بغداد – على الرغم من التقاطعات السياسية والعراك المتواصل بين من يسمون أنفسهم بأنهم ساسة العراق المحتل أمريكيا وبريطانيا وإيرانيا، في العملية السياسية التي ولدت من رحم ذلك الإحتلال الثلاثي المتحالف، يشترك هؤلاء اليوم في الركض لحماية مصالهم التجارية والمالية في سورية التي تعيش أضطرابا أمنيا يهدد بقاء نظام بشار الأسد.
مصادر سياسية واسعة الإطلاع كشفت في حديث خاص أن أغلب ساسة العراق لديهم مصالح وأعمال تجارية كبيرة وأملاك وأستثمارات في سورية وهم اليوم في حالة كبيرة من القلق على تلك المصالح خوفا من ضياعها.
وقدرت المصادر السياسية التي اشترطت عدم الإشارة اليها بالأسم الصريح، حجم أستثمارات ساسة العراق في سورية بما يزيد على ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وهي اليوم مهدد بالضياع بشكل تام.
واشارت المصادر إلى أن أسثمارات الساسة العراقيين تتنوع بين أمتلاكهم شركات تجارية وبنوك وعمارات وفنادق كبيرة ومتوسطة ومحال تجارية كبيرة ومتوسطة فضلا عن الأموال الضخمة في البنوك الرسمية السورية.
وأضافت المصادر أن "قادة الاحزاب المنضوين في الحكومة هم ايضا يملكون اموالاً في مناطق عدّة من سوريا"، مبينة أن "محافظة حلب تعد المركز الرئيس لتجارة الساسة السياسيين العراقيين من المكون السني، بينما دمشق وريفها ومناطق الساحل هي أماكن استثمار قادة الأحزاب والمسؤوليين السياسيين من المكون الشيعي".
ويملك ساسة العراق الكثير من الإستثمارات في سورية، فضلا عن العديد من الدول العربية والأجنبية، وأغلب تلك المشاريع والإستثمارات تسجل بأسماء أبناء ومقربين من الساسة وليست بأسماءهم الرسمية، فستة من أبناء مسؤولين كبار عراقيين يملكون تسعة من أكبر فنادق سورية وخاصة فنادق الخمس نجوم في منطقة السيدة زينب. حيث تحظى أغلب تلك الإستثمارات بموافقة ورعاية كبار المسؤولين في العملية السياسية في العراق.
وقد باتت سورية برمتها ملعبا أستثماريا وتجاريا ينطلق منه أحمد نوري المالكي، وقد كشف مؤخرا علي كاشف الغطاء، ان احمد نوري المالكي اشترى قصر ماري اندرسون بلندن باربعين مليون باوند، بمجرد ان اصبح والده نوري المالكي زعيما لحزب الدعوة، واشترى فندق سفير السيدة زينب في دمشق بخمسة وثلاثون مليون دولار ويتفاوض لشراء فندق سفير عجمان بخمسة وسبعون مليون دولار مع سلسلة أملاك العائلة في طويريج.
ويؤكد كاشف الغطاء انه لم يصدر أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء بالنفي أو التأكيد لذلك الخبر، ويضيف كاشف الغطاء ان صفقة فندق "سفير" السيدة زينب تم عقدها في ريف دمشق من قبل شركة استثمارية كويتية وتم استبدال إدارته القديمة بادارة مكونة من السوريين والإيرانيين والأفغان "الهزارة"، منوها الى ان حصة السمسار العقاري الذي أنهى عقد البيع بين المالكي الصغير والشركة الكويتية بلغت 700 ألف دولار أمريكي، فيما بلغت رسوم التسجيل التي دفعها للحكومة السورية مليون و250 ألف دولار أمريكي.
ويتابع كاشف الغطاء بالقول ان أحمد نوري المالكي قام أيضا بشراء قطعة الأرض المقابلة للفندق الزينبي ومساحتها 85 ألف متر من الشركة ذاتها وبمبلغ 52 مليون دولار أمريكي من اجل إقامة مجمع تجاري وشقق سياحية و"مول" تجاري.