كثيرا ما نسمع هذه العباره (فشلنا لكننا مستمرون) في خطابات جميع السياسيين العراقيين و ابرزهم الوزراء المسؤولين الرئيسين عن ما تقدمه وزاراتهم و الدوائر التابعه لها و لكن قد يشكك البعض ممن سيقرأ هذا الكلام انه سمعها مباشرة؟ نعم هذا الشك في محله و لكن و على الرغم من انهم لم ينطقوا بها حرفيا الا ان افعالهم سبقتهم لتشير الى هذا المعنى فما الذي قدمته الوزارات الخدميه و الامنيه على مدى اكثر من عشرة اعوام من عمر الشعب؟ في الوقت الذي نجد فيه ان دولا استطاعت في اقل من هذه المده ان تكون في مصاف الدول المتقدمه و ان تتنافس معها و على جميع المستويات و الاصعده لنجد الاجابه هي لا شئ و هذا الجواب هو دليل الفشل الداعي الى التوقف عن العمل على استنزاف اموال الشعب على مشاريع وهميه لا نجدها الا في مخيلة الساده المسؤولين و ايضا نجدها كأمنيات يحلم الشعب بتحقيقها
.
و ايضا و مما لاشك ان الفشل كانت له اثار وخيمه جدا على الواقع الذي يعيشه العراق كدوله حديثة النشاءه و التكوين و نجد اثار هذا الفشل على المستوى الخارجي بالنسبه للعراق في المحافل الدوليه فلم يعد وجود العراق مهما او ذا قيمه للاسف الشديد و هو امرا لا يمكن ان نتقبله بسهوله خصوصا و ان العراق له من الخصائص ما يجعله واحدا من اهم دول المنطقه و لكن السياسه الخاطئه التي تتبع من قبل السياسيين و انضمامه لاحلاف و اتفاقات دوليه لا تقدم شيئا للعراق سوى العزله الدوليه و الابتعاد عن المصلحه الوطنيه للعراق التي و من المفروض ان تكون الرقم الاول في حسابات و معادلات الجميع لانهم في النهايه يمثلون العراق و ايضا اثبتوا (السياسيين) انهم غير جديرين بمناصبهم كونهم لم يرجعوا المكانه الطبيعيه للعراق على المستوى الاقليمي اولا و الدولي بشكلا عام و لكن الامر لم يقتصر على هذا و حسب بل امتد ليشمل التعدي على السياده العراقيه في احداث كثيره جدا و منها ما يتعلق بالتعدي على الحدود العراقيه و منها ما هو تعدي على الجاليه العراقيه في الخارج دون وجود حمايه لهم من قبل العراق الذي يفترض ان يكون غيره من البلدان التي تحمي رعاياها في أي بلد و في أي وقت و لذلك نجد ان كثيرا من العراقيين قضوا في عددا من الدول دون ان نجد موقف حقيقي للعراق تجاه هكذا امر و اكتفى بالشجب و الاستنكار و هو امرا يحسب على الساسه و المسؤولين العراقيين.
اما على المستوى الداخلي فلا شك ان الفشل كان كبير جدا الى الدرجه التي اصبح علني دون خوف من القانون او وجود اعتبار للشعب و اصبحت عمليات الفساد و السرقه بمبالغ لا تصدق و حتى دخل السياسيين العراقيين في قوائم اغنياء العالم و كانوا سببا في انعاش العقارات في عدد من الدول الاوربيه بعدما كانوا موظفين يتقاضون مبالغ زهيده و هم انفسهم كانوا مستائين من سياسة الفساد التي كان يقوم بها غيرهم و لكن بعد وصولهم الى السلطه و عرفوا نعيم السلطه و امتيازاتها تناسوا فقرهم و نسوا ان هناك غيرهم يعيشون معاناة اسوأ من التي عاشوها في الماضي دون ان ننسى ان بعضهم كان خارج العراق و لم يذق طعم الفقر و اللجوع التي عاصرها العراقيين ابان الحصار و هذا يضاف الى الفشل الذي اوجده الساسه و المسؤولين و ان استمرارهم لا يعني شيئا سوى انهم يزيدون ارصدتهم و ان الشعب سيبقى يعاني طالما نه لا يحرك ساكناً و يرضى بالقليل الذي يتفضل به المسؤول عليه و كأنه تناسى ان الشعب مصدر السلطه و ان المالك الحقيقي لثروات العراق التي يتقاسمها السياسيين و المسؤولين بحجج الاعمار و الصحه و الامن و ما شابه ذلك من الخدع و الاكاذيب فهم و ان فشلوا في تقديم شئ للعراق و العراقيين الا انهم مستمرون في مناصبهم.
مقالات اخرى للكاتب