مخرج عراقي من مواليد بغداد,وضع بصمة في عالم الكوميديا,كوميديا هادفة ينتقد فيها قضايا مهمة يعيشها المواطن العربي,كوميديا بطعم المرارة اي "ضحكة ممزوجة بحصرة" لقرب المواضيع التي يركز عليها في اعماله التلفزيونية ,برامجه لم تكن ترفيهية فحسب بل درس لاعادة النظر لسلوكيات الانسان وانفعالاته, ابدع برسم الافكار التي حولها الى صورة مرئية تهدف الى توعية المواطن من حيث ابعادها الاجتماعية والانسانية, فجعل من المواطن بطل الحكاية والمواقف التي كان يصنعها في اكثر من بلدٍ عربي,ومن جانب اخرى وضع نفسه امام تحدي كبير في خوض تجربة درامية سعودية بطابع فكاهي ينتقد فيها مواضيع حساسة جدا كالارهاب التي اصبحت تشكل خطر كبير في الشرق الاوسط, مخرج لا يخشى اللعب بالنار,باختصار انه مخرج الصدمات والسلفيات,المخرج والمنتج اوس الشرقي :
الف مبروك نجاح اعمالك برنامج الصدمة ومسلسل سيلفي ٢ في رمضان ويشرفني ان اكون في حوار الكتروني مع حضرتك:
بخصوص اعمالك التي اثارت مشاعر الجمهور العربي بطرح قضايا اجتماعية من قلب الشارع ولسان حال الواقع العربي، ما الذي استفزك قبل الجمهور لعمل برنامج يحاكي ضمير الفرد واخلاقياته(سلوكياته) برداء كاميرة الخفية؟ من اين جاءت هذه الفكرة ؟
منذ فترة وانا ابحث عن فكرة جديدة تلامس مشاعر الناس ، و تجعلهم يتفاعلون معها ،و ولدت لدي الفكرة بعد مشاهدة برنامج امريكي يحاكي المجتمع الامريكي بمواضيع تخصه ، فقلت لدينا قصصنا ومواضيعنا ويجب ان اصور البرنامج في اكثر من دولة ، لاضيف عليه الطابع العربي ، ولخلق مشاهدة عربية للبرنامج بدلا من المحلية، وعندما بدانا كفريق عمل بالتخطيط ورسم الافكار ازداد شعوري بان النجاح سيكون حليفنا ، ان نسب المشاهدة ستكون مرتفعة ، وبدانا نزيد من الجرعة الانسانية في الافكار ونطورها وفعلا حققت هذه الاهداف.
ما الرسالة التي اردت ان توجهها للشعوب العربية من خلال برنامج الصدمة؟
كانت مجموعة افكار حاولت من خلالها ان اكشف حقيقة ومعدن الشعب العربي ، وكنت صادقا في محاولة كشف اذا ما كان الناس سيتفاعلون ايجابا او سلبا في اي قضية ، وفعلا كان هناك تجاوب ايجابي ومشرف من بعض الناس في كل الدول و كان هناك تغاضي احيانا نتيجة طبيعة الانسان العربي المحافظة ، وقليل جدا جدا من كان موقفهم سلبي وهذا يدل على ان معدن الانسان مهما كان من اي دين او مجتمع او شكل معدنه الطيبة والتعاون والاخلاق.
الا تعتبر برنامج الصدمة بمثابة صفعة ايجابية لنفسية الفرد العربي واعادة الثقة الفكرية والاخلاقية لكينونة المجتمع الشرقي؟
بالتاكيد هو كان صدمة حقيقية ولكنها صدمة ايجابية فكلنا كنا نتصور ان المجتمع بدأ ياخذ طابع الانانية وعدم الاهتمام ولكن اتضح لي وللناس عكس ذلك تماما، فلا تزال هناك الكثير من القلوب الطيبة الشجاعة التي تتصدى بجرأة وبلا تردد لاي خطأ.وصرنا نرى ان النموذج المشرف في مجتمعنا يمثلنا ، وفي كل حالة ايجابية و تدخل ايجابي ، كان هناك من الناس من يقول كنت اتمنى ان اكون مكان هذا الشخص,وهو قبل البرنامج لم يكون يفكر ان يتدخل,البرنامج حث الناس على الاحساس ببعضها عدم السكوت على الخطأ.
رغم اشادى الكثيرين لفكرة الصدمة الا انه لم يخلوا من الانتقادات بحيث اتهم بعض الجمهور البرنامج بالفبركة اضافة الى تحيزك الى اظهار الجانب الايجابي في العراق( اي تجميل الواقع العراقي) ،ما مدى صحة هذه الانتقادات او الاتهامات ان صح التعبير؟!
لا اساس لها من الصحة اطلاقا ، فكل الدول بما فيها العراق كان فيها حالات سلبية ، وكل الدول العربية كان لديها حالات ايجابية وتفاعل بشكل مثير ومباشر وطبعا يختلف نوع التدخل من حادث لحادث او من دولة لدولة او حتى من موقف تمثيلي لاخر،للاسف بعض الاصوات النشاز حاولت دفع الفكرة عن اتجاهها الصحيح و هو فعل الخير و عدم السكوت على الخطأ او الظلم وبدأ البعض يقارن بين الدول و في اي دولة افضل،وطبعا لا يعني ان من يتدخل بالضرب هو الموقف الصحيح، احيانا الاتصال بالشرطة مثلا او قول كلمة هادئة سيكون حلا افضل للمشكلة.
وطبيعي ان يكون في بعض الحلقات مثل هذا التنافس من عند المشاهد، اما نحن كصناع البرنامج فلم ننظر لهذه الامور مطلقا.
ولا يمكن ان نحرك مشاعر الناس والعديد من الناس قالت انها تاثرت بالحلقات ، فلو كانت تمثيل لما تاثرت الناس ، لكنها كانت تصرفات ناس صادقة وحقيقية.
دعنا ننتقل من برنامج الصدمة الذي حمل طابع تربوي وتوعية للضمير والسلوك الاجتماعي الى مسلسل سيلفي الذي اخذ حيز وجدل اعلامي كبير في السنة الماضية لتاتي هذه السنة وتعمل جزء ثاني منه؟
لم اكن لاعمل جزء ثاني الا لاني كنت مطمئنا ان لدي افكار تستحق ان اقدمها بجزء جديد، كلنا كفريق عمل من الفنان ناصر القصبي الى الكاتب خلف الحربي المشرف على ورشة الكتابة وانا ، كان علينا ضغط كبير ،عما اذا كانت الافكار الجديدة ستحقق نفس تاثير الموسم الاول اولا؟ وكان لدينا ثقة، انها ستنجح ، وفعلا والحمد لله تحقق نجاح اكبر مما كنت انا شخصيا اتوقعه.
ما الذي شجعك على عمل جزء ثاني وما المخاوف التي كانت تواجهك خاصة تتناول اخطر قضايا في الشرق الاوسط الدين والتطرف والارهاب والطائفية واللاجئين ...الخ في مجتمع اسلامي متشدد ومحافظ جدا في هذا الوقت بالذات؟
لان هذا الوقت هو احوج وقت لنقول كلمتنا من خلال قناة لها وزنها واهميتها عند المشاهد العربي وهو قناة "ام بي سي" وما شجعني تفاعل الجمهور مع الجزء الاول ، واهتمامهم بهذا النوع من الاعمال التي تحاكي الواقع وتنتقد سلبياته و تصل لخطوط حمراء لم يتطرق لها احد قبلنا وطرح هذه القضايا من خلال نجم كبير كناصر القصبي و كاتب مهم مثل خلف الحربي اكيد سيعطي الدراما الخليجية بعدا جديدا ونكهة مغايرة ، وانا حاول ان اضع لمستي كمخرج للعمل وكمنتج كذلك.
مسلسل سيلفي مراة الواقع العربي من حيث التشدد الديني والفكري،ما نسبة تقارب الاحداث بين عدسة الشاشة ومراة الواقع واين تكمن نقطة الالتقاء؟؟!!
ولهذا كانت التسمية “ سيلفي “ هو صورة من واقعنا العربي والخليجي صورة فيها ضحكة وابتسامة وفيها حزن وفيها واقع نعيشه وفيها تاريخ ومستقبل ومشاعرنا ونقاط الالتقاء بيننا كبشر والكثير غيرها، هذا هو سيلفي ، كل يوم قصة وحدث مختلف ، بمواقع مختلفة وقصص مختلفة وممثلين مختلفين ، وهذا طبعا يسبب اجهاد كبير لي ولفريق العمل ، لاننا ما ان ننتهي من قصة حتى ندخل بشخصيات جديدة وقصة جديدة باحداث مغايرة.
سلطت الضوء من خلال مسلسل سيلفي على الارهاب، كما تعلم ان العراق مر بازمة كبيرة على يد الارهاب والاقليات الدينية والعرقية كانوا الضحية الاكبر ،خاصة التهجير القسري للمسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقتل وسبي الالاف من الايزيدية في سنجار وقضية سبي العراقيات من الايزيدية تعتبر اهم قضية دولية ،لكننا لم نرى اي حلقة من الحلقات تتناول هذه القضايا المهمة سواء من قريب او بعيد،لماذا ؟
تناولنا الارهاب بحقات عديدة ومختلفة ، لكن وكما تعلمين ف سيلفي مسلسل سعودي يحاكي الجمهور السعودي اولا وبعدها الجمهور العربي ، لذلك يجب ان نركز على قضايا وقصص تهم المجتمع السعودي اولا، ولا بد ان الفت انتباهك اننا في احدى حلقات الموسم السابق من سيلفي تناولنا السبايا من النساء في داعش، فلا يجب ان نكرر هذه القصص في كل موسم والا سنكون قد كررنا انفسنا.
بماذا اختلف مسلسل سيلفي الجزء الاول عن سيلفي الجزء الثاني وهل سيكون جزء ثالث؟!
اولا تنوع واختلاف القصص
ثانيا استخدام تقنيات فنية واخراجية جديدة
ثالثا استقطاب نجون كبار
خامسا منح عدد كبير من الشباب فرصة العمل مع ناصر القصبي
وبصراحة انا اجد ان الجزء الثاني صار اكثر نضجا وبساطة من الجزء الاول
هذا العام اثار مسلسل سيلفي 2 ضجة اعلامية كبيرة ،لماذا برايك؟
بالتاكيد اي عمل بدون قصة قوية ومهمة تلامس هموم او عواطفهم الناس لن يحصد المتابعة.
ما هي حدود التي لا يستطيع ان يتخطاها المخرج اوس الشرقي في اعماله؟!
لا توجد هناك خطوط حمراء ابدا ، طالما انني احترم حرية الاخرين و التزم بالاخلاقيات والدين والانسانية ولا اثير الفتن بل احاول ان اخلق اجواء من التسامح والالفة بين الناس
اسمح لي بالقول...نلاحظ هذا العام نضج اعلامي ومسؤولية اكبر تجاه الاعمال التي قمت بها وقدمتها للجمهور العربي مثل الصدمة ومسلسل سيلفي ،احداهما يتكلم عن انسانيات الفرد وسلوكياته والاخر يعالج قضايا حساسة جدا كالارهاب وما الى ذلك،ما الغاية من هذه الاعمال في هذا الوقت تحديدا؟!
كل فنان يطمح ان يقدم افكار تطرح قضايا مهمة وتعالج مشاكل مجتمعه وتحقق متابعة من الجمهور ، وكل موسم انا اسعى جاهدا للوصول لافضل مستوى من المواضيع ، قد انجح او افشل في كل مرة احاول فيها ، ولكن هذه سنة الحياة احيانا نتوقع نجاح مسلسل معين ولا يحقق ما نتمناه واحيانا بالعكس ، نتوقع ان حلقات معينة تكون بمستوى متواضع ولكنه الجمهور يصدمنا باهتمام بالغ بها ، وهذه سنة الحياة ، الانسان يحاول ان ينجح والفنان يحاول ان يقدم شي جديد وافكار مبتكرة ، وقد ننجح ونفشل ، ولكن بالنتيجة انا اتوقع ان نسبة ما حققته من نجاح اكبر بكثير والنتائج التي تحققت من اعمالي مهمة وافتخر بها
كيف كانت انطباعاتك حول برنامج الصدمة ومسلسل سيلفي ٢ قبل التلفزة؟!
في العملين كنت متوقعا نجاح جيدا ، ولكن للامانه لم اتوقع هذا الحجم من النجاح وهذا الاحتفاء الكبير من المشاهدين ، وهنا تكمن المشكلة ، فسيكون الموسم القادم اصعب واكثر حذا بالنسبة لي ولفريق العمل جميعا ، لان سقف التوقعات عند المشاهد اعلى من الموسم السابق، ولابد لنا من ان نتحدى انفسنا اولا في الوصول لمواضيع جديدة ، وان شاء الله نحقق ما نتمانه ويتمناه الجمهور
ما هي مشاريعك القادمة ,هل هناك صدمة جديدة؟!
لم احدد بعد اذا كنت ساقدم صدمج جديدة ، واعني بموسم جديد من برنامج الصدمة ، اذا وصلت للافكار التي اعتقد انها تستحق سانتجه بلا شك ، وحتى سيلفي ،، لا نزال بمراحل مراجعة النصوص و الاجتماعات الاولية لاختيار المواضيع ، وعندما تنتهي هذه المرحلة ، اقرر الخطوة التي تليها
قبل الختام نصيحة لمن يريد ان يكون مخرج ناجح كاوس الشرقي ماذا تقول لهم\هن؟!
لا ازال في بداية الطريق ولا اعتقد اني وصلت لمرحلة ان اقدم النصائح ، ولكن من خلال خبرتي البسيطة في هذا المجال وانا بدات مشواري الفني عام ١٩٩٠ يعني انا اعمل خلف الكاميرا منذ ٢٦ سنة تقريبا ، اعتقد اهم ٣ صفات للنجاح
اولا الصبر ، وثانيا الثقافة الفنية و ثالثا التواضع وحب فريق العمل .
وفي الختام ماذا تحب ان توجه للجمهور العربي؟!
دائما اكرر شكري وامتناني للجمهور وللمشاهدين على دعمهم وتشجيهم فالنجاح الذي تحقق بسببهم وكل ما نسعى له ان نرتقى باعمالنا جميعا كفنانين الى مستوى يريده الجمهور.شكرا لك!
هكذا كان الحوار مع المخرج العراقي المبدع اوس الشرقي الذي اثار اعجاب الجمهور العربي من خلال اعماله التي قدمها ويقدمها على قناة MBC وفي اغلب اعماله يحصل على اعلى نسبة مشاهدة كل عام ,كما حصل هذا العام"2016" حصوله على اعلى نسبة مشاهدة لعمليه"برنامج الصدمة " و"مسلسل سيلفي2" , مخرج يستحق كل التقدير.