بغداد - مارست ثلاث محافظات عراقية أول خطوات بناء الدولة الجنوبية في العراق من خلال الإتفاق على حصص المياه بين المحافظات المتحالفة بغياب المركز.
وكان ممثلو ثلاث محافظات جنوبية، هي ذي قار وميسان وواسط تدارسو المشاكل المتعلقة بتقاسم مياه نهر الغراف المشترك بينها لتحديد حصة كل محافظة منها، وأكدوا ضرورة الالتزام بالحصص المقررة لكل محافظة وترشيد الاستهلاك من خلال استعمال أساليب الري المتقدمة، لاسيما أن البيانات الرسمية أوضحت هدرا بنسبة 60 بالمئة من المياه الواردة إلى العراق نتيجة تخلف منظومة الري في البلاد.
وقال نائب محافظ ذي قار حسن العيوس صالح، إن "محافظة ذي قار استضافت اجتماعا للجنة المحلية المكلفة بإدارة مياه نهر الغراف في محافظات واسط وذي قار وميسان الذي يعقد برعاية برنامج الأمم المتحدة الانمائي"، مشيراً إلى أن "حكومة ذي قار تسعى بصورة جدية إلى حل مشكلة تقاسم المياه بين المحافظات الثلاث".
وأضاف صالح أن "ان الاجتماع اليوم يأتي استكمالا لاجتماع سابق عقدته المحافظات الثلاث لتوزيع الحصص المائية بصورة صحيحة والحيلولة دون التجاوز على ما هو مقرر لكل منها وذلك عبر التنسيق المشترك بينها".
من جانبه قال مدير الموارد المائية في محافظة ذي قار إسماعيل قاسم، إن "الأمم المتحدة من خلال برنامجها الانمائي تبنت مشروع إدارة المياه محلياً في العراق وقد اختارت في المرحلة الأولى شط الحلة المار في محافظات بابل والديوانية والمثنى"، مبيناً أن "المرحلة الثانية من المشروع تشمل نهر الغراف الذي يخدم محافظات واسط وذي قار وميسان".
وذكر مدير الموارد المائية في ذي قار، أن "الاجتماع استعرضت فيه المشاكل والملوثات التي تدخل النهر من مياه صرف صحي ومياه البزل وغيرها مما يتعلق بالجانب البيئي"، مستطرداً أن "الاجتماع تناول أيضاً تصاريف مياه النهر ومستوى الفائدة ومعدلات المياه التي تخدم المحافظات الثلاث وكيفية توزيع نسبها بينها فضلاً عن مناقشة الجانب الزراعي المتمثل بنوعية المحاصيل التي تزرع في كل محافظة وماهية المحاصيل البديلة في حال شحة المياه وواقع منظومات الري المعتمدة سواء كان بالواسطة أم السيح". وأضاف إن "المجتمعين تدارسوا إمكانية تطوير الطرق التقليدية المستخدمة في الري واستبدالها بأخرى متطورة تحد من مظاهر الهدر التي ترافق عمليات سقي المحاصيل الزراعية".
وتقدر تصاريف نهر الغراف المتفرع من مقطع نهر دجلة في محافظة واسط، بنحو 140 م3 / ثا، وهي توزع بواقع 10 م3 / ثا لمعالجة مشكلة المياه في ناحية البشائر التابعة لمحافظة واسط و20 م3 / ثا لجدولي السابلة وعكيل في محافظة ميسان، وما تبقى يكون من حصة محافظة ذي قار والبصرة، حيث تعتمد 80 بالمئة من الخطة الزراعية في محافظة ذي قار على مياه نهر الغراف كما تعتمد محافظة البصرة على مياه نهر الوفاء المتفرع من نهر الغراف في تأمين مياه الشرب.
ويرى كادر تحرير عراق تايمز أن تجربة المحافظات الجنوبية وما سبقها من إجتماع المحافظات الوسطى بغياب المركز والوزارات ذات العلاقة يشكل خطوة أولية على طريق الدولة الشيعية الجنوبية والوسطى، التي رسم ملامحها وخطط لإقامتها بريطانيا وامريكا وبتوافق كامل من إيران، وأن المياه هي البوابة التي ستعمل هذه المحافظات على ترسيخ الدولة الموحدة بين المجتمع الشعبي في هذه المحافظات.
وتوقع كادر التحرير أن تلحق هذه الخطوات خطوات أخرى في القادم من الايام والتي ستزيد من تسارعها في حال أقدم إقليم كردستان العراق على إعلان دولته الكردية وأنفصالها عن العراق.