لكل إنسان أولويات في حياته كأن يسعى في بداية حياته للحصول على العلم و المعرفة حتى يصل لدرجة معينة و يكتفي ، و من ثم يعمل و بعدها يخطو خطوة أخرى إلى الإمام و هذه الأمر يطلق عليه تسمية أولويات .
أن جاءنا على مشهدنا الثقافي و الأدبي نجده مشهد مبعثر مليء بالأخطاء و الانتكاسات بعيد كل البعد عن سياق "الأولويات" فأموال كثيرة تصرف هنا و هناك "هباء منثورا " ، و جهود تبذل على نشاطات لا يستفيد منها المثقف و الأديب أي شيء ولا حتى أي شريحة من شرائح المجتمع و فوق كل هذا "عفا عليها الزمن".
لنتحدث عن المهرجانات الفخمة و المؤتمرات الكثيرة و الندوات المنعقدة في مختلف المحافظات السواد الأعظم منها و ليس جميعها فاشلة فلا يحضر لها أحد و تكلف وزارة الثقافة أو اتحاد الأدباء و الكتاب أو نقابة الصحفيين أو نقابة الفنانين مبالغ طائلة و جهود جبارة و من دون أي نتيجة تذكر على أرض الواقع ، فأنا بإمكاني و بسهولة عبر جهاز كومبيوتر مرتبط بشبكة الانترنيت أن اتصل مع مثقفي و أدباء وطننا من شماله إلى جنوبه و في كل دول العالم أيضا ، و أقدم لهم خطة عمل أو دراسة لمشروع أو أي شيء يخطر في بالكم يصب بخدمة الثقافة و الأدب و أناقشه معهم و أحصل على نتائج ممتازة و خلال وقت قياسي و من دون أن أبذخ بالأموال و من دون جهد بشري كبير لإعداده و من دون وقت طويل قد استغرقه لا يقل عن شهرين .
في الأيام الماضية تحدثت مع عدد من المثقفين المتواجدين داخل و خارج وطننا الحبيب ، و قدموا لي أفكار جميلة للنهوض بالواقع الثقافي و الأدبي و جميع أفكارهم واقعية و جادة و لا تكلف مبالغ طائلة و جهود عدد كبير من الأفراد فلماذا لا يتم الاستماع لهذه الشريحة التي يحترق قلبها على الواقع و المشهد الثقافي و الأدبي فبمقدورهم تغيير كل شيء رأسا على عقب خلال فترة قياسية قصيرة .
لماذا نجد وزارة الثقافة و اتحاد الأدباء و الكتاب و نقابة الصحفيين و كل من له دخل بالمشهد الثقافي و الأدبي في العراق مصرين على التمسك بالأساليب القديمة البالية و المكلفة من جميع النواحي .
لقد شبعنا مؤتمرات و مهرجانات و ندوات منذ عهد النظام السابق و حتى يومنا هذا فيا ليت أن تذهب هذه الأموال و الجهود لدعم طبع إبداعات مثقفين و أدباءنا التي لا تعد ولا تحصى ، أو لدعم المسارح أو لأي نشاط ثقافي و أدبي يخدم أكبر شريحة من أفراد المجتمع ، أننا نحتاج لثورة يتم فيها وضع " أولويات" جديدة تصب في خدمة شعبنا أولا و أخيرا و بعدها المثقف و الأديب فما نمر به كما يقال بلهجتنا العامية " لا يسر لا عدو ولا حبيب " .