Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الوشم عند الأمازيغ
السبت, كانون الأول 6, 2014
جليلة مفتوح
للوشم قيمة اجتماعية وثقافية وجمالية وسيكولوجية، كما لا يخفى ذلك على المهتمين بمجال الانثروبولوجيا الثقافية بصفة عامة وعلى المهتمين بمختلف الإبداعات الفنية بصفة خاصة . ومن حيث القيمة الاجتماعية، تعبر الأشكال الوشمية بشكل عام عن الانتماء إلى مجموعة أسرية أو قبلية أو غيرها من المجموعات . وفي هذه الحالة، فإن شأن الوشم كشأن بنية القبيلة، التي كانت حتى مجيء المستعمر الغربي شكلا من أشكال التنظيم الاجتماعي القروي بالمغرب، بحيث نلاحظ أن الوشم بمثابة بنية تتقاطعه قيم اجتماعية وثقافية وسيكولوجية وجمالية. ومن حيث القيمة الجمالية ، يبدو أن الوشم كان بمثابة المعين الذي يستلهم منه كثير من الفنانين في الوسط القروي، بصفة خاصة، الأشكال والرموز التي يزينون بها منتوجاتهم المختلفة لتضفي عليها اتساقا إبداعيا ودلالات رمزية؛ سواء تعلق الأمر بمجال الحلي أو المعمار أو النقش والوشم.  أما من حيث القيمة السيكولوجية، فللوشم وظائف عدة: يمكن أن يقرب بين الحاجبين أو أن يجعلهما مستطيلين و بذلك يضفي على النظر قوة تنسى  للناظر مثالب الوجه، ووشم اليد بالحناء يزيد في قوة اليد ، علما بأن الوشم بالحناء يتنوع بتنوع المناطق المغربية كما الوشم. .  ومن حيث القيمة العلاجية : تجدر الإشارة إلى أعمال الدكتور "كارتون" ؛ الممارسات الطبية التقليدية المرتبطة بالوشم على مختلف أعضاء الجسم وما يعتقد فيه من علاج يحققه ذلك الوشم. لقد اختفى الوشم شيئا فشيئا، خاصة في الجنوب المغربي وفي شماله وفي المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، هذه المناطق التي أصبح البعض منها يحتل فيها التزين بالحناء فضاء الوشم. ولكن إذا كان استعمال الحناء هو ايضا عريقا، فقد كان ذلك الاستعمال – فيما يبدو - لهدف العلاج، إذ اقتصر توظيفه على الأيادي والأرجل من اجل تقوية جلدها وحمايتها من التشقق. وهذا التوظيف – من الناحية الجمالية – اقتصر على طريقة الطلاء، خاصة في حالات استهداف العلاج. باعتماد ما يصطلح عليه بأنتروبولوجية الجسد، ينبغي التذكير بأن المرأة الأمازيغية في شمال إفريقيا عامة والمرأة المغربية عامة، لم تعرف لا "وأد البنات" ولا "ختان النساء" (Excision) ولا "التسمين القسري" (Gavage) أو مايسمى ب "التبلاح" . فبالرغم من أن الشعوب والبلدان التي مارست أو لا زالت تمارس هذه الطقوس، إن لم يتقاسم المغرب معها الثقافة والدين فهو يتقاسم معها الجوار الجغرافي، ومع ذلك فقد رفض المجتمع هذه العادات، جملة وتفصيلا، ولم يقبل مبرراتها مهما كانت مرجعياتها وأهدافها، نظرا لعدم ملاءمتها مع قيمه المتعلقة بالمرأة وبجسدها. علامات ورموز وزخارف باللون الأخضر أو الأزرق تناجي بها المرأة الأمازيغة الرجل مبشرة إياه بنضجها العاطفي والجنسي، تزين بها وجهها بشكل فاتن أو عنقها أو أماكن حساسة من جسدها. غير أن الوشم بالعربية أو تكاز بلسان الأمازيغ ليس مجرد متعة وزينة استعملتها المرأة في زمن معين، بل إن لهذا الوشم ارتباط عميق بما هو هوياتي واجتماعي، وكان كفيلا بصناعة لغة جسد جميلة تخاطب الآخر ببلاغة. تؤكد فاطمة فائز باحثة في انتروبلوجيا الدين والثقافة الشعبية بالمغرب أن " الوشم يدخل ضمن آداب السلوك الاجتماعي ، يرتبط بالجسد الموشوم وبحياته، ويموت بموته، كما يشكل جسرا للربط بين ماهو روحي ومادي في الجسد ذاته. وللوشم كذلك رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهو يشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية المشتركة والتي ساهمت في ضمان حد كبير من التناغم بين كافة أطراف القبيلة. كما أن الوشم يحيل على هوية واضعه وانتمائه القبلي، شانه في ذلك شان الزخارف النسيجية المبثوثة بشكل خاص في رداء المرأة المعروف ب " الحايك" / "تاحنديرت" عدا عن الزربية والحنبل التقليدييين. ولأن الوشم يكتسي بعاد استيطيقيا فهو يتغيى إبراز مفاتن المرأة وأنوثتها، ويصير خطابا يستهدف الاخر ويوظف لإيقاظ الشهوة فيه وإغراءه وإثارته جنسيا". ويذهب الباحثون في الموضوع إلى الإعتقاد بان الوشم فوق جسد المرأة هو دليل على الاكتمال والنضج الجنسي لديها وعلامة العافية والخصوبة ، فلا توشم إلا الفتاة المؤهلة للزواج. كما يقال أنه دلالة على اكتمالها جمالا، وقدرتها على تحمل أعباء الحياة الزوجية كما تحملت آلام الوخز. غير أن هناك من يخالف هذا القول ويظن أن الوشم بكل ما يعنيه من وخز وألم كان يستعمل لكبح جماح الغريزة وتدبير الطاقة الجنسية لدى الفتاة. ويستندون في تبرير ظنهم هذا بوجود الوشم لدى بعض النساء في أماكن حساسة ومستورة من جسدهن كالثديين والفخذين وهو ماقد يكون علاجا زجريا لهن في حالات الفوران الجنسي.  لم تكن الفتاة الأمازيغية تعرف سبب إصرار والدتها على أن تذهب بها إلى الواشمة ا. وقد تقاوم الفتاة خوفا من الألم ومن رؤية دمها يسيل في عادة تجهل خلفياتها، غير أن قدرها أن تجلس كفتاة عاقلة مستسلمة للواشمة. تحدث هذه الأخيرة جرحا بسيطا دقيقا بالإبرة على الشكل المطلوب حسب النماذج السائدة، وفي المكان المرغوب توشيمه، ثم تضع فوقه مسحوق الكحل وبعد مدة يلتئم الجرح ويصبح بلون أخضر. أما إذا أريد أن يكون لونه أزرق فتستعمل صبغة النيلة. وتضيف الباحثة فاطمة فائز" كان إنجاز الوشم جزءا من طقوس الكهانة، تقوم به امرأة كاهنة، تكون قد خضعت لطقوس التكريس عند ضريح ولي متخصص، حيث ترى في منامها هناك بأنها تستلم إبرة الوشم. شأنها شأن الشاعر الذي يبدأ رحلة إبداعه بالنوم إلى جوار ضريح أحد الأولياء، كما أنها قد تستلهمه من إحدى الممارسات العريقات اللواتي يحول سنهن المتقدم في الغالب دون الاستمرار بممارستها فيبحثن عمن يكمل مسيرتهن. ومن هنا فقد كان الوشم أيضا ينجز في أجواء طقوسية مفحمة بالرموز والدلالات التي تكفل الاتصال بعالم الماوراء،  ولأن الوشم له دلالة جمالية بالدرجة الأولى فلا بد وأنه قد استفز إلهام الشعراء وأثار ل المخيلة الإبداعية وفي هذا الباب كتب الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي مقالا بعنوان المرأة والوشم في الشعر الأمازيغي بالريف \ أو حينما يصبح الجسد مجالا للإبداع يقول في إحدى فقراته"ويكتسي الوشم في ظاهره وباطنه دلالات عديدة وعميقة، فهو يأخذ من جسم الإنسان فضاء للتدوين والكتابة ولوحة للرسم والخط .تقول الشاعرة الأمازيغية في هذا الصدد: أسيذي عزيزي إينو, راجايي أذكنفيغ ) أرجوك ياعمي تريث قليلا( ثيريت إينو ثهرش, ذ تيكاز إيذين ؤريغ )عنقي تؤلمني بسبب الوشم !( إن الشاعرة هنا، مقبلة على الزواج، ترجو وتلتمس من أسرة عمها حيث يوجد العريس، أن ينتظروا ويتريثوا قليلا حتى تبرأ وتلتئم الجروح التي خلفها وخز الوشم في عنقها. يأخذ البيت الشعري هنا تيمات متعددة يبرز فيها الجسد فضاءا للإبداع والكتابة، وجعله لوحة تنطق بالجمال والحسن الذي تؤثثه وتزينه الرموز الملونة المختلفة الألوان والأشكال والدلالات على جسد مقبل على الزواج. إن المرأة الواشم مبدعة تكتب لتضع لذة النص ـ أو الرمز ـ المكتوب بيد المتلقي ذكرا أو أنثى لاكتشاف نهايات الجسد الأنثوي الاشتهائية، ينتقل عبرها الجسم من نظام الأيقونة إلى الجسم اللاهوتي . ومن المعروف في منطقة الريف خاصة والمغرب عامة أن الوشم من أدوات الزينة الضرورية لأية فتاة ناضجة، وفي هذا نجد جورج كرانفال يقول: “الوشم في هذه البلاد عند النساء إعلان عن مرحلة النضج .... وهو في هذه الحالة يكتسي بعدا استطيقيا ويصبح مظهرا جماليا تود من خلاله المرأة الشابة إبراز مفاتنها، وإعلان نضج أنوثتها، فيصبح الوشم خطابا وعلامة سميولوجية تستهدف الآخر\ المشاهد، يقول الشاعر في هذا المعنى: “مــامــا” أثان يكين، ثيكاز سادو وابر) ” ماما ” يا واضعة الوشم تحت الأهداب( ثاكيثنت إيوحبيب، أرياز أتيقابر ) كم أغريت بجمالك من الرجال( يبدو أن هذه الفتاة وإسمها “مامّا” وشمت مكانا جذابا من وجهها وهو موضع تحت الأهداب، لتضفي على عينيها مسحة من الجمال لإثارة إهتمام الطرف الآخر \ الرجل. الكثير من النساء الأمازيغيات اليوم اللواتي يحملن وشما في وجوههن يعملن بجهد لإزالته حيث أصبحن ينظرن إليه كعلامة تشوه أوجههن ولا تجمله كما كان سائدا من قبل. فمع ظهور أدوات الزينة والتجميل وتنوعها وكثرتها في الأسواق لم يعد للوشم من فائدة ولا حتى من دلالة روحية من باب القفز على الواقع التاريخي القول بأن تأثيرا ثقافيا وحضاريا هو المحدد لخصوصيات المنتوج الفني المغربي. لأن المجال الجغرافي للمغرب جعله منذ أقدم العصور في وضعية الانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات؛ وأن ما كان يضفي عليه دائما صفة المغربية هو البعد الأمازيغي. فالبحر الأبيض المتوسط في الشمال جعله دائما منخرطا في حضارة البحر الأبيض المتوسط؛ والصحراء جنوبا ربطته أشد الارتباط بباقي القارة الإفريقية؛ والبلدان المغاربية شرقا تعتبر امتدادا تاريخيا وثقافيا منذ أقدم العصور وتجعله منفتحا جغرافيا على المشرق وضمنه بلدان الشرق الأوسط؛ والمحيط الأطلسي غربا يجعله منفتحا على الغرب وعلى بقية العالم.  هذه الوضعية الجغرافية تجعل المغرب ملتقى الثقافات والحضارات التي ساهمت في تشكيل هوية الفن المغربي وفي إبراز خصوصيته المتميزة. مستفيدين من إرثهم الحضاري العريق المتمثل في حروف تيفيناغ ذات الأشكال المتعددة والملامح الجمالية الأخاذة إلى درجة جعلت غير الأمازيغيين يلجأون إليها وأن الوشم به تدنيس له وليس غريبا ولا صدفة أن إقصاء الأمازيغية كان دائما مسبوقا أو مصحوبا بإقصاء القيم الأنثوية، كما هو الحال لظاهرة الوشم التي هي ثقافة أنثوية بامتياز، لقد حورب الوشم بشتى الوسائل والفتاوى الشرقانية.. ففي المرحلة الراهنة، يتبادر إلى الدهن أن إنتاج المرأة التقليدي، في هذا المجال يكاد ينحصر في مجال النسيج؛ خاصة بعد أن حوربت بقايا ممارسات الوشم، خاصة منذ ظهور الفكر السلفي والحركة الوطنية والتوجه الفكري العروبي المضاد لما هو أمازيغي في المغرب خاصة، وفي شمال إفريقيا عامة في القرن الماضي .لكن ما يبهر أن الأمهات والجدات ظللن متمسكات بالوشم حفاظا على الهوية حتى خروج البنات للجامعات وأصبح التعبير بألف شكل في ظل العولمة والحفاظ على الهوية والاندماج الإنساني له كل الطرق الثقافية والعلمية.ولا زالت بعض البنات يوشمن حرفا من اسم من يخترن من الرجال أو دلالة ما على ما خفي من الجسد تخليدا ونبض قلب وجسد. وفي جانب آخر، نجد أن المرأة الأمازيغية تتحمل أنواع مختلفة من الآلام الذاتية والمعنوية والجسدية في سبيل إرضاء الطرف الآخر الا وهو الرجل، وفي وسعنا الإفتراض بأن ابتكار الوشم والرموز المستعملة فيه جاء بالارتباط مع اكتساب الإنسان الوعي بعدم اكتماله، ومن ثمة، فإن الوشم يكون وسيلة للإقتراب من الكمال ويتعلق الأمر بتحقيق التوازن بين الوعي واللاوعي
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49933
Total : 101