توجه الرائد بهجت سعيد والمقدم وصفي طاهر للقبض على نوري سعيد في منزله الذي يقع في جانب الكرخ جنوب بغداد في الضفة الغربية لنهر دجلة . وكان وصفي طاهر يعرف مكان المنزل جيدا لانه عمل مرافقا لنوري سعيد قبل هذه الفترة فطوقت السرية المنزل ألا أنهم لم يجدوا نوري سعيد لانه كان قد هرب الى جهة مجهولة بعد أن علم بأمر الثورة من ( الخبازة ) التي كانت تجلب لعائلته الخبز صباح كل يوم.
وعلى هذا أسرع نوري سعيد بترك منزله من الباب الخلفي وحمل معه مسدسه استطاع أن يستقل قاربا فتوجه الى حي الكرادة ونزل في منزل أحد أصحابه هناك ثم نقل الى بيت الحاج محمود الاستربادي في الكاظمية وهو من أصدقاء نوري سعيد القدامى ، قضى نوري سعيد في بيت الاستربادي ليلة واحدة . وفي نفس اليوم أصدرت حكومة الثورة بيانا تدعو فيه الشعب الى إلقاء القبض على نوري سعيد حيا أو ميتا وخصصت جائزة قدرها ( 10) آلاف دينار لمن يلقى القبض عليه.
وفي اليوم التالي الخامس عشر من تموز ترك نوري سعيد منزل الاستربادي متنكرا تصحبه زوجة الحاج محمود الاستربادي وخادمتها وركبوا سيارة الاستربادي وكان يقودها مظفر أبن الحاج محمود الاستربادي وقد أوصلهم الى منزل السيد هاشم جعفر شقيق الوزير السابق الدكتور ضياء جعفر .غير أن عمر بن هاشم جعفر علم بوجود نوري سعيد في البيت ، فأسرع الى وزارة الدفاع وقابل الزعيم عبد الكريم قاسم واخبره بمكان وجود نوري سعيد فأوعز الزعيم عبد الكريم قاسم الى المقدم وصفي طاهر بالتوجه مع مفرزة الى منزل هاشم جعفر واعتقال نوري السعيد ، غير أن نوري السعيد عندما علم بخروج عمر بن هاشم جعفر ترك المنزل بصحبة زوجة الاستربادي والخادمة متوجها الى منزل محمد العريبي في منطقة البتاووين . وعند استفسار لدى إحدى المحلات عن المنزل عرفه صاحب المحل وأخذ يصرخ(نوري سعيد امسكوه) فتجمهرت الجماهير حوله فأخرج مسدسه وأخذ يطلق النار يمينا ويسارا ، ولكن الجماهير الغاضبة بالاشتراك مع الجنود الذين تواجدوا في مكان الحادث تبادلوا إطلاق النار معه فقتل نوري السعيد ومعه زوجة الاستربادي ، بعدها سحلت جثت نوري سعيد حتى أوصلوها الى وزارة الدفاع ، ثم دفن في مقبرة باب المعظم .