر، عن ساحاتنا الوطنية .
مقالات اخرى للكاتب