تصريح إئتلاف (متحدون) الذي يترأسه نائب رئيس الجمهورية السابق إسامة النجيفي ...بأن بعض الإصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤسسات الدولة وإجراءات محاسبة الفاسدين تتجاوز الدستور ! يحمل الكثير من الغرابة والفكاهة في آن واحد ! حيث أن عشيرة (متحدون) لم تصوّت أصلا على إقرار الدستور ولم تعترف به يوماً في حياتها السياسية ...ولطالما نادوا بتغييره اوإسقاط الكثير من مواده الدستورية وفقراته القانونية ، ولو أنهم قالوا أن الإصلاحات فيها تجاوز على المحاصصة الطائفية أو إساءة للمقبولية لكان ألأمر مقبولاً ، أما أن ينتفضوا ويصرّحوا خوفاً على الدستور فهذه نكتة تُضحك الثكلى! وهم أكثر من غيرهم يعلمون ذلك ، بل يعلمون علم اليقين أن العراقيين بأجمعهم يعرفون جيدا العلاقة السيئة بينهم وبين الدستور ...وأنهم يقتاتون هم والعشائر السياسية الأخرى على نظام الشراكة والمقبولية والمحاصصة الطائفية سيئة الصيت والتي ضربت بمواد الدستور عرض الحائط وإستغفلت المواطن، والسؤال لعشيرة متحدون ولجميع العشائر السياسية الأخرى هل إحترمتم الدستور ؟ وهل شرّع لكم الدستور ماتتمتعون به من إمتيازات ؟ هل أمركم بتسخير الآلاف من العراقيين لخدمتكم ؟ هل هناك مادة او فقرة في الدستور تبيح لكم الإستثمار وإستغلال العقود ونهب ثروات المواطن ؟ هل شرّع لكم الدستور إستغلال المناصب الحكومية لأقربائكم وأتباعكم والمصفقين لكم ؟ أي تجاوز على الدستور ؟ وهل أبقيتم حرمة للدستور ؟ ولكن ماذا يعني بكاء "متحدون" على الدستور وربما غيرهم أيضا من باقي العشائر السياسية الفاسدة ؟ إنه القلق من القادم ، الخوف من الإصلاحات اللاحقة ، فشبح ملفّات الفساد قد خيّم على الجميع ، وكل منهم يستشعر الخطر( وإن منكم إلاّ واردها) فجميع الكتل السياسية والسياسيين قد تورطوا وشاركوا في إنهيار المنظومة الإقتصادية والعسكرية والأمنية في العراق ، نقول الجميع تورّط في ملف عذابات الشعب العراقي ...لأنه حتى الذين يدّعون النزاهة والشرف قد آثروا السكوت والمجاملة على حساب أمن المواطن ورغيفه ! فلا أحد يُستثنى من المسؤوليىة أو ينأى بنفسه بعيدا عنها ، فلكل منهم كفلٌ منها ولايمكن أن يعفي نفسه مهما كانت الحجج ، فالثورةُ قائمة ، والتصميم ماثلٌ بين أعين المتظاهرين ، والإرادة تملأ نفوسهم ....ولأول مرّة ثلاث جهات شريفة وجادّة تلوّح وبإصرار بقطع دابر المفسدين ...الشعب العراقي وهو المدعي الأول والمتضرر الأكبر والمجني عليه صاحب الحق الذي لايُعلى عليه... والمرجعية الدينية العليا والثالث نرجو أن يكون رئيس الوزراء العبادي يعاونه ثلّة من الشرفاء...لتنفيذ وصايا المرجعية الدينية وتحقيق مطالب الشعب العراقي المنتفض...كلّنا أمل أن تتحقق أهداف هذه الإنتفاضة الشعبية بإقامة العدل وتغييب الفاسدين عن المشهد السياسي ووضع الدولة على المسار الصحيح...والله الموفق.
مقالات اخرى للكاتب