ما تزال الحيرة تلفني وترسم أمامي ألف علامة استفهام حول (هـــوس) بعض مسؤولينا الافاضل (بالملائكـــة)، في وقت تواصل فيه (شــــياطين) داعش المسعورة نهش لحوم شعبنا بوحشية لا مثيل لها اينما أمكنها ذلك، تزامنا مع ســعار بعض المسؤولين الفاسدين الذين هم أشد قسوة وشراسة ودموية من الشياطين اللئام في نهب وسلب المال العام أمام انظار الرأي العام ليقع هذا الشعب (الملائكـــي) ضحية للشياطين المسعورة التي لا تفتأ تهاجمه وتتلذذ بنهش لحمه وطحن عظامه رغم طيبته و(ملائكيتـــه).
فقد سبق لمسؤول رفيع ان منح حكومتنا وسام (الحكومــة الملائكيــــة)، اعتزازا منه, ربما, (بنجاحهــا) الكبير منقطع النظير، في تمكيننا من احتلال الموقع الثالث على قائمة الشفافية الدولية لاكثر الدول (فســـادا) في العالم، في حين انبرى مسؤول رفيع آخر قبل ايام ليؤكد عبر تصريحات بالصوت والصورة نقلتها مختلف أجهزة الاعلام بأننا احفاد (الملائكـــة) بالرغم من المفخخات والاختلاسات وانهار الدماء والكواتم واللواصق التي تحصد ارواح العشرات يوميا، عبر تشديداته وهو يستعيد ومضات من عصر أجدادنا السومريين بأن (الملائكـــة كانـــوا يطيــــرون بجناحيـــن وبثلاثـــة اجنحــة وبأربعــة اجنحـــة وكانـــوا ســــومريين) بما يؤكد بأننا (ملائكـــة) ايضا، ما دمنا احفاد اولئك الاتقياء الطيبين، الملائكة السومريين.
وبعيدا عن حقائق الملائكة والشياطين في عهد السومريين، نثر علينا وعلى الرأي العام، ذلك المسؤول الرفيع الوديع، نظريات جديدة ستغير قناعات الانسانية وتصحح اخطاءها التاريخية، التي اعتبرتها منذ آلاف السنين من الثوابت الجدلية، مؤكدا إن أول مطار أنشئ على كوكب الأرض كان في محافظة ذي قار، وذلك قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد، اي قبل حوالي (7016) سنة من الآن، موضحا(أول مطـــار انشـــئ فـــي كوكـــب الارض انشــئ فــي هــــذا المكـــان، بمعنـــى ان الســـومريين عنـــدما اســـتقروا فـــي هـــذه الارض بأجوائهـــا هـــي اجــواء ملائمــة للتحليـــق فـــي الفضـــاءات، وكانـــت مـــن هنــا تنطلـــق المركبـــات الفضائيــة الســـومرية نحـــو الكواكـــب الاخـــرى)، في حين ان الوقائع تؤكد عكس هذه (الافتراضــات) ومنها ان التاسع من تشرين الاول من عام(1890) شهد تحليق اول آلة اثقل من الهواء (شــبه طائـــرة) بعد (12) عقدا من سيطرة الآلات الاخف من الهواء على الفضاء، كما انه لم يوضح من صنع تلك المركبات الفضائية ولا نوع المعادن التي استخدمت في صنعها، ولا نوع الوقود الذي كانت تستخدمه، في وقت لاتشير فيه أي مصادر علمية تاريخية الى ان السومريين وبقية الشعوب كانوا في ذلك الزمن الغابر، اي قبل (7016) قد اكتشفوا المعادن المختلفة وأقاموا معامل الاستخراج والصهر لانتاج المركبات الفضائية، او عرفوا النفط والغاز والطاقة الذرية والطاقة الكهربائية لاستخدامها وقودا للصواريخ التي حملت تلك المركبات الفضائية (المفترضـــة) الى الفضاء الخارجي والكواكب الاخرى، فأول بئر نفطي، على سبيل المثال، تم حفره كان في الصين في القرن الرابع الميلادي، اما حكاية الذرة فقد بدأت قرابة( 400 سنة ق.م) على يدي الفيلسوف اليوناني ديمقراطيس الذي صاغ النظرية الذرية للكون، ولم تستخدم الطاقة الذرية سلميا الا في عام 1954م وذلك في تسيير السفن الحربية وخصوصا الغواصات، اما بالنسبة للمصباح الكهربائي الذي لاغنى سواء للمركبات الارضية أو الفضائية عنه للاضاءتين الداخلية والخارجية لأي مركبة فضائية حتى لا تصطدم بقية المركبات بها، فلم يتم الاقرار به رسميا الا في عام (1880) حيث قدم مخترعه توماس اديسون الذي يُعد رابع أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ، بامتلاكه (1093) براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، قدم في الرابع من تشرين الثاني من عام (1879) طلبا للحصول على براءة اختراع رقم 223898 عن مصباحه الكهربائي، (منحــت لــه فــي 27 كانــون الاول 1880)، في حين يحدثنا التاريخ ان ذبابات الفاكهة كانت اولى الحشرات التي اطلقت الى الفضاء الخارجي على متن الصاروخ V-2 الأمريكيّ، وذلك في العشرين من شباط عام 1947، حيث وصل الصاروخ الذي حملها إلى ارتفاع 109 كيلو مترات، وتمّ استرجاعها جميعاً وهي على قيد الحياة، كما ان أول مركبة فضائية من صُنع الإنسان تصل إلى سطح القمر كانت لونا 2 التابعة للاتحاد السوفيتي في 13 ايلول (1959)، اما اول مركبة انطلقت الى الفضاء الخارجي وهي تحمل انسانا فقد كانت (فوســتوك 1) بقيادة رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين في 12 نيسان من عام 1961 لتصبح أول مركبة فضاء تتمكن من الخروج خارج الغلاف الجوي للأرض وتستقر على مدار لها حول الأرض، في رحلة استغرقت ساعة واحدة و( 48 ) دقيقة، حيث أتم جاجارين الدوران حول الأرض في 108 دقائق وعاد الى الارض سالماً.
اما رائد الفضاء الامريكي (نيل ارمسترونك) الذي يعتبر اول انسان في التاريخ تطأ قدماه ارض القمر، فقد قاد اولا مركبة جيميني 8 وذلك في عام 1966 م. وقام خلال تلك المهمة مع ديفيد سكوت بإجراء أول عملية التحام بين مركبتين فضائيتين تتم بواسطة إنسان، ومن ثم قاد أرمسترونك طاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر مع بز ألدرن في 21 تموز1969 م ليكون اول انسان تلامس قدماه ارض القمر في رحلة وصفها بأنها (خطـــوة عملاقـــة للبشـــرية) وقضيا ساعتين ونصف يستكشفان، ولم يعثرا مع الأسف الشديد على اي حطام أو بقايا مركبة من مركبات الفضاء السومرية الملائكية التي انطلقت وفق (تصـــورات) ذلك المسؤول الرفيع قبل (7016) عاما.
من يدري، ربما تسرب الى داعش خبر كوننا أحفاد اولئك الملائكة السومريين الاتقياء الانقياء اصحاب الاجنحة الثنائية والثلاثية والرباعية، فأطلقت شياطينها المسعورة ضدنا بهدف إبادتنا، وبذلك تقع على عاتق ذلك المسؤول الذي افشى سر اصولنا الملائكية مسؤولية البحث عن أفضل الاسلحة السومرية لتحرير أراضينا من رجس الشياطين الداعشية.
اخيرا .. لانملك الا ان نهمس كما سبق أن همس, ربما, اجدادنا السومريون... وللـــه فـــي خلقـــه شــــــؤون.
مقالات اخرى للكاتب